مما لاريب فيه أن المخدرات باتت من أقوى الأسلحة المدمرة للعقول البشرية، وهي بحسب المصطلح العلمي كل مادة خام أو مُصنعة تحتوى على عناصر مُنومة أو مُسكنة، من شأنها تُـلحق أضراراً نفسية أو جسمية للفرد والمجتمع، ولتأثيرها البالغ على هذه النفس البشرية، فإن مُتعاطيها يقبل المهانة والذل والحط من كرامته، ودفع مبالغ طائلة للحصول عليها، ولها أنواع وأشكال مُتعددة، فمنها ما هو طبيعي كالأفيون، والحشيش والقات، ومنها ما هو مُصنع كالهيروين والمذيبات الطيارة، والشبو، والذي يُعد هذا الأخير من أشد أنواع المخدرات الجديدة خطورة على الإنسان والحيوان معاً، ويتم تعاطيه بعد تحويله إلي بودرة، ومن ثم استنشاقه أو تدخينه كالسجائر، أو إذابته في ماء وحقنه في الوريد، أما بالنسبة لأهم أعراض المخدرات فهي كما يلي(1) احمرار العينين، والنعاس ،والرعشة، وعدم الشهية للطعام، والخمول واللامبالاة، والظهور، بالمظهر غير اللائق(2) الإصابة بالأمراض الفيروسية، والاضطرابات الهرمونية كالعقم والتهاب الأعصاب وتقرحات المريء والمعدة والبنكرياس وأمراض القلب (3) الميل للعزلة والعدوانية وارتكاب الجرائم البشعة، والتغيب عن المدرسة وضعف التحصيل الدراسي إذا ما كان المتعاطي طالباً، أما فيما يتعلق بالمُسببات الرامية لتعاطي المخدرات فتأتي في أولويتها: ضعف الوازع الديني، والذي يًمثل الحصن الحصين للإنسان المؤمن، كما في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، يليها: القصور في تربية الأبناء وما يحتاجونه من رعاية وتوجيه وارشاد ومتابعة تترا، بالإضافة لمُخالطة رفقاء السوء، والتأثر بهم وتقليدهم، كما بينه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير. . إلى آخر الحديث، ناهيكم عن توفر المال والفراغ، والسفر للخارج دون متابعة، والاعتقاد الخاطئ بأن المخدرات وسيلة للتخلص من القلق والكآبة والملل، وتجاوز الضعف الجنسي، ولكي يسلم المجتمع من أذى وأضرار هذه المخدرات لابد له من القيام بما يلي (1)غرس القيم الإسلامية في نفوس الأبناء، والالتفاف حولهم واحترام رأيهم ومنحهم الفرص الكافية للتعبير عما يجيش في نفوسهم من مشاعر وأحاسيس (2) الاستماع لمشاكلهم مهما صغرت، والعمل على حلها دونما تأخير(3) اشغال فراغهم بأنشطة رياضية أو مهام بيتية أو أعمال تجارية أو زراعية بحسب استطاعتهم (4) تعليمهم كيفية التعامل مع الضغوط النفسية، وغيرها من الاحباطات التي قد يواجهونها، ولعلنا نخلص إلى القول بأن المخدرات لا يتوقف خطرها عند حد مُتعاطيها، وإنما تشمل عامة الناس بما تُحدثه من مشاكل اجتماعية فيما بينهم قد تفضي للقتل، عوضاً عن شل حركة التنمية، وانهيار الاقتصاد، وما يتبعه من تخلف متواتر عن ركب الحضارة والتقدم في أي بلد تروج فيها، يُشار في هذا الصدد إلى أن دراسات وتقارير صادرة عن الأمم المتحدة والمنظمات والهيئات الطبية العالمية أوضحت في بياناتها إلى أن ما يقرب من (800) مليون شخص على مستوى العالم لقوا حتفهم من ناتج تعاطيهم المخدرات، وحوالي (36) مليون شخص عانوا من اضطرابات متنوعة في أجسادهم، وأن (11) مليون شخص يتعاطون هذه المخدرات عن طريق حقنها في أوردتهم، منهم (1.4) مليون مُصابون بمرض الإيدز، و(5.6) مليون مصابون بتليف الكبد، وأن متعاطين كُثر انضموا لجماعات ارهابية دولية لترويج مُخدراتهم، فيما أوضحت دراسة قامت بنشرها مجلة عالمنا عام 2019م بأن الإفراط في تناول الكحول يؤدي إلى وفاة ما يقارب (350) ألف شخص سنويّاً، وهذا في الواقع