يبدو أن عصر الانقلابات في القارة الإفريقية لم ينتهي بعد , خلال العام الحالي شهدت القارة الإفريقية العديد من الانقلابات (بوركينا فاسو , مالي , النيجر .. ) , في الوقت الذي كانت فرنسا تحشد الجيوش من القارة الإفريقية ( الإيكواس) , كي تسقط الانقلاب العسكري في النيجر , وإذا بالانقلاب العسكري في الغابون يقلب الأمور رأسا على عقب في وجه فرنسا (لص إفريقيا) . ما يحصل لا يمكن اختزاله بـ (حفنة) من العسكر , قاموا بالاستيلاء على السلطة والإطاحة بالحكومات الشرعية في هذه البلاد , طبعا هذه الحكومات جاءت بانتخابات صورية مزورة , والمرشحين تم اختيارهم بعناية داخل أقبية المخابرات الفرنسية . وقد تعهدوا جميعا بتسليم البلاد والعباد وما تحت الأرض وما فوقها لفرنسا (الديموقراطية على الطريقة الغربية) . يلاحظ على قادة الانقلابات العسكرية الأخيرة أنهم من الرتب العسكرية المتوسطة وليست الكبيرة , لأن الرتب الكبيرة دائما ما تكون تحت المراقبة من قبل المخابرات الفرنسية والغربية , ناهيك عن قيام فرنسا بدفع المعلوم لهم من تحت الطاولة (شراء الذمم) سواء كان ذلك عن طريق المال أو الجنس . من أجل هذا نجد ان هذه الانقلابات قد حققت نجاحا كبيرا لأن قادتها غالبا لا تكون الأنظار موجهة إليهم , نظرا لأنهم لا يتولون مهام كبيرة . الرئيس الفرنسي ماكرون والمشغول (جدا) في الحرب على الإسلام في بلده , حمل رئيس مخابراته المسؤولية عن الفشل في كشف الانقلابات العسكرية قبل وقوعها . الغرب وبالذات فرنسا تجدهم دائما يطالبون دول العالم الثالث بـ (التغيير) . التغيير حسب المفهوم الغربي هو هدم القيم والأخلاق (الأسرة) , ونشر الرذيلة والشذوذ والمثلية ومحاربة الأديان , وإفقار الدول ، أما الديموقراطية فهي من المحرمات . بالنسبة للغرب فالتغيير لا يشملهم لأنهم فوق التغيير . لذلك تجدهم يحرصون على بقاء الحال كما هو عليه , والذي يتمثل في سرقة ونهب ثروات الأمم والحيلولة دون حدوث أي نهضة في أي بلد وتدمير البيئة , وتحويل البلدان الإفريقية إلى مكب للنفايات الخطرة (اليورانيوم) , بل والأخطر من ذلك كله هو حرمان هذه الدول من حقها في اختيار قادتها . بل يتم فرض القادة عليهم سواء كان ذلك عن طريق الانتخابات المعروفة نتائجها مسبقا , أو حتى عن طريق الانقلابات العسكرية الدموية التي تقف فرنسا وراء العشرات منها , بالضبط كما هو حال الانقلابات العسكرية في أمريكا اللاتينية والتي تقف أمريكا دائما وراءها (حديقتها الخلفية). الانقلابات العسكرية التي تشهدها القارة الإفريقية هي بمثابة (انتفاضة) شعبية ضد لص إفريقيا الكبير (فرنسا) , الشعوب هناك بلغت سن النضج ولم تعد تتحمل هذا النهب والسلب المستمر لثرواتها منذ عقود (الاستنزاف), في الوقت الذي ما زالت هذه الدول تعيش تحت خط الفقر , والبنية التحتية والمرافق والخدمات فيها تعود إلى العصر (الحجري) . اعتقد أن من أهم أسباب نجاح هذه الانقلابات , يعود إلى ظهور قوى جديدة على الساحة الدولية بدأت تنافس فرنسا في مناطق نفوذها مثل الصين والهند وتركيا . الحرب الروسية الأوكرانية كان لها دور كبير ولا أبالغ إذا قلت بان الانقلابات العسكرية الأخيرة تعد من ارتدادات هذه الحرب . من الواضح أن منظمة الوحدة الإفريقية ومجموعة (الإيكواس) تهيمن عليها القوى الغربية وبالذات فرنسا . وبالتالي على هذه المنظمات عدم الانجرار وراء الرغبات الفرنسية والغربية في محارية النيجر (حروب الوكالة) . لأن قادة هذه الانقلابات سوف يلقون الدعم والمساندة من قبل العديد من القوى الدولية الصاعدة مثل الصين والهند ونركيا والبعض من دول الجوار , ولا ننسى أن روسيا التي سوف تنتهز الفرصة لطرد فرنسا من القارة الإفريقية نهائيا (فاغنر) . أخيرا لا استغرب أن نحدث المزيد من الانقلابات العسكرية في القارة الإفريقية وبالذات داخل دول الإيكواس ( دومينو الانقلابات) , لأنه لا أحد من العقلاء يراهن على الحصان الفرنسي الخاسر .
