مالي أرى أقواماً عرفوا الله، خيّم عليهم الحزن ،وكاد أن يستحوذ عليهم الشيطان.
انتقلت إلى رحمة الله تلك المرأة الصالحة نحسبها و الله حسيبها ،لسانها رطب بذكر الله، والأمر الذي أفرحني كثيراً لدرجة أنها تساقطت دمعاتي وأنا لا أشعر عندما سمعت بذاك الخبر الجميل والمُفرح وتلك الكلمات الاخيرة التي نطق بها قلبها ليُسمعنا لسانها( لا إله إلاّ الله اللهم اجمعني بهم في جنات النعيم).
قولوا لي بربكم ألا يحق لي أن أفرح ،فكيف بكم أنتم أولادها ألا يحق لكم أن تفرحوا ،لماذا كل هذا الحزن بعد هذه الخاتمة الجميلة.
أحبتي الشيطان يريد إدخال الحزن على قلب المؤمن بأي طريقة كانت فيُذكّركم بضحكاتها بمكانها بملابسها بمواقفها ،فالمؤمن الكيّس الفَطِن لا يستسلم لتلك الأوهام ويضعف أمامها بل عليه أن يرفع رأسه إلى السماء ويقول الحمد لله ويدعو لها بالرحمة والمغفرة.
سؤال مهم لأبنائها وبناتها البررة هل تريدون أن تعيش أمكم وهي تتألّم؟ ،وتئِن والأمراض تداهمها من هنا وهناك ،والجسد بدأ يضعف ،والبصر بدأ يقل ،وهي تعاني في هذه الحياة، أم أنها تعود قوية في سن الثالثة والثلاثون كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وفي نعيم . سُئِل الإمام أحمد متى ترتاح ؟ فقال: عندما أضع أول قدم في الجنة ،أما آن لكم أن تفرحوا وتنفضوا عنكم غبار الحزن، وتتذكّروا حديث النبي صلى الله عليه وسلم (من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلاّ الله دخل الجنة )الله أكبر الله أكبر ،كان السلف رحمهم الله تعالى يقولون عبارة جميلة وهي: ( كنّا لا نحكم على أحد مهما كان صلاحه إلاّ عندما نرى خاتمته) فأنا بعد هذه الخاتمة الحسنة لا أُعزّيكم بل أهنئكم فافرحوا ثمّ افرحوا ثمّ افرحوا فهي ذهبت إلى أكرم الأكرمين بتلك الخاتمة الجميلة التي ختمت بها ملف حياتها.
أعلم بأنني قسوت عليكم ولكن كما قيل عتب محب نسأل الله حسن الخاتمة لنا ولكم ولكل المسلمين.
والسلام أجمل ختام
بقلم / عبدالله حامد الشهراني