ما دفع عموم دول العالم إلى سن قوانين وأنظمة صارمة للقضاء على هذه المخدرات، ومنها المملكة العربية السعودية والتي اتخذت مُختلف التدابير الاحترازية والوقائية والعلاجية والعقوبات الرادعة ضد من يقوم باستيرادها أو الاتجار بها، أو ترويجها أو زراعة مادتها المخدرة، أو تصنيعها داخل المملكة، وهو ما يتوافق مع تعاليم الإسلام الذي دعا للمحافظة على النفس والعقل والدين والعرض والمال ومن ذلك قوله تعالى( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ) وقوله أيضاً ( ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ) وفي الحديث النبوي: ما أسكر كثيرة فقليله حرام، ولذلك من غير المستغرب حينما قام شاب بقتل أمه بسكين، بعد عوته لمنزلهم صباح اليوم التالي، لمجرد أنها عاتبته على تأخره، بينما هي كانت ساهرة وقلقة وخائفة عليه طوال تلك الليلة، وقيام شاب آخر بأركاب والده وهو فاقد البصر داخل سيارتهم الخاصة، والذهاب به إلى منطقة صحراوية وصب البنزين عليها واشعال النار فيها ليحترق والده داخلها، لكونه لم يعطيه طلبه من المال ليشتري بها مُخدرات دون أن يعلم بذلك، وهناك الكثير من مثل هذه الوقائع البشعة والمأساوية التي تُدمي القلوب وتحزن، ولهذا ما أحوجنا كمواطنين ومقيمين لتحصين أبنائنا من هذه الآفة الخطيرة من خلال التوعية والتثقيف، المستمر كما كان مُفعلاً في سنوات قديمة عاصرناها في مدارسنا، يحضر إليها مُتخصصون طوال الأسبوع المحدد سنوياً للتوعية بمضار المخدرات، لا سيما ونحن نعيش وسط عالم يعج بالفتن والمعتقدات الهدامة، وتطغى فيه الماديات على مكارم الأخلاق، مُقدرين ما تبذله حكومتنا الرشيدة من جهود عظيمة في هذا السبيل، والذي يتطلب منا جميعاً التآزر والتعاون من أجل سلامتنا وأمن واستقرار وطننا العزيز، فكلنا راعٍ وكلنا مسئول عن رعيته، سائلين العلي القدير أن يحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه، وليكن شعار المُغرر بهم بتعاطي المخدرات ( دعوها لتـدوم صحتكم وتسلمون من ويلاتها
- إمام المسجد النبوي: الإيمان العميق وحسن الظن بالله هما السر الكامن في ثبات الأمة
- متحدث «الأرصاد»: أمطار غزيرة ورياح نشطة على المملكة قبل دخول الشتاء
- تؤكد التزام المملكة وجهودها في مجال الاستدامة بالقطاع السياحي
- بلدية الخبراء تطرح ثلاث فرص استثمارية
- 5 ضربات ناجحة.. “الزكاة” تتصدَّى لتهريب 313,906 حبوب “كبتاجون” في الحديثة
- خطيب المسجد الحرام الشيخ عبد الرحمن السديس: لا تنجرفوا بأخلاقكم نحو مادية العصر واجعلوا الاحترام أساس علاقاتكم
- الاتحاد الدنماركي لكرة القدم يدعم استضافة المملكة مونديال 2034
- “تفاصيل الغياب” تبهر الجمهور وتثير الإعجاب في جدة
- تركي آل الشيخ يفوز بجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير من MENA Effie Awards 2024
- هل يوقف العنب الأحمر سرطان الأمعاء؟
- الأرصاد عن طقس الجمعة: أمطار رعدية ورياح نشطة على عدة مناطق
- أمير منطقة حائل يستقبل وزير السياحة
- إدارة تعليم المذنب تحتفي باليوم العالمي للطفل
- حرس الحدود بجازان ينقذ مواطنين تعطلت واسطتهما البحرية في عرض البحر
- تنفيذ حكم القتل تعزيراً بعدد من الجناة لارتكابهم جرائم إرهابية
المقالات > #المقالات, أضواء الوطن, مقالات عبدالفتاح بن أحمد الريس > دعوا المخدرات لتسلموا من ويلاتها
13/05/2023 12:05 م
عبد الفتاح بن أحمد الريس
0
440755
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3551154/