قال إمام أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل - رحمه الله-: (الحمدلله الذي جعل في كل زمان فترة من بقايا أهل العلم ، يدعون من ضل إلى الهدى ، ويصبرون منهم على الأذى ، يُحيون بكتاب الله الموتى ، ويُبصِّرون بنور الله أهل العمى ، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه ، وكم من ضال تائه قد هدوه ، فما أحسن أثرهم على الناس ، وما أقبح أثر الناس عليهم.
ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين ، الذين عقدوا ألوية البدعة وأطلقوا عقال الفتنة ، فهم مختلفون في الكتاب مخالفون للكتاب مجمعون على مفارقة الكتاب ، يقولون على الله وفي الله وفي كتاب الله بغير علم ، يتكلمون بالمتشابه من الكلام، ويخدعون جهال الناس بما يُشبَّهِون عليهم ، فنعوذ بالله من فتن المضلين ).
هاهو أحمد بن حنبل رحمه الله يبين لنا تلك القناديل التي أضاءت لنا الطريق إنهم علماء الشريعة .
الذين شابت رؤوسهم وانحنت ظهورهم وهم يُعلّمون الناس الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة.
وسلف الأمة كما تعلمون هم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
فالعلماء امتلأوا علما لكي يرووا العليل ، ويشفوا الغليل ، نذروا وقتهم وأنفسهم لكي ينيروا لنا الطريق.
فهم السراج المنير في الظلام الحالك ، وصمام الأمان لهذه الأمه ، بل هم ورثة الأنبياء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
ففي هذا الزمان نجد أن الإعلام قوة ضاربه يستطيع أن يقود الناس كيفما شاء ماعدا العلماء فإنه يقف حائرًا أمامهم ، لما يملكون من علم غزير يميزون من خلاله مابين الغث والسمين والخبيث والطيب والخير والشر.
قال الحسن البصري :( العالم يرى الفتنة وهي مقبلة والناس لا يرونها إلا وهي مدبرة ).
فعلينا أن نعرف قدر هؤلاء العلماء ، ونمضي على خطاهم ، فهم أكثر معرفة لله وأكثر خشية لله تعالى.
قال تعالى :"إنما يخشى الله من عباده العلماء ".
تأملوا معي حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يبين فيه منزلة العلماء الرفيعة.
عن أبي أمامة رضي الله عنه أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم قال :(فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم) ثم قال صلى الله عليه وسلم :( إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير ).
فاعرفوا للعلماء قدرهم ومنزلتهم يارعاكم الله
ومن نعم الله في مملكتنا الحبيبة أن هناك مرجعية مكونه من مجموعة من العلماء.
وهم هيئة كبار العلماء وكذلك اللجنة الدائمة للافتاء فجزى الله ولاة أمرنا خير الجزاء على دعمهم للعلم والعلماء وجزى الله علماءنا خير الجزاء على كل مابذلوه من تدريس وتعليم للناس وتأليف للكتب وتبيين للحق ودمغ للباطل بكل وسطية واعتدال.
والسلام أجمل ختام
بقلم / عبدالله بن حامد الشهراني