تمتلك محافظة “حفرالباطن” عدة ميزات نوعية، فهي واحدة من أبرز المدن التي تشهد تطور مستمر حيث تحظى المدينة باهتمام كبير من قبل القيادة الرشيدة -حفظها الله- لوضعها على الخريطة الاستثمارية للمملكة، وتبذل جهود كبيرة لتوفير البنية التحتية القوية والمتكاملة لجذب الاستثمارات وجعلها من المحافظات الجاذبة للسكان ورؤوس الأموال، نظرًا لما تتمتع به من مزايا وروافد اقتصادية متنوعة.
وفي هذه الإطلالة السريعة أضع أمام رواد الأعمال أهم الفرص الريادية في القطاعات الواعدة ذات الميزة التنافسية التي تمتاز بها “حفرالباطن”:
قطاع ريادة الأعمال:
جاءت الاتفاقية بين “الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة (منشآت)” و “غرفة حفرالباطن” – والتي تمت ضمن فعاليات “ملتقى بيبان 23” الماضي- برعاية وحضور سمو الأمير منصور بن محمد بن سعد آل سعود، محافظ حفر الباطن الداعم لرائدات ورواد الأعمال وجميع بنات وأبناء حفرالباطن، والذي أكد في أكثر من مناسبة جاهزية المحافظة لتذليل أي عقبات تعترض رجال الأعمال للاستثمار وتنمية المحافظة من خلال التنسيق والتكامل بين القطاعين الحكومي والخاص.
ومن الجميل أن هدف الاتفاقية هو إنشاء مقر لهيئة “منشآت” بالغرفة من خلال برنامج مساحة العمل المشتركة، والعمل على نشر ثقافة العمل الحر والتوعية في مجال ريادة الأعمال، وتمكين قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة من التطور والازدهار، وجعل هذا القطاع محركًا أساسيًا للتنمية الاقتصادية وممكّنًا لتحقيق “رؤية 2030”.
كما تم تأسيس صندوق حفرالباطن للاستثمار من قبل اللجنة الوطنية لريادة الأعمال، ضمن مبادرة صناديق المدن الواعدة؛ برأس مال 100 مليون ريال، ما سيشجع رواد الأعمال على تأسيس مشاريعهم الواعدة وسيجذب الاستثمارات التي ستستهم في تعزيز قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة.
قطاع السياحة:
تمتاز حفرالباطن بموقع استراتيجي مميز وهام في أقصى الشمال الشرقي للمملكة في نقطة التقاء وادي الباطن مع وادي فليج، وتمتاز بمقومات سياحية عديدة ومتنوعة، فعمرها أكثر من 1000 عام وبها الكثير من المعالم الطبيعية الجميلة والخلابة فهي تعتبر منتجعًا طبيعيا خلابًا لذا تسمى “عاصمة الربيع”، لذلك فهي تجتذب العديد من السياح خاصة في فصلي الشتاء والربيع.
ومن هنا فإن حفرالباطن بها الكثير من الفرص الاستثمارية في قطاع السياحة ومن المجالات التي يمكن للمستثمرين ورواد الأعمال الاستثمار فيها: قطاع الفندقه والإيواء والنقل والمواصلات والخدمات اللوجستية، والمقاهي والمطاعم، والمسابقات الرياضية، والإرشاد السياحي وغيرها.
قطاع الزراعة:
حفر الباطن واحة مؤهلة للاستثمار الزراعي، فهي تمتلك تربة خصبة وغنية بالكثير من آبار المياه، وتشهد هطول الأمطار بغزارة خاصة في فصلي الشتاء الربيع، فتتحول أرضها إلى مروج خضراء، ويكثر بها نبات "الفقع" وتنشط اقتصاديًا حيث تشهد توافد أعداد كبيرة من الزوار من جميع مدن مناطق المملكة ومن دول الخليج، إضافة لوجود لمناطق رعي ما يولد الكثير من الفرص لتربية الماشية والأغنام، ومشروعات الثروة الحيوانية والداجنة.
قطاع النقل والخدمات اللوجستية:
تعتبر حفرالباطن البوابة الشمالية الشرقية للمملكة حيث الحدود مع دولتي الكويت والعراق، وهذه ميزة لا تمتلكها أي مدينة أخرى بالمملكة، ما يؤهلها لتكون مركزًا تجاريًا ولوجستيًا كبيرًا، في ظل اهتمام الدولة بها، وهي نقطة الوصل بين أهم الطرق مثل: طريق الرياض، وطريق الشرقية وطريق الكويت الذي يصل إلى مدينة “الرقعي” التي تعد منفذًا هامًا ونقطة جمارك مهمة للحجاج، إضافة إلى وجود مطارين هما: مطار “القيصومة”، ومطار “مدينة الملك خالد العسكرية” كما أن وجود جامعة حفرالباطن تُعد ميزة إضافية لوجود اعداد كبيرة من الطلاب فيها من كافة مناطق ومدن المملكة.
ومن المأمول أن تستفيد حفرالباطن من الأمر الملكي بإنشاء أسواق حرة بالمنافذ البرية والمطارات حسب الحاجة، ما يؤهلها لتكون مركزًا مهما للتبادل التجاري سيسهم في تنشيط حركة البيع والإنفاق الاستهلاكي والجذب الاستثماري والسياحي أيضاً، ما يخلق فرصًا لإنشاء المخازن لتخزين البضائع وإعادة تغليفها وتصديرها للخارج.
وبالتأكيد فإن النمو المطرد في حركة التنمية سيصاحبه تمددٌ سكاني وعمراني سيولد معه الكثير من الفرص في شتى القطاعات كالتعليم والصحة والعقارات وتجارة الجملة والتجزئة والتقنية وغيرها، ما ينبئ بمستقبل واعد للمنطقة خلال السنوات القليلة القادمة.