الفن هو الفعل الأرقى للحواس وإشغالها من أجل تهذيب النفس والذوق العام، هو رهافة الحس والإدراك الذي يسمو بالإنسان. الفنّ هو الجمال النابع من الروح ليرسّخ القيم الإنسانية الإيجابية النبيلة. هو مجموعة الأعمال البشرية التي تعبّر عن فكر مؤلفها ومهاراته لتخلق منتوجاً إنسانياً خالداً عبر الثقافات والمجتمعات.
وُجد الفن مع وجود الإنسان ولعلّ أبرز أنواع الفنون القديمة التي لازالت حتى الآن هي العمارة، بما تتضمنها من مبانٍ مشيدةٍ وقلاعٍ وأسوار وأعمدة قائمة حتى الآن، تفنّن الإنسان في بنائها فبدت بأجمل صورة. راح الإنسان بإبداعه إلى ماهو أبعد وأجمل فزيّنها بمنحوتاتٍ رائعة الجمال ودقيقة التصميم رغم ضعف الأدوات مقارنةً بأدوات الحاضر. برزت الفنون القديمة من خلال الأعمال اليدوية والجسدية التي عبّر فيها الإنسان عن ذاته، سواءً من خلال الرسم على الجدران أو الأوراق، أو النحت أو حتى الرقص بشكل منفردٍ أو في مجموعاتٍ لأداء طقوسٍ معينة على أنغام الموسيقا التي أبدعها بآلاتٍ بسيطة تتناغم مع أصوات الطبيعة. ولا ننسى الفنّ الأكثر رسوخاً حتى الآن وهو الكتابة الذي كان نقطة تحولٍ في تاريخ البشرية.
كانت هذه الفنون مقدمةً للفنون الحديثة التي نراها في وقتنا الحالي، فمنها ما كان تطوراً لفنًّ قديمٍ كالرسم الذي تطورت أدواته وأشكاله، والخطّ الذي برزت فيه أشكالٌ جديدة وطرق حديثةٌ لإخراجه بأفضل صورة. وهناك فنون حديثة ارتبطت بالصناعة كصناعة الأثاث والمجوهرات، صناعة الزجاج والخزف وغيرها.
صرنا نختبر أنواعاً جديدة للفنون كالفنون البصرية والسمعية، كالتصوير و الأوبرا والفنون التطبيقية بشكل عام. وعلى تعداد أنواع الفنون التي اختبرها البشر منذ بدء الحضارة حتى الآن، لا شكّ أن أرقى هذه الفنون هو التفكير الذي كان السبب الأول والحقيقي في إبداعنا وبناء اتجاهاتنا وخلق المشاعر، فضلاً عن
تحريك الأحاسيس والانفعالات المختلفة في سبيل تلطيف السلوك والرقي بالأخلاق إلى أعلى مستوى.