الحيتان تعتبر من الثدييات التي تعيش في المحيط منذ ملايين السنين، هناك أنواعٌ مختلفةٌ للحيتان، أضخمها الحوت الأزرق، حيث يعتبر الحوت الأزرق أضخم المخلوقات على الأرض حيث يبلغ طوله مئة قدم تقريباً.
إنّ الحيتان مثالٌ مهمٌ على طريقة تطور الأحياء عبر آلاف السنين للتلاؤم مع المتغيرات البيئية، فالحيتان كسائر الثدييات البحرية تعود لأسلافٍ كانت كائنات بريّة، و يظهر ذلك جلياً من خلال علم التشريح، فالحيتان تمتلك بقايا أذن خارجية ولا تزال تحتفظ ببقايا عظمية لأطرافها الخلفيّة. تسبح الحيتان بسرعة تصل إلى ثلاثين ميلاً في الساعة. تتناول الحيتانُ أنواعاً مختلفةً من الأغذية، فمنها من يعتمد على العوالق البحرية وذلك عن طريق السباحة والفم مفتوح لابتلاع كمياتٍ هائلةٍ من المياه وترشيح العوالق منها، و منها اللاحم الذي يتغذى على الأسماك والفقمات وحيوانات بحرية أخرى. يحتاج الحوت يومياً من اللحم بين الخمسين والمئة وخمسين كيلوغراماً.
تتنفس الحيتان الهواء عبر فتحات التنفس التي تقع عادة أعلى الرأس في صورة نافورة قوية وغليظة، حيث ترتفع إلى سطح المياه لتتنفس ثم تعود للأسفل، و تختلف أشكال فتحات النفث بين أنواع الحيتان المختلفة، مما يسهّل التعرف عليها .
قد يعيش الحوت تسعين عاماً أو أكثر. ومن المدهش أن الحيتان لا تنام بل تأخذ غفواتٍ سريعة، تختلف الطّريقة والمكان الذي تنام فيه الحيتان من نوع لآخر، فنجد أنّ بعض الأنواع قد تنام على سطح الماء، والبعض قد ينام تحت سطح الماء لدقائق قليلة، وبعضها قد يظل بلا حراك أثناء نومه وبعضها يسبح باستمرار، الحيتان الحدباء على سبيل المثال يمكن أن تظل بلا حراك على سطح الماء لمدة نصف ساعة، وكثيراََ ما تُشبّه بجذوع أشجارٍ ضخمةٍ عائمة، وفي جميع الحالات لا تستطيع الحيتان النّائمة أن تظل بلا حراك لفترةٍ طويلة لأنّ ذلك قد يعرضهم لفقد الكثير من حرارة أجسامهم.
الحوت الأحدب يصدر أصواتاً تشبه الأغاني وقد يستمر بإصدار هذه الأصوات مدة عشرين دقيقة، إلا أن هذه الأصوات لا تصدر إلا عن ذكور الحيتان في فصل الشتاء. و تعد الحيتان كائناتٍ مزودةً بجهاز سونار طبيعيّ يمكّنها من رصد الفرائس .