نشهد في هذا العصر رفاهية ليس لها مثيل على مدى التاريخ ،ورغد عيش ولله الحمد والمنة لمن تفكّر وتأمّل ونظر بنظرة منصف، نتقلّب في نِعَم لا يعلمها إلاّ الله من مواصلات ومساكن ومأكولات ومشروبات ووسائل تواصل وملبس وغيرها الكثير.
قد يقول قائل هناك غلا ء في الأسعار وضرائب. نقول نعم كلامك صحيح ولكن السؤال الأهم هل لديك مأوى تأوي إليه للخلود والراحة؟ هل نمت ليلة واحدة لم تجد أي شيء تأكله؟ هل وهل وهل الأسئلة كثيرة.
قال تعالى :(ولئن شكرتم لأزيدنّكم ) ألا تريدون الزيادة ؟إذن اشكروا الله على هذه النعم لكي تزيد، ولا تزرعوا في أنفسكم وأنفس غيركم اليأس والتشاؤم وإنكار هذه النعم .
تأملوا معي في حديث النبي صلى الله عليه وسلم:( من أصبح منكم آمناً في سربه ،معافىً في جسده ،عنده قوت يومه ،فكأنّما حيزت له الدنيا بحذافيرها) ثلاثُ نعم عظيمة ذكرها الذي لا ينطق عن الهوى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الأمن والعافية والقوت. فقال آمناً في سربه قال الشيخ صالح الفوزان :(يعني في مسكنه ومنزله ومن حوله).
الثانية: العافية وأنتم يا معشر الأصحاء قد لا تعلمون قيمة العافية فاسألوا المرضى الذين عرفوا قيمتها جيّداً.
الثالثة: عندك قوت يومك أي عندك أكل يوم واحد فقط. فهذه النعم ولله الحمد متوفرة لنا في دولتنا الحبيبة، سألت أحد طلاب العلم المقيمين في مملكتنا الحبيبة ما رأيك في المعيشة في المملكة؟ فقال تلك العبارات التي هزّت وجداني وأيقظتني من غفلتي وجعلتني أهزّ رأسي يمنةً ويسرة قال : أنتم ملوك يرأسكم ملك وأنتم لا تشعرون ففي بعض الدول هناك وزراء لا يسكنون مساكنكم ولا يأكلون ما تأكلون وهم وزراء انتهى كلامه.
لو عشنا مع حديث النبي صلى الله عليه وسلم لحظات لعرفنا لِمَ كل هذا التضجّر والقنوط من بعض الناس والذي يحاول بعضهم جهلاً أو قصداً أن ينثره في كل مجلس يجلس فيه، قال صلى الله عليه وسلم :(انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم ) متفق عليه.
في أمور الدنيا ننظر لمن هم أسفل منّا حتى لا نُنكر ما نحن فيه من نعمة وأمّا أمور الآخرة ننظر لمن هم أعلى منّا حتى نتأسّى بهم ونقتدي بهم، أما آن الأوان أن نتأمّل في هذه النعم ونعترف بها ونشكر الله عليها لكي تزيد اللهم اجعلنا من الشاكرين الذاكرين.
والسلام أجمل ختام
بقلم / عبدالله بن حامد الشهراني.