بخطوات شجاعة وحكيمة وهمة عالية تحمل هم الوطن والمنطقة في المستقبل يسعى القائد الأمير محمد بن سلمان بنوايا حسنة ورغبة صادقة في خلق الإستقرار والهدوء وصناعة السلام وتحقيق الأمن والإزدهار لجميع دول المنطقة ضمن خارطة طريق نهضوية تمهد لشرق أوسط مستقر ومتطور ..
يخاطب ولي العهد الجميع بلغة الطموح والتنافس مع دول العالم المتقدم وبمنطق الواثق من خطواته السياسية والإقتصادية للرؤية المستتقبلية وإيماناً منه بدور هذه الدول في تحقيق هدف الرؤية لإحياء المنطقة والنهوض بها وتحويلها من منطقة مريضة بالأزمات والصراعات الطائفية والمذهبية إلى منطقة آمنة مستقرة ومتقدمة..
بعد أن رسخت المملكة لقيم ومبادئ السلام والتعايش وحسن الجوار وتأكيد حق الدول في السيادة منذ تأسيسها تعيد اليوم صياغتها مع الجميع لضرورة إنهاء كل الخلافات مع دول الجوار لبداية مرحلة جديدة لهذه المنطقة ترتكز على أهمية البناء والتغيير لمواكبة العالم واللحاق بركبه بعد أن تخلفت عنه لسنوات طوال وهي قابعة في أوحال الحروب والصراعات وباتت لضعفها وهزالها ساحة مفتوحة لصراع القوى الأجنبية ومختبراً لأسلحتها ومشروعاً صخماً لإستنزافها وتقسيمها واستغلالها ونهب مواردها وأنهكت معها شعوب هذه المنطقة وجعلتها هدفاً سهلاً للجماعات الإرهابية لتبني أفكارها التكفيرية والمتطرفة والإنخراط في مشروعها التدميري لأوطانها ! لذلك تقود المملكة اليوم هذا الحراك الدبلوماسي وهذه الجهود السياسية مع جميع الدول لتسوية جميع الخلافات عن طريق الحوار والتفاهمات المبنية على المصالح المشتركة وبما يصب في مصلحة استقرارها ونموها وهذا ماصرح به الأمير محمد بن سلمان خلال القمة العربية في جدة في كلمته قائلاً "نؤكد لدول الجوار والأصدقاء في الغرب والشرق أننا ماضون للسلام والخير والتعاون والبناء بما يحقق مصالح شعوبنا ويصون حقوق أمتنا ومسيرة التنمية تأثرت نتيجة الصراعات التي عانت منها الشعوب خلال السنوات الماضية"..
وخلال ذلك تسعى المملكة لتحقيق رؤيتها الجبارة من خلال تبني وتعزيز سياسة تصفير المشاكل بدءاً من الإتفاق التاريخي مع إيران والذي يسهم في الحد من نفوذها وايقاف مخططها الفوضوي في المنطقة عبر الضامن والوسيط "الصيني" ومروراً بمبادراتها الدائمة لإنهاء الحرب في اليمن ودعمها المستمر للحكومة العراقية واللبنانية في جميع أزماتها وجهودها لوقف إطلاق النار في السودان بعد نجاح دورها الإنساني في إجلاء المئات من رعايا الدول الأخرى وأخيراً عودة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا لإنهاء معاناة الشعب السوري وتأمين عودة اللاجئين لبلادهم ..
ولكن في خضم هذه المساعي العظيمة وتحركات المملكة التي لاتهدأ في جميع الإتجاهات لحلحلة المشاكل وتخفيف التوتر وإنتشال دول المنطقة من فوضى سياساتها وتخلفها إلا أنك تجد بعض الأنظمة والأحزاب الحاكمة لتلك الدول المريضة بشبق السيطرة لم تتعظ بعد من تجربتها القاسية ولم تسلم حتى الآن بخطيئة الإلتحاق بمشروع نكوصي نجح في تدميرها وتقسيمها وتصر أيضاً بطريقة متزمته للتمسك بسياساتها الكارثية مستمرة في حالة من الضعف والتفكك والعجز المالي والفشل الإداري بل وتقرأ تحركات المملكة وخطواتها في تذليل العقبات وتحسين العلاقات من منظورها الطائفي وفق أطماعها الداخلية ولذا ترفض التخلي عن فشلها ومشاريعها المدمرة وتصر على المتاجرة بالصراعات وبيع الإستقرار والمشروع الوطني لبلادها من أجل مصالحها الشخصية غارقة في صراعاتها الطائفية ومحاولاتها لتثبيت وجودها بإفتعال المشاكل وتهديد دول الجوار تلك الأنطمة المتهالكة والأحزاب الطائفية وقادة الميليشيات المتطرفة التي تتسم بالخفة السياسية وعدم الخبرة لم تدرك بعد عظم وأهمية رؤية المملكة المستقبلية ووجودها في مراكز القرار السياسي كارثة وعقبة كبيرة أمام تحقيق أهداف هذا المشروع الكبير لأنهم مجرد جهله وفشله ولاعلاقة لسياساتهم المتخلفة بمبادئ وقواعد العمل السياسي السليم والعقلاني الذي يرتكز على الفكر والعمل والتخطيط لأجل بناء الدولة وإلى قيادة حقيقية تؤمن بأهمية السلام والتعايش وتتسم بالذكاء والخبرة والدهاء وليس إلى مجموعة من المتطرفين والحمقى والأغبياء الذين ظلوا يظنون أنها مجرد شعارات وخطب وعنتريات فارغة !!
فكان الله في عون القائد الحكيم الأمير محمد بن سلمان الذي يكابد ويجاهد لإصلاح ماأفسدته تلك الطبقة السياسية الفاشلة التي مازالت تتعاطى السياسة بعقلية رجعية تعيش على اجترار خلافات التاريخ وترفض التصالح مع الماضي والعيش في الحاضر وكان الله في عون شعوب المنطقة التي ابتليت بها وعانت الأمرين من إستبدادها وتوحشها وكان الله في عون المنطقة التي كادت أن تلفظ أنفاسها الأخيرة بعد احتضار طويل على فراش الفتن والفوضى والدمار لولا رحمة ربك أن هيأ لها ذوو العقل والحكمة من قادة الخليج لإنقاذ مايمكن إنقاذه ..