لقد باتت الكلاب الضالة مشكلة تؤرق شريحة كبيرة من السكان في دول العالم الثالث . لا توجد إحصائيات دقيقة بعدد الكلاب الضالة وحالات العقر التي يتعرض لها الأطفال وحتى الكبار ، مجرد إحصائيات متضاربة تفتقر إلى الشفافية , وبالتالي لا نستطيع أن نعرف مدى حجم المشكلة ودرجة خطورتها وبالتالي كيفية علاجها . في مصر يوجد نحو(30) مليون كلب ضال في الشوارع والطرقات , تتسبب في وقوع (140) ألف حالة عقر للمواطنين , و (80) حالة وفاة , من أصل نصف مليون حالة اعتداء على المواطنين في كل عام . (جمعية الرفق بالحيوان) , وقس على ذلك بقية الدول . غالبا ما تتكاثر الكلاب الضالة على أطراف المدن وأيضا في الأحياء الشعبية وعند مكبات النفايات المكشوفة . وفي الأحياء الحديثة والتي هي تحت قيد الإنشاء , حيث تجد المأوى ومخلفات الطعام . تتمثل خطورة الكلاب الضالة وبالذات المسعورة في انتقال مرض داء الكلب (السعار) , والذي لا يوجد له علاج فعال , والذي غالبا ما يكون مميتا , ناهيك عن الأمراض الأخرى الخطيرة . وزارة الصحة والبلديات والإعلام غالبا ما يركزون على هذا الجانب , وفي المقابل يتجاهلون ما قد تسببه هذه الكلاب سواء كانت المسعورة منها أو العدوانية من أمراض نفسية عند الضحايا (فوبيا الكلاب) , هذا المرض الذي قد يصاحب الإنسان طوال حياته , ولعل أشهر من يعاني من هذا المرض المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل بسبب عضة كلب لها وهي في سن الطفولة ؟! . اعتقد أن اخطر ما في الكلاب الضالة هو سرعة تكاثرها . يعني مجرد كلبة واحدة غير معقمة مع جرائها تستطيع إنجاب (67) ألف كلب خلال (6) سنوات فقط ؟! . ولا ننسى التكاليف المادية المترتبة على علاج الضحايا وإعادة تأهيلهم والتي قد لا تتوفر في معظم الدول النامية . قتل الكلاب الضالة باستثناء العقور منها محرم وبفتوى من قبل الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء . وبالتالي طريقة التخلص منها بالسم او إطلاق النار أمر لا يمكن قبوله شرعا أو إنسانيا , ولكن للأسف لقد تناسى أهل العلم القاعدة الشرعية التي تقول : درء المفاسد أولى من جلب المصالح . طبعا هذه الفتاوى وحتى القوانين التي تم سنها والتي تجرم قتل الحيوانات وبالسجن والغرامة المالية , غالبا ما كانت تحت تأثير (لوبي) منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان عفوا الحيوان في الدول الغربية . رغم الفارق الكبير بين الغرب والشرق في نظرتهم إلى الكلاب . في الغرب يعد اقتناء الكلاب (ثقافة) ، حيث تحظى الكلاب بالعناية والرعاية وهي خير جليس عفوا أنيس ، حيث تحتل الكلاب مكانة كبيرة في حياة الإنسان الغربي , حيث تساهم في التخفيف من الوحدة والتفكك الأسري و(الخواء الروحي) الذي يعاني منه , ناهيك عن ال (مآرب الأخري) للكلاب هناك حيث تقوم بدور الزوج والزوجة ؟!! . يقوم على تربية الكلاب في الغرب اقتصاد يدر المليارات من الدولارات (الضرائب , الطعام , العلاج ، الملابس ، الإكسسوارات ..) . وأي إساءة للكلاب يعني السجن والغرامة المالية بل والحرمان من تربية الكلاب ! . تنظيف الشوارع من مخلفات الكلاب يكلف الخزينة الفرنسية أكثر من (450) مليون يورو سنويا ، التمويل يتم من الذهب المسروق من القارة الإفريفية وبالذات دولة مالي . في الوقت الذي لا يجد فيه المواطنين هناك المياه الصالحة للشرب ! . قال حقوق الإنسان قال ؟! طبعا هذا لا يمنعهم من استخدام الكلاب الملغمة وبقية الحيوانات في الحروب ، على أساس أن الضرورة أحيانا تقتضي ذلك ، تعقيم إناث الكلاب أوصل هولندا إلى صفر كلاب ضالة عام 2019م . (سلملي) على منظمات الدفاع عن حقوف الحيوان . في دول العالم الثالث حيث لا تملك معظم هذه الدول اللقاحات او العلاج بل أن المواطنين هناك بالكاد يجدون قوت يومهم , ومع ذلك تجد هذه الدول تقوم بتطبيق القوانين الغربية المتعلقة بالكلاب حرفيا خوفا وطمعا ؟! . الحل الأمثل لمشكلة الكلاب الضالة يكمن في توفير ملاجىء لها ومتابعة وضعها الصحي ، على أن يتم تأمين الطعام لها من مخلفات المسالخ والمطاعم والمناسبات . وإجراء عمليات تعقيم للإناث ، وإخصاء للذكور . يمكن بيع الكلاب إلى مراكز الأبحاث العلمية وكليات الطب البيطري بل والطب البشري ، بل وتصديرها إلى الدول التي تأكل لحوم الكلاب مثل الصين وكوريا الجنوبية ولا بد من إيجاد رقم موحد للإبلاغ عن الكلاب الضالة كي يتم التعامل معها أولا بأول ، وبالنسبة لحاويات القمامة لا بد من إيجاد غطاء لها للحيلولة دون تجمع الكلاب الضالة والقطط والقوارض حولها . توفير قاعدة معلومات عن الكلاب الضالة ، فبدونها تظل الجهود المبذولة في مكافحتها قاصرة . أخبرا لا بد من حملات توعوية في كيفية مواجهة الكلاب الضالة خاصة في مدارس الأحياء التي تكثر فيها الكلاب .
الكلاب الضالة بين المخاطر والحلول المتاحة ؟!


- 26/09/2023
- 8459
شاركها
-
الأهلي “الراقي”.. ضرب “كاواساكي” وتُوِّج باللقب الآسيويمنذ أسبوع واحد
-
“السماوي”.. يواصل سلسلة الانتصاراتمنذ 7 أيام
-
ولي العهد يرأس جلسة مجلس الوزراء في الرياضمنذ ساعتين
-
عبدالله الشهراني
أهلاً وسهلاً ومرحباً بك يا فراس أذكرك جيّداً طالب أدباً وعلم...
-
طلال الزهراني
والله تفهم...
-
د نهلة الشيخ
الوالد الروحي الطيب المعلم لأجيال المعاصرة صاحب الأيادي البي...
-
ابو روان
السلام عليكم المراكز الاقليميه ليس لديه اي هدف حقيقي يفترض ا...
أخبار المجتمع
-
“ابن عسيم”.. يعود معافى بعد عملية ناجحةمنذ أسبوعين