التداعيات الخطيرة بالسودان وسفك الدماء وتعطل المناشط الاجتماعية وتوقف تبادل المنافع بين المجتمع أفراداً وجماعات ومؤسسات مدنية صناعية وتجارية واستثمارية وغيرها ، وما يحدث في بلاد النيلين " الأزرق والأبيض " خطير وعلى جانب من الخطورة إلى أبعد مايتصور على العرب والاسلام .
الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام في حجة الوداع وقف على ناقته القصواء في ثلاثة أماكن أو مواقع يوم عرفة بعرفة بعد عصر زوال الشمس وليلة مزدلفة بمزدلفة المشعر الحرام بعد العشاء ويوم التشريق الأوسط بمنى بعد الظهر يكرر في خطبه الثلاثة عليه أفضل الصلاة والسلام بعرفة ومزدلفة ومنى " المشاعر المقدسة "، وفي البلد الحرام ، وفي الشهر الحرام ، وفي العشر الأوائل من شهر ذي الحجة . أقسم الله بها بقوله جل جلاله: ( وليال عشر ) سورة الفجر آية/ ٢ ، وفي أداء الركن الخامس من أركان الإسلام يخطب جموع المسلمين قائلاً : لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض ثم أستشهد بقوله:اللهم بلغت فأشهد. دلالة قطعية على أهمية دماء المسلمين وقال عليه أفضل الصلاة والتسليم ان المسلم في فسحة من أمره مالم يصب دماً ، وطاف بالكعبة ، وقال عليه أفضل الصلاة والتسليم ان تنقض الكعبة حجراً حجر أهون على الله من قطرة دم مسلم تراق ، ثم أستطرق القول اي بلد نحن فيه؟ وأي شهر نحن فيه ؟ وأي يوم نحن فيه ؟ البلد الحرام ، والشهر الحرام ، واليوم الحرام ، والعشر الأوائل من شهر ذي الحجة التي أقسم الله بها ( الفجر . وليالي عشر ) ، وأستأنف القول ان دماءكم ، وأموالكم ، وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يوم هذا في شهركم هذا في بلدكم المحرم هذا . قدسية المكان والزمان جمع بينهما . يعيها من وعي ، وجهلها من جهل . السودان جزء من الأمة الإسلامية ، وجوشن العرب ، ومن الجسم العربي . يحزننا مايحزنه ، ويجرحنا ما يجرحه . جروحه تؤلم الأمة المسلمة قاطبة ، والإسلام وأهله عموماً ، والعرب خصوصاً . والصراع الدائر بين قوتين مقتدرات السودان لا حدس يؤمنون بالله رباً واحد ، ونبياً ورسولاً واحد ، ودين واحد ، وقبلة واحدة ، ويحصل مايحصل بينهم . يصميهم ويعميهم حب السلطة والمال ، وهاتين السلطة والمال هما ظل زائل ، والتدافع والقتتال بمقتدرات السودان تشوبه شائبه . لا شك دق إبليس زيره والانشقاق وقع بين الأخوة ، وتصدع بنيان السودان ليتسلل من خلاله أعداء الأمة الإسلامية ، والمتربصين ، وينفخ الصهاينة ، والماسونية العالمية سمومهم النفاثه من أجل تمزيق السودان ، واستغلال موارده الطبيعية في ظل التنازع وهشاشة السلطة وضعفها ، وتعزيز الجنوب السوداني المسيحي مصايب قوم ومكرها " خطط بعيدة المدى والنظر " . فالدين والوطن وصوتهما فوق كل صوت ، و سماع صوت العقل والحكمة عين الصواب ، ومطلباً شرعياً من ربط اللازم بالملزوم .
ياسادة حقائق وأرقام . تتجلى لكم مغزى الصراع الداير بالسودان :
- ٢٠٠ مليون فداناً المساحات الصالحة للزراعة بالسودان ، والمستغل منها حالياً ٦٤ مليون فداناً فقط .
- ١١٥ مليون فداناً مراعي طبيعية .
- الأمطار التي تسقط على السودان موسمية وغير موسمية كميتها ٤٠٠ مليون مترا مكعباً سنوياً معدلات جيدة .
- سادس أكبر ثروة حيوانية في العالم يبلغ تعداد الماشية ١١٠ رأساً من الماشية وتزداد سنوياً بخلاف ما تصدره السودان خارجياً .
- ٩٤٥ الف طن إنتاجها من الاسماك سنوياً .
- ٢٥٥٤ طن احتياطاتها من الذهب .
- أكبر منتج للمعادن النفيسة في أفريقيا تقدر ١٩٥ طناً .
- ٣٥٤٣ طناً احتياطاتها من الفضة .
- ٢٥٥٥ ملايين الأطنان من النحاس .
- ١٠٩ مليون طناً من اليورانيوم .
- يستحوذ السودان على ٨٠٪ من الإنتاج العالمي للصمغ العربي .
- ١٨٠ صناعة في القطاعات الغذائية والدوائية تدخلها المنتجات السودانية .
- ٧٠٪ أحتكار وتهريب سنوياً المنتجات السودانية من قبل شركات محلية وعالمية .
- ٤٥٪ من إنتاج السمسم الأبيض في الإنتاج العالمي من السودان .
- ٢٣٪ من السمسم الأحمر ايضاً .
ياسادة لو استغلت هذه الموارد الاستغلال الأمثل تجعل المواطن السوداني في معيشة أفضل وأكثر رفاهيةً مما هو فيه حالياً ، ولكن يفتقد قيادة رشيد تغلب مصالح الوطن والمنافع العامة على ماسواها .
