يختلفُ البشرُ في آرائهم وأفكارهم وتصوراتهم وفي اعتقاداتهم، لكنّهم يتّفقون في البحث عن هذه الكلمة، فيبحث عنها الذكر والأنثى، والكبير والصغير، والبر والفاجر، والغني والفقير، والمسلم والكافر، والأبيض والأسود ، والذكي والغبي ، فيا ترى ماهي هذه الكلمة ؟ولا أنسى أن أقول حتى أنت يا قارئ هذا المقال تبحث عنها بكل ما أُوتيت من قوة، وهناك سؤالٌ آخر مهم هل وجدناها بعد البحث؟ وإذا وجدناها كيف يكون حالنا بعد هذه الرحلة من البحث سأعطيك أخي القارئ بعض الملامح لوجه هذه الكلمة لعلك تعرفها ثم أُجيب عن الأسئلة التي سألت. يبحث عنها علماء الدين وعلماء الدنيا وكذلك أهل القرآن وأهل الرقص والغناء والفواحش، وكذلك المشهورون، وكذلك المجهولون بل قد يجدها الفقير ولا يستطيع الغني أن يجدها. يبدو لي بأنك عرفت هذه الكلمة، سأعطيك أخي القارئ الإجابة ثم أُجيب عن الأسئلة ولعلّك تستغرب إذا قلت لك أن الإجابة عن الأسئلة أهم من هذه الكلمة، وأنت ستحكم بنفسك في نهاية المقال، نُجيب عن أول سؤال سألته هل تذكرون ؟ ما هي الكلمة ؟ هي السعادة، السؤال الثاني؟ هل وجدوها ؟ الجواب : ليس كلهم وإن اعتقدوا ذلك مؤقتاً.
والسؤال الأهم كيف حالهم بعد ذلك؟ لابد أخي القارئ أن أُفصّل قليلًا : كل أهل الشر وجدوا نوعاً من اللذة أو المتعة قد يسمونه خطأً سعادةً ولكنها سعادةً مزيّفةً ليست حقيقية، وكيف ذلك؟ يشعرون بأُنس ولذّة مؤقتة ويعتقدون بأنها السعادة الحقيقية، وسرعان ما تنقلب هذه السعادة إلى شقاء وذلّ لأنّ الطاعة عزّ والمعصية ذلّ نسأل الله السلامة؛ ولأنّهم أعرضوا عن ذكر الله. قال تعالى : "ومن أعرض عن ذكري فإنّ له معيشةً ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى ".
فالسعادة مكانها القلب. لذا نجد أن القلب ذُكر في مواضع عدة من كتاب الله وكان التركيز عليه. قال تعالى : "ألا بذكر الله تطمئن القلوب". فالمؤمنون أهل الخير وجدوها وتلذذوا بها، يقول إبراهيم بن أدهم رحمه الله : (لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما أنا فيه من سعادة لجالدوني عليها بالسيوف) ويقول ابن تيمية رحمه الله تعالى : (جنتي في صدري ). فأسأل الله أن يجعلني وإياكم من السعداء ☘️.
🌷والسلام أجمل ختام 🌷.
بقلم : عبدالله بن حامد الشهراني.