البرزخ ، وحياتها للموات نسأل الله لنا ولأخواننا المسلمين حسن الخاتمة ، والأعمال الصالحة .
عامل الزمن قبل الموت يختلف مابعد الموت لا يجري على الأموات .
وفاة الإنسان إلى يوم البعث هذه الفترة فترة صفرية ، وفترة الزمن صفر من الوقت ، لا زمن فيها يقدر .
البرزخ عالم غير محسوس ، والحواس فيه معطلة . يفصل بين أمرين أو شيئين . منزلة بين منزلتين أو مرحلة بين مرحلتين مرحلة الأولى والأخرة أو مرحلة الحياة والموت . لا حدس المسلمون بعمومهم الأعم والأغلبية يطلقون على هذه المنزلة بين المنزلتين العالم الذي يفصل عالم الموت عن عالم الحياة ، ومنزلة البرزخ مفرغة من الزمن والفكر . تخلو من الزمان والفكر ، فالعقل الذي مناط الفكر والتكليف وأمانة حملها الإنسان في الحياة الدنيا ، وهو ظلوم وجهول بوفاة الإنسان يكون في معزل . لا يحسوا بالزمن ، ولا بالفكر في أول منازل الأخرة " البرزخ " فالصوفية عكس السنة السلفية . يعتبروه مرتبة فكرية إدراكية معرفية ، ويشاطرهم الشيعة قالباً وقلباً .
منحى شيخ الإسلام أبن تيمية وتلميذه أبن القيم روح المؤمن في الجنة وبدنه في باطن الأرض . ينعم بالنعيم " النفس المطمئنة " فالكافر روحه تعرض على النار ، وبدنه ينال نصيباً من العذاب مصداقاً لقوله تعالى عن فرعون وقومه: ( يعرضون عليها غدواً وعشياً ، ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون أشد العذاب ) سورة غافر آية/٤٦ . لم يكون فرعون وجنوده وطائفته التي تأويه مؤمنة بل مكذبة بالآيات . ولم تكون مصدقة بل متبعه السحرة ومصدقة لهم فأستحق فرعون وقومه أشد العذاب يوم القيامة .
بعض أهل العلم فئ أقصى بلاد المشرق ينحون بالتزاوج بين أهل البرزخ بشرط ان يكونوا من أهل الجنة ، واستنادهم على هذا المنحى قوله تعالى: ( لاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل احياءً عند ربهم يرزقون ) آل عمران آية/ ١٦٩ نعمة الحياة والرزق ان ينعم بها الإنسان في عالم البرزخ يعطيها الله ومن جملتها حور العين في الحياة البرزخية فلا شك حياة البرزخ معلومة والكيف مجهول ، فالله سبحانه وتعالى يهتم بما يرغب المؤمن به وعلماء القيروان لاسيما تلاميذ أسد بن الفرات علماء حوض صقليا ينحون الموتا يشعرون بالاحياء ودليلهم التحية التي يلقيها الاحياء اثناء زيارة القبور " السلام عليكم دار قوم مؤمنين أنتم السابقون ، ونحن إن شاءالله بكم لاحقون ) والنطق بالسلام عليهم يثبت إنهم يشعرون ، ولكن لا يسمعون ، وإلا لما يؤمر المسلمين بالسلام عليهم إذا زاروا المقابر أو شيعوا الجنائز للمقابر .
ومن يدقق النