نحن في مملكتنا نرفل بنعمة عظيمة ليس لها مثيل ، هذه النعمة بعد الله هي سبب مانحن فيه من نعم جمة وكثيرة ، فلو رجعنا إلى الماضي قليلًا وعشنا مع قصص الآباء والأجداد لوجدنا حالة يُرثى لها من فقر وجوع وشدة عجيبة ، فقد أكلوا الأشجار من الجوع ، ورحل بعض الآباء إلى الشام والهند للبحث عن لقمة العيش، وعندما انتشرت هذه النعمة في بلادنا بقيادة القوي الأمين الملك عبدالعزيز - رحمه الله - فجّر الله الأرض بترول ، وأصبحت السعودية من أغنى دول العالم ، وانقلب حالنا من حال إلى حال ، من فقر إلى غنى ، ومن شدة إلى رخاء، أتعلمون ماهذه النعمة التي لازلنا إلى يومنا هذا نعيش في ظلها ؟
هذه النعمة أول ماخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- دعا إليها ، ومكث في مكة ثلاث عشرة عامًا لا يدعو إلى صلاة ولا صيام ولا صدقة ولا حج ولا عمرة ، إنّما يدعو لهذه النعمة نظرًا لأهميتها القصوى ، هذه النعمة خُلقت السماوات والأرض لأجلها ، وشُرع سوق الجنة والنار لأجلها ، نعمة جليلة ، هذه النعمة في بعض الدول الإسلامية تُحارب بكل قوة ، وفي دولتنا الحبيبة تصان وتُحفظ وتُدرّس ، بل هي شعار لدولتنا الحبيبة يرفرف في كل بقاع الدنيا ، هذه النعمة هي نعمة التوحيد ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) .
فالموفق من المسلمين في كل أرجاء المعمورة من امتلأ قلبه حبًا لهذه الدولة المباركة لأجل هذه النعمة التي دعا إليها كل الأنبياء.
فمن ثمراتها في مملكتنا الحبيبة أنك تجد كبار السن وبعضهم عامة لايقرؤون ولا يكتبون فلا يدعون إلا الله ، ولا يذبحون إلا لله ، لا يذهبون لقبور ولا لأضرحة لكي يدعون من دون الله ، أو يذبحون لها ، ولا يغلون في الأولياء والصالحين.
تجد بأن التوحيد يسري في دمائهم ، وفي المقابل نجد في بعض الدول من لديه الدكتوراة وحافظ لكتاب الله بالقراءات ، ويصوم النهار ويقوم الليل ولا تقبل منه ، لأنه يذهب للأضرحة والقبور ويدعوها من دون الله ، ويذبح لغير الله ، وغيرها الكثير من الطرق المؤدية إلى الشرك .
هناك أحبتي شرطان لقبول أي عبادة وهما: الإخلاص لله ، والمتابعة للنبي -صلى الله عليه وسلم- فالإخلاص مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله . لأن معناها لا معبود بحق إلا الله . والمتابعة للنبي -صلى الله عليه وسلم- مقتضى شهادة أن محمدًا رسول الله، فإذا اختل أحد الشرطين فلا يقبل عمل.
قال الشيخ عبدالمحسن العباد : (فإذا كان العمل خالصًا لله ولكنه مبني على بدعة ولم يكن مبنياً على سنّة فهو مردود لقوله صلى الله عليه وسلم :( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ).
وإذا كان العمل مبنياً على سنّة ولكن أشرك مع الله غيره فيه ، فإنّه يكون مردود على صاحبه. قال تعالى : ( وقدمنا إلى ماعملوا من عملٍ فجعلناه هباءً منثوراً )
وقال الله عز وجل في الحديث القدسي :( أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ). اللهم وفقنا لتحقيق التوحيد.
والسلام أجمل ختام
بقلم / عبدالله بن حامد الشهراني.