لم يكن توحيد هذا الوطن العزيز بكامل مساحته الجغرافية والطبوغرافية المترامية الأطراف بالأمر الهين ليتحول بذلك من حياة الفوضى والتناحر والشتات، وسيادة الجهل والخرافات وانتشار الأوبئة الفتاكة، إلى حياة الأمن والاستقرار والعيش الرغيد، لولا توفيق الله ومنته، ثم للجهود الحثيثة والتضحية والكفاح المرير، الذي قام به الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود طيب الله ثراه، بدافع من حسن النية في المقصد والتوجه السليم ولا جرم، حينما وصفه أحد المؤرخين العرب بقوله ( بأنه الملك الذي كان ولا يزال وسيظل بإذن الله تعالى حياً في أذهان الناس بما قدم من معروف وبما أسدى للإنسانية من عمل خير، ونبيل، وأنه في عمق تفكيره وسمو تدبيره مثله في شجاعته وروعة تضحيته، وأنه في تقواه واخلاصه مثله في دهائه وذكائه) بينما وصفته الكاتبة الفرنسية، اندريه فـيوليس عام 1937م ( بأنه الملك الذي كان حاد النظرات كثير الحذر في حديثه، وأنه كان ينظر لمُحدثه دائماً ويدرسه دراسة سريعة، كما أنه أسس مُلكه دونما وجل، وكان طويل التروي ولا يحب المجازفة، معتقداً بأن الإستعداد لأي عمل لابد من دراسته أولاً) وهو القول الذي يُفهم منه التخطيط في أروع معانيه بالرغم من أنه لم يتعلم عناصر الإدارة بنمطها الحديث، أو شيئاً من فنونها وإنما انطلق من فطرته السليمة النقية وإيمانه القوي بالله عز وجلّ حتى أضحت هذه البلاد في حلة قشيبة وكيان جديد هي المملكة العربية السعودية التي ننعم بخيراتها ونتفيأ ظلالها بكل فخر واعتزاز، ومع أننا نلمس فيضاً من المشاعر الطيبة والمخلصة من قبل جميع المواطنين على امتداد رقعة هذا الوطن من خلال كلمات نثرية وشعرية وأهازيج ولوحات تشكيلية وعرضات وفنون شعبية واستعراضات جوية بواسطة طائرات خاصة في سماء الوطن تبعث على البهجة والسرور، للتعبير عن هذه المناسبة الغالية، إلا أن هذا في اعتقادنا الجازم لا يكفي للتعبير عن مدى حبنا لهذا الوطن بأبعاده الدينية والاجتماعية والوطنية ما لم نتوج تلكم المشاعر، بالعمل الدؤوب والمخلص والمستمر لخدمته، والذود عنه والتصدي لكل من تسول له نفسه العبث بأمنه واستقراره في كل وقت وحين، ليبقى، حُـراً أبياً عالي المجد والفخار وشامخاً بين سائر الأوطان، نستلهم من ماضيه التليد العظة والعبرة والدروس، ونغرف من معين قيمه الخلاقة والنابعة أصلاً من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف الذي قام عليه، وتاريخية العريقة، ما يُهيئ لنا سبل التطور والتقدم الحضاري المتناغم، وأن نراقب وبعين البصر والبصيرة ما يحدث من حولنا وعلى مستوى العالم من فتن وتبني أفكار وعقائد هدامة ووقائع مُحزنة ومؤلمة فنتجنبها لأجل الحفاظ على وطنا بمختلف مقدراته، وأن ندرك سوياً بأن سلامته من سلامتنا، وتقدمه من تقدمنا، وأن نغرس ذلك كله في نفوس أبنائنا وبناتنا حب الوطن والولاء والانتماء الحقيقي، وأن نوجههم، لفعل الخيرات مهما صغرت، وعدم التأثر بما تبثه بعض القنوات الفضائية والتقنية الحديثة من أفكار متطرفة وإشاعة للفوضى، والفساد ونوازع الشر، على يد أفاكين ومغرضين وحاقدين وحاسدين وسفهاء ومخربين جعل الله كيدهم في نحورهم وتدبيرهم في تدميرهم، لنصل بهذه اللحمة الوطنية الرائعة، للارتقاء بوطننا إلى أعلى درجات المجد، والفخار، وهو ما نعتقده قد تحقق في مُعظمه وفق رؤية المملكة 2030م التي وضعها وبثاقب نظرته ولي عهدنا الأمين ورئيس مجلس الوزراء ورائد الدبلوماسية الحديثة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان يحفظه الله، بل ويشرف عليها بنفسه من كافة نواحيها ومعطياتها بكل همة وحيوية ونشاط، بتوجيهات سديدة من لدن والدنا وقائد مسيرتنا المحنك خادم الحرمين الشريفين ملكنا سلمان بن عبد العزيز، حفظه الله وأطال في عمره، والذي تحقق في عهده الميمون كثيراً من المنجزات والمشاريع الجبارة والنادرة، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: توسعة الحرمين الشريفين وكل ما يتعلق بتطويرهما وخدمتهما لكي يؤدي الحجاج والمعتمرين نسكهم بكل يسر وسهولة على مدار الساعة، فضلا عن تطوير التعليم والصناعات الوطنية والأماكن التاريخية والأثرية والسياحية، بالاضافة للمطارات والتي تحول بعضها لتصبح اقليمية أو دولية ناهيكم تنمية الإبداع والتميز، وتأسيس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والذي وصلت، مساعداته لمجتمعات محتاجة أو ممن اجتاحتهم الكوارث الطبيعية كالزلازل والاعاصير في شتى أنحاء العالم، وكذلك إنشاء جهاز، لرئاسة أمن الدول، ومشروعي حديقة الملك سلمان، بالرياض ومشروع القدية وتطوير الدرعية ، ونيوم، وآمالا الذي يقع على البحر الأحمر، لأجل توفير أمكنة سياحية وترفيهية، وفعاليات ثقافية وفنية فريدة من نوعها على مستوى العالم، بالإضافة لترأس المملكة القمة الاستثنائية لقادة دول مجموعة العشرين (G 20) لعام 2020م، والتصدي لفيروس كورونا، الذي اجتاح العالم بأسره عام 2019م علاوة على إنشاء وكالة للفضاء عام 2018م وتقديم كل الخدمات الأساسية واللوجستية لجميع المواطنين دونما استثناء في كافة المجالات التعليمية والصحية والزراعية والتجارية والسكنية والنقل والاتصالات، ولعل ما أوجزناه هنا يُمثل قليلاً من كثير ممن قامت به حكومتنا الرشيدة من إنجازات عملاقة ونادرة، في زمن قياسي مقارنة بدول سبقتها بعدة عقود، سائلين الله العلي القدير لقيادتنا الرشيدة والملهمة العـز، والتمكين والسداد ولوطننا المبارك، مزيداً من الرفعة واضطراد التقدم، وبالشكر تدوم النعم، قال تعالى( نِّعْمَةً مِّنْ عِندِنَا ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِي مَن شَكَرَ).
- تعليم الطائف يعتمد الدوام الشتوي للفصل الدراسي الثاني
- الفائزون بجوائز المسؤولية الاجتماعية للأندية للموسم 2023-2024.. “ماجد عبدالله” و”الهلال” في المركز الأول
- جدة تستضيف أول حدث دولي للكريكيت.. مزاد اللاعبين لبطولة الدوري الهندي الممتاز للعام 2025
- “هيئة العناية بالحرمين” تثري تجربة الطفل الروحانية بالمسجد الحرام
- نهج تعاوني.. “الصحي السعودي” يوضح المقصود بمفهوم “الصحة الواحدة”
- البنك المركزي السعودي يرخص لشركة “بوابة العملات للصرافة”
- أمين منطقة القصيم يستقبل الرئيس التنفيذي للمؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام ” إخاء”
- “الرياضة أفضل شي”.. حملة وطنية لتعزيز نمط الحياة الصحي بمشاركة مجتمعية واسعة
- “صيد واستغلال رواسب وإشعال نيران”.. ضبط 24 مخالفًا لنظام البيئة خلال أسبوع
- علاج التشوهات الخلقية.. كيف تحدّ “وثيقة الضمان الصحي” من مضاعفات الأمراض؟
- توقعات بتحركات إدارة ترامب ضد الحوثيين وإعادة تصنيفهم كمنظمة إرهابية
- “السياحة المصرية” تحذر: الحج بدون “تأشيرة مخصصة” يمنع استرداد الحقوق
- مفاضلة وتقديم ومقابلة.. “التعليم” تجيب على الأسئلة الشائعة عن برنامج “فرص” الجديد
- وداعاً للأرق.. حيلة غريبة تعيدك للنوم بعمق
- “الأرصاد” في تحديث جديد: انخفاض تدريجي في درجات الحرارة الصغرى
بقلم_عبد الفتاح أحمد الريس
يومنا الوطني استذكار لتاريخ ومجدٍ تليد
24/09/2023 8:14 م
بقلم_عبد الفتاح أحمد الريس
0
674251
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3569260/