لكل أمة من الأمم عيدها الخاص الذي تفرح فيه بشتى الطرق والوسائل، ونحن أمة الإسلام لا نختلف عنهم من حيث المبدأ، غير أننا تميزنا عنهم بعيدين لا مثيل لهما على الاطلاق، خصنا الله بهما كمسلمين، وهما عيد الفطر الذي يأتي عقب شهر رمضان لكي نفرح بتمام صيامنا وقيامنا وقراءة القرآن الذي أنزل فيه وسائر أعمالنا الصالحة من زكاة وصدقة وما يماثلها من البر والاحسان، راجين العلي القدير قبولها للنيل من مغفرته ورحمته والفوز بجنته التي اعدها للمتقين، وعيد الأضحى الذي يأتي في اليوم العاشر من ذي الحجة والذي يُشرع فيه ذبح الأضاحي تقرباً إلى لله واحياءً لسنة نبيه إبراهم عليه السلام وتوسيعاً على الأهل والأقارب والفقراء ولمحتاجين للحوم الأضاحي، فهما عيدان جليان لا يقتصران على ما ذكرناه انفاً، فضلاً عن التزاور والتصافح والتهليل والتكبير، وما يُقام فيهما من أهازيج وألعاب شعبية متنوعة للترويح عن النفس، وإنما يتجاوزان ذلك إلى تعميق روح الأخوة والمحبة والتعاون والتسامح، ونبذ ما سواى ذلك من خلافات ليتحقق بذلك التكافل الاجتماعي الذي ندب إليه الإسلام وتفرد به على سائر الأديان الأخرى.أما اليوم، فبعدما واجه مجتمعنا العربي والإسلامي تغيرات وتطورات ومنعطفات خطيرة كناتج حتمي للعولمة والتأثر بالعقائد والأفكار والسلوكيات الدخيلة والمخالفة لتعاليم الإسلام، فأنه لا غرابة حينما يُصاب البعض من أفراد هذه الأمة المسلمة بالخذلان والتبلد والتكاسل عن القيام بما يتوجب عليهم من عبادات وطاعات وتأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم قولاً وفعلاً، فعوضاً عن عدم حضور أكثريتهم لصلاة العيدين بحجة أنهما سنة مؤكدة إذا قام بهما البعض سقطتا عن الباقين في الوقت الذي حرص على تأديتها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، حتى وفاته وسار على نهجه صحابته رضوان الله عليهم ومن بعدهم سلف الأمة الصالحين يرحمهم الله، هناك من يقصر المُعايدة في هذين العيدين على أفراد أسرهم والقريبون منهم فقط، أما غيرهم من الجيران والأصدقاء فليس لهم نصيب من هذه المعايدة التي تؤصل في النفوس روح المحبة والأخوة وتوسع من دائرتها، أو يلجأ البعض منهم لاستخدام هواتفهم لأجل تحقيق هذا المطلب من باب رفع العتب أو أن يتم ذلك من خلال ارسال رسائل نصية للأقارب كالأعمام والأخوال بدلاً من الحضور لمنازلهم بنفس المدينة التي يقيمون فيها سوياً، وهو ما يعني قلة حياء وعدم احترام وتقدير، بخلاف ما كان عليه مجتمعنا السعودي تحديداً في سنواته القديمة حيث يتوجه مُعظم أفراد الأسرة رجالاً ونساءً وأطفالاً إلى الأماكن المخصصة لصلاة العيدين والتي غالباً ما تكون خارج نطاق مساكنهم، حتى إذا ما فرغوا من تأديتها وتبادلوا التهاني والتبريكات عادوا لبيوتهم من طرق أخرى غير التي جاؤوا منها، وبعد معايدتهم لأفراد أسرتهم، يتوجهون حينئذ لمعايدة أقاربهم فجيرانهم فأصدقائهم فزملائهم فمعارفهم مشياً على الأقدام وفي أجواء مُفعمة بالمحبة والاخاء. أما بالنسبة للأبناء المقيمين خارج بلدتهم فتقوم أسرهم ببعث رسائل خطية لهم إما عن طريق أشخاص مسافرين من بلدتهم أو بواسطة البريد تتضمن الاطمئنان عليهم وتقديم التهاني والتبريكات لهم بحلول عيدي الفطر والأضحى، وكم هي المشاعر التي تغمر قلوبهم وقتما يستلمون هذه الرسائل من ذويهم والحنين للعودة لمسقط