- تعليم الطائف يعتمد الدوام الشتوي للفصل الدراسي الثاني
- الفائزون بجوائز المسؤولية الاجتماعية للأندية للموسم 2023-2024.. “ماجد عبدالله” و”الهلال” في المركز الأول
- جدة تستضيف أول حدث دولي للكريكيت.. مزاد اللاعبين لبطولة الدوري الهندي الممتاز للعام 2025
- “هيئة العناية بالحرمين” تثري تجربة الطفل الروحانية بالمسجد الحرام
- نهج تعاوني.. “الصحي السعودي” يوضح المقصود بمفهوم “الصحة الواحدة”
- البنك المركزي السعودي يرخص لشركة “بوابة العملات للصرافة”
- أمين منطقة القصيم يستقبل الرئيس التنفيذي للمؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام ” إخاء”
- “الرياضة أفضل شي”.. حملة وطنية لتعزيز نمط الحياة الصحي بمشاركة مجتمعية واسعة
- “صيد واستغلال رواسب وإشعال نيران”.. ضبط 24 مخالفًا لنظام البيئة خلال أسبوع
- علاج التشوهات الخلقية.. كيف تحدّ “وثيقة الضمان الصحي” من مضاعفات الأمراض؟
- توقعات بتحركات إدارة ترامب ضد الحوثيين وإعادة تصنيفهم كمنظمة إرهابية
- “السياحة المصرية” تحذر: الحج بدون “تأشيرة مخصصة” يمنع استرداد الحقوق
- مفاضلة وتقديم ومقابلة.. “التعليم” تجيب على الأسئلة الشائعة عن برنامج “فرص” الجديد
- وداعاً للأرق.. حيلة غريبة تعيدك للنوم بعمق
- “الأرصاد” في تحديث جديد: انخفاض تدريجي في درجات الحرارة الصغرى
(0)(1)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3566486/
التعليقات 2
2 pings
فهد الجهني
02/09/2023 في 11:40 م[3] رابط التعليق
كلام جميل جدا يا استاذ فوزي وهو الواقع اذا لم تغير تفكير تلك الدول وتعامله مع دول العالم الثالث في اتخاذ مصير وعدم الظلم لهم دينيا وسرقة ثروة بلادهم وخذها بغير وحه حق وفيرمستند على الانظمة الشرعية بين الدول وشعوبها وجعل الشعوب هي تحدد مصيرها وتتحدث قادتهم بانفسهم يقول الشاعر لاتظلمن اذا ماكنت مقتدر تنام عينك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم وفي ثلاث دعوات لاترد ومنه دعوة المظلوم اسأل الله يسمع كلام ظالم ليرجع عن ظلمه لان الظلم يتعدى على النفس وهذا أشد الظلم واخطره اسأل الله العلي القدير أن يرجع كل ظالم عن ظلمه
(0)
(0)
فوزي الاحمدي
04/09/2023 في 8:52 م[3] رابط التعليق
👏
(0)
(0)