عندما نسمع بكلمة "حرب" يأتي على ذهننا جيوش، ومدافع وصواريخ وقتلى وجرحى واغتيالات، ولكن الحرب التي يقودها الأمير محمد بن سلمان في الشرق الأوسط، وذلك تنفيذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، تشبه البطل "غريندايزر" في موضوع مسلسله، التي تدور قصته حول الصراع بين قوى الشر وبين قوى الخير.
كما نعلم انّ قوى الشر تسعى الى التصادم مع قوى الخير ولكن لا يُمكن أن يوجد تصادم إلا وتوجد معه الدفاعات، يُمكن القول أن تلك الدفاعات هي جزء من قانون التصادم فبها ستتحدد الغلبة لمن، عادةً دفاعات الدولة في الحروب هي قوتها العسكرية ولكن الأمير محمد غيّر قواعد تلك الدفاعات في حربه واستعمل دفاعات اخرى فبدأ حربه أولاً من منزله الداخلي أي المملكة العربية السعودية كانت أولى دفاعاته محاربة الفساد، تطوير القوانين، رؤية اقتصادية، اجتماعية، ثقافية وسياسية والتي عُرفت برؤية ٢٠٣٠.
قام بمصالحة كبرى مع ايران برعاية صينية رغم مختلف الخلافات السياسية والعرقية والمذهبية على مرالتاريخ، فقد اتسمت العلاقات بين البلدين بالاحتقان الشديد. وانقطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عدة مرات وكانت أولها في العام ١٩٤٣ومن ثم في العام ١٩٨٧ وآخرها في مطلع العام ٢٠١٦ بعد الهجوم على البعثات الديبلوماسية السعودية في إيران. خلال آخر فترة من المقاطعة بدأ النفوذ الإيراني يتغلل ويتوسّع في منطقة الشرق الأوسط من العراق إلى اليمن إلى البحرين إلى سوريا وإلى لبنان. حثّ الامير محمد أنّ هذا النفوذ سوف يؤدي إلى حرب كبرى في المنطقة فكانت دفاعاته هنا هي المصالحة وإحلال السلام في المنطقة كما قام بالمصالحة مع سوريا بعد انقطاع دام أكثر من عقد ولم يكتفي بهذا فقط فهو مستمر في حربه على طريقة دفاعاته الخاصة بالسعي الى تطوير المنطقة من خلال دعمه لها.
في العراق تمّ تأسيس صندوق سعودي عراقي مشترك يقدر رأس ماله بـثلاثة مليار دولار إسهاماً من المملكة العربية السعودية في تعزيز الاستثمار في المجالات الاقتصادية والتعاون في مجالات الطاقة والطاقة المتجددة وتفعيل وتسريع خطة العمل المشتركة، تحت مظلّة مجلس التنسيق السعودي العراقي.
في اليمن تسعى المملكة إلى تحرير كامل ترابه من سيطرة الحوثي الغير شرعي عن طريق المفاوضات مع ايران التي تدعم الحوثيين في اليمن وعودة مؤسسات الدولة. وقامت بتمويل مشاريع بقيمة ٤٠٠ مليون دولار، إضافة إلى توفير وقود لمحطات الكهرباء بتكلفة قدرها ٢٠٠ مليون دولار.
في البحرين: وقفت المملكة العربية بجانب البحرين انطلاقًا من الواجب الأخوّي ضد الأطماع الإيرانية في مملكة البحرين، وساندتها في التصدي للمشاريع التخريبية التي هدفت إلى زعزعة أمنها واستقرارها والمساس باستقلالها وسيادتها الوطنية، وقد أُنشئ مجلس التنسيق السعودي البحريني؛ ليسهم في تعزيز العلاقات الثنائية الأخوية والمتميزة القائمة بين البلدين في جميع المجالات. وقد تجاوزت قيمة الاستثمارات السعودية في البحرين ١٣ مليار ريال، فيما بلغ عدد الشركات السعودية نحو ٨٩٦ شركة مساهمة في مملكة البحرين تعمل في مجالات السفر، الشحن، التجارة، الهندسة، وغيرها من المجالات.
في لبنان: تسعى المملكة في مفاوضاتها مع إيران بوقف دعم حزب الله واسترداد هيبة الدولة وتطبيق القرارات الدولية وحصر السلاح المتفلّت في يد الدولة اللبنانية وانتخاب رئيس للجمهورية وتطبيق الطائف الذي هو دستور البلاد.
في الكويت: تتواصل جهود المملكة والكويت المشتركة معززة أوجه التعاون القائمة واستشرافاً للمرحلة القادمة في إطار رؤية البلدين " المملكة ٢٠٣٠ - الكويت ٢٠٣٥ " لتحقيق المزيد من التعاون على مختلف الصعد الاقتصادية والأمنية والثقافية والرياضية والاجتماعية.
في قطر: في يناير ٢٠٢١ عادت العلاقات الكاملة بين الدول المقاطعة وقطر بعد قمة خليجية في مدينة العلا السعودية. وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطعت في يونيو ٢٠١٧ العلاقات مع قطر. ويجهد اليوم المجلس التنسيقي القطري-السعودي المُشترك الذي يتناول الملفات السياسية والاقتصادية لتحقيق المصالح والتطلعات المُشتركة، ووفقًا لإرادة قيادتَي البلدَين وبما يُحقق مصالح وتطلعات الشعبَين الشقيقَين.
في مصر: في ٣ أبريل ٢٠٢٣ وفي خلال زيارة الرئيس السيسي للمملكة استعرض مع ولي العهد العلاقات الثنائية الوثيقة والتاريخية بين البلدين الشقيقين، وآفاق التعاون المشترك وسبل تعزيزه وتطويره في مختلف المجالات.
في الأردن والقضية الفلسطنية تعمل السعودية على متابعة تنفيذ نتائج اجتماعات الدورة (السابعة عشرة) للجنة السعودية الأردنية المشتركة، والاتفاقيات الناتجة عنها، والتي أسهمت في توسيع نطاق التعاون وتعزيزه في عدد من المجالات. وتتوافق المملكة العربية مع الاردن بالنسبة للقضية الفلسطينية، حيث يشدد الجانبان على ضرورة انطلاق جهد دولي جدي وفاعل لإيجاد أفق سياسي حقيقي لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. كما تؤكد المملكة على أهمية دور الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية بالقدس في حماية المقدسات والحفاظ على هويتها العربية الإسلامية والمسيحية.
في الإمارات العربية المتحدة: ترتكز العلاقات الأخوية بين الإمارات والمملكة العربية السعودية، على أسس راسخة من التاريخ المشترك والرؤى والمواقف والتوجهات المتسقة تجاه قضايا المنطقة والعالم، والتي تصب في دعم المصالح المشتركة وتعزيزها، فيما شهدت العلاقات بين الدولتين الشقيقتين في السنوات الأخيرة، تطوراً هائلاً وتقدماً كبيراً في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
في سلطنة عُمان: تأسست العلاقة بين المملكة والسلطنة على روابط الدين والقومية والجوار الى جانب المواقف السياسية والاقتصادية المتبادلة بين القيادتين ومازالت حتى يومنا هذا. ولا ننسى أن هاتين الدولتين من مؤسسي مجلس التعاون الخليجي في عام ١٩٨١.
واخيرا هذه هي حرب محمد بن سلمان "الكينغدايزر" في منطقة الشرق الأوسط وطريقة دفعاته للتغلب على قوى الشر وطبعا سوف تكون الغلبة له.
بقلم : د. بروفيسورة منى الدحداح زوين