كثيرا ما تتحدث وسائل الإعلام عن الطلاق الصامت أو العاطفي بين الزوجين , حيث تتسم العلاقة بين الزوجين بالبرود (عدم التواصل) . ناهيك عن الكثير من المؤلفات في الطب وفي علم النفس ، والجيوش الجرارة من الاطباء النفسيين , وما يطلق عليهم لقب (مستشار أسري) , والكل يسعى لعلاج ظاهرة الطلاق الصامت عفوا أكذوبة العصر . والمثل الأعلى للجميع الدكتور فيل واوبرا وينفري وكلاهما يستقي معلوماته من مستنقع آسن . ومن مجتمعات تطغى فيها المادية وتنخر فيها الجريمة والفساد والجنس والشذوذ والتفكك الأسري (الانحطاط) . جاءَ رجلٌ إلى عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ وقال له : يا أمير المؤمنين إني أريدُ أن أطلق زوجتي ! فقال له عمر : ولِمَ !؟ فقال : لأني لا أحبُّها ! فقال له عمر : أوكلُّ البيوتِ بُنيتْ على الحُبِّ فأين المُروءة والذِّمة ؟! (بيوت غير مطمئنة) . حتى وقت قريب لم يكن لهذه الظاهرة أي وجود والكل راض بما قسم الله له (الفتنة نائمة) ، ثم جاءت الأفلام والمسلسلات الهابطة والساقطة وأخذت تزين للمرأة العلاقات غير الشرعية , وتشجع المرأة على التمرد على الزوج (النسوية) , وإن تنظيف البيت , وإعداد الطعام , واحترام الأقارب ومودة الأهل , وتلبية احتياجات الزوج , بل إن تربية الأجيال وهي المهمة الأساسية التي كلف الله سبحانه وتعالى بها المرأة , نجد أن المسلسلات والأفلام الهابطة والاعلام الموجه والمنظمات الحقوقية الفاشلة تصور ذلك على أساس أنه مجرد عمل روتيني وفيه امتهان لكرامة المرأة ونوع من التمييز ضدها وحتى أنه لا يليق بها . بل أن تقوم المرأة بخدمة زوجها وأولادها مقابل أجر معلوم (النفقة) فهذا عند هؤلاء يعد تخلف ورجعية (عصر الجواري) , وفي المقابل فإن قيام المرأة بالعمل في مطعم أو ملهى ليلي تكنس وتنظف وتطبخ وتقوم فيه بخدمة مئات الزبائن يوميا فهذا تقدم ورقي ؟! . أما ما ورد في الهدي النبوي من أن حسن تبعل المرأة لزوجها وطلبها لمرضاته واتباعها موافقته وما لها من أجر عظيم عليه (وافدة النساء) ، فهذا لا يتم التطرق إليه إلا من قبيل الغمز واللمز . لقد تم سن الكثير من القوانين التي تسهل على المرأة الخلع والطلاق . بل وتهيئة البيئة التي تشجع على الوصول إلى الحرام , مع وضع العقبات التي تحول دون الزواج (الحلال) . قال تعالى : (المحصنات الغافلات المؤمنات) جاءت المسلسلات الهابطة والمنظمات الحقوقية الفاشلة فبدأت في نسف ذلك كله . مستشار أسري يقول عندما كانت إمرأة تتصل بي وتشكو من برود العلاقة الزوجية كنت أول سؤال أقوم بتوجيهه إليها : هل حصل ذلك قبل أو بعد مسلسل مهند ولميس ؟! . هذه الأفلام والمسلسلات تنخر في البناء الأسري كمعول هدم . لقد صورت للمرأة بأن الحياة الزوجية عبارة عن (رومانسية) من سفر إلى حفلات وعروض أزياء ومجوهرات وهدايا فاخرة ورصيد متخم في البنك . والأخطر من ذلك كله شرعنة العلاقات الجنسية حارج نطاق العلاقات الزوجية (الزنا) . إن الطلاق الصامت والأمراض النفسية التي تتبع ذلك كما يدعي هؤلاء هي بسبب البعد عن الله سبحانه وتعالي , خاصة في البيوت التي لا يتلى فيها كلام الله سبحانه وتعالى ولا يذكر فيها إسمه (ضعف الوازع الديني) . قال تعالى : إن الإنسان خلق هلوعا , إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا إلا المصلين . إلى من يعانون من الطلاق الصامت اضبطوا صلاتكم يرحمكم الله ولن تعانوا من الطلاق الصامت ولا الأمراض النفسية . ولن تحتاجوا إلى ما يسمى بطبيب نفسي أو مستشار أسري . قال تعالى : ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) . أخيرا نلاحظ في الطلاق الصامت أن التركيز دائما يكون على المرأة فقط , مع أن الرجال ايضا يعانون من أكذوبة الطلاق الصامت , لأن المرأة هي المستهدفة من وراء ذلك كله (تدمير الأسرة) . ومن نتائج ذلك أن بدأت الكثير من الدول في العالم تحصد ثمار ذلك , حيث بدأت صكوك الطلاق تتجاوز عقود الزواج , وما يشكله ذلك من مخاطر أمنية وديمغرافية على تلك الدول .