رأسهم ، والتوق لرؤية أفراد أسرتهم لمشاركتهم فرحتهم بهذين العيدين، فما أجمل عيدينا بهذا التجليات العظيمة، وما أجملنا كمسلمين ونحن نجسد معانيهما السامية والرائعة على أرض الواقع، ونرسخها في نفوس أبنائنا جيلاً بعد جيل، أما ما يؤسف له حقيقة ضمن هذا السياق، ما يلاحظ على البعض من أمة الإسلام، التي جعلها الله تبارك وتعالى خير أمة أخرجت للناس وبخاصة الفئة الشبابية، اهتمامهم البالغ بأعياد الكفار الذين أبعدهم الله من رحمته، ولربما مُشاطرتهم مشاعرهم أو مشاركتهم وقتما تتاح لهم الفرصة،كعيد السنة والفصح والعنصرة والغطاس والكريسماس والذي يحتفل المسيحيون به في كافة أنحاء العالم في الخامس والعشرين من ديسمبر من كل عام والذي يتكون من مقطعين الأول Christ وهو لقب للمسيح ويعنى المُخلّص والثاني Masويعني الميلاد أي (ميلاد يسوع المسيح ) وكلها مُخالفة تماماً لتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف ولقيمنا وعادتنا وتقاليدنا الاصيلة، عدا كونها مدعاة للاهانة والانحطاط الفكري والحط من الكرامة ومعصية الله والرسول، لما تشتمل عليه من عقائد باطلة وأفكار فاسدة، وسلوكيات غير خلاقة، ولعلنا نختم مقالنا هذا بذكرى جميلة وقول سديد لأحد خطباء العيدين في الزمن الجميل بعدما صعد المنبر( ليس العيد هو لبس الثوب الجديد والركوب على الحديد، وإنما هو التحاب والتصافح والتسامح وصلة الارحام ومعايدة الأقارب والجيران ) فيما نضيف نحن، وليس بتأثيث المجالس بالغالي والنفيس، وإنما القيام بمعايدة من لهم حق وواجب علينا في المساجد والطرقات والميادين، رافعين أكف الضراعة للعلي القدير بأن يتقبل منا جميعاً صيامنا وقيامنا وصالح أعمالنا وكل عام، والجميع بخير وصحة وسعادة ولعامة المسلمين بالنصر والتمكين والتقدم والازدهار.
- الجندل يتغلب على ضيفه الزلفي في الجولة الـ10 من دوري يلو للمحترفين
- «الأحوال المدنية»: لا قائمة محددة للأسماء المسموح بتسجيلها
- “الأمن العام”: التنقل بالسلاح المرخص إلى خارج المملكة مخالفة
- فسح وتصنيف وتنظيم وترخيص.. أرقام من جهود “تنظيم الإعلام” خلال أسبوع
- “مساند”: استقدام مربية الأطفال يوفر لهم الرعاية وتنمية المهارات ويضمن الأمان والحماية
- السمنة والتاريخ العائلي.. عوامل خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني يبرزها “الصحي السعودي”
- 70 يوماً متبقية على انتهاء المهلة.. “التجارة” تدعو إلى المبادرة بتعديل “عقد التأسيس”
- في الرياض .. حملة “دواء بلا هدر” تنطلق بتدشين رسمي لتعزيز الاستدامة الصحية
- بلدية محافظة الاسياح تطرح فرص استثمارية في مجال الأنشطة التجارية
- بلدية محافظة الشماسية تكثف جهودها الرقابية لتعزيز الامتثال
- أمانة القصيم تشارك في معرض سيتي سكيب العالمي وتطرح أكثر من 200 فرصة استثمارية
- 15 متورّطاً في “الجريمة المُخلة بالشرف”.. 20 ألف مخالف في قبضة “الأمن” و24 ألفاً على “أبواب الترحيل”
- تنفيذ حُكم القتل في مهرّب هيروين بمكة.. و”الداخلية” تتوعّد “تجار السموم” بـ”العقاب الشرعي”
- تحديثٌ جديدٌ يسهّل تبادل الرسائل بين هواتف “أندرويد” و”آيفون”
- الموارد البشرية توضح طريقة طلب رخصة للعاملين بمنافذ بيع قطاع الذهب
20/04/2023 12:06 ص
عبد الفتاح بن أحمد الريس
0
496339
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3548242/