ياسادة وراء الكمة ما وراءها وربما تكون مصر أكثر الدول تضرراً من عدم أستقرار السودان على كافة المستوياته أمنياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً . من المعلوم بالضرورة طول الحدود البرية بين البلدين 1276 كيلو مترًا مساحة شاسعة يصعب مراقبتها بشكل دقيق بين الطرفين في ظل ضعف الإمكانات ، والموارد الشحيحة بين البلدين بأستثناء أثيوبيا من حوض دول النيل ، وقد تستغل هذا النزاع لمصالحها ، وتوظيفه لاهدافها العليا ، وقد يستغل ايضاً من قبل بعض الجماعات الإرهابية ، وعصابات تهريب السلاح ، والفارين من العدالة ، ومروجين الممنوعات ، وتتسلل إلى العمق المصري ،وهو مايشكل خطورة بالغة على الأمن القومي المصري والعربي ، وأحد المهددات الأمنية ، ومقوضات الاستقرار السياسي للمنطقة .
استمرار التدهور الأمني ، والمعيشي في السودان يدفع عشرات الألاف من المواطنين السودانيين إلى التوجه نحو مصر كلاجئين ، وليست لدى مصر طاقة لاستيعاب كل هذه الأعداد خصوصاً في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها مصر ، وتعاني منها .
يستحوذ السودان على ١٥ بالمئة من إجمالي قيمة التبادل التجاري بين مصر والقارة الإفريقية وتستورد مصر بعض السلع الضرورية من السودان كاللحوم والبقوليات ، والزيوت والقطن والذهب ، وتوقف استيراد هذه السلع سينعكس بالسلب على الأسعار في الأسواق المصرية ، والدول التي تتبادل معها السودان كما أن مصر تصدر للسودان مواد البناء ، والتشييد بمختلف أشكالها (أسمنت- حديد- سيراميك)، أجهزة كهربائية، كيماويات ، دهانات ، والأغذية المُصنعة بقيمة تبلغ 929 مليون دولار ، وتوقف هذه الصادرات سيؤدي إلى حالة من الركود ، وفقدان للعملة الصعبة .
تستعد إثيوبيا في يوليو القادم للملء الرابع لبحيرة سد النهضة ، والذي من المتوقع أن يكون الأكبر من حيث كمية المياه التي تنوي أديس أبابا احتجازها ، واستمرار حالة الاضطراب الأمني والسياسي في السودان يزيد موقف مصر ضعفاً في هذا الملف الذي تتوافق فيه القاهرة والخرطوم على خطورة استمرار إثيوبيا منفردة في عملية بناء وتشغيل السد ، وبصرف النظر عن فشل المفاوضات المستمرة منذ أكثر من 10 سنوات إلا أن استقرار السودان سوف يدعم الجهود التي تقودها مصر دولياً للضغط على إثيوبيا من أجل الوصول إلى إتفاق نهائي حول هذا الملف الشائك ، والمعقد والمزعج للقاهرة .
مما ينبغي على مصر وأشقائها العرب التدخل السريع ، والضغط المباشر على أطراف النزاع لإيقاف المعارك المستمرة في أسرع وقت ممكن ، والوصول إلى تسوية لما يشكله الوضع الحالي من خطورة على مصر ، وعلى كافة المستويات .
ينبغي على الدول العربية وجامعته لا تغفل عن إنعكاسات المعارك الدائرة في السودان ، وعدم التراخي ، ويتاحت الفرص للمتربصة أرباب السوابق ، وغسيل الأموال ، والممنوعات ، والاعداء .
نسأل الله الذي لا يسأل سواه ان يحقن دماء السودان ، ويلمهم على كلمة سواء واحدة دون نزاع وسفك دماء ، ولا مخفسانية المراوغات ، وشبختانية المفاوضات العقيمة ، ولا نخامية المؤتمرات وطاولاتها .
- الأرز لا يسبّب السمنة بمفرده.. الدكتور النمر يوضح العوامل المؤثرة
- “الداخلية” تتوعّد المتسترين وتطيح بـ 17 متورطاً.. 18 ألف مخالفًا للإقامة والعمل في قبضة “الحملات الميدانية”
- هيئة الزكاة توضح ضوابط إعفاء المبتعث من الرسوم الجمركية
- المرور السعودي يحذّر من خطورة استخدام أكتاف الطريق للتجاوز
- وزارة الحج والعمرة: الحفاظ على نظافة المسجد الحرام سلوكٌ حضاريٌّ واستشعارٌ لقدسيته
- نظام الأرصاد.. ضوابط كاملة للظهور الإعلامي ونشر معلومات الطقس وعقوبات بشأن المخالفين
- وزارة العدل: إحالة محامٍ للتحقيق لنشره معلومات مضللة على وسائل الإعلام
- «الأرصاد» عن طقس السبت: أمطار خفيفة ورياح نشطة على عدة مناطق
- “الأرصاد”: مؤشرات أولية بـ”صيف ساخن”.. والمناطق الشرقية الأكثر حرارة
- الاتفاق يفرض التعادل على الهلال ويقدم هدية للاتحاد للابتعاد بالصدارة
- المملكة تدين أوامر إغلاق أصدرتها “إسرائيل” بحق 6 مدارس تابعة لـ”الأونروا” في القدس الشرقية
- فرق “الهلال الأحمر” تنقذ حالتي توقف قلب وجلطة دماغية بالحرم المكي
- مكافحة المخدرات تطيح بمروّجي “إمفيتامين” في الشرقية
- «المرور»: احرص على استخدام «الفليشر» عند ظهور أي مفاجآت على الطريق
- “الأمن البيئي” يحذر من الصيد في أماكن محظور الصيد فيها ويكشف الغرامات
خالد بن حسن الرويس

سته على سته – ٤٩ –
01/05/2023 11:26 ص
خالد بن حسن الرويس
0
447849
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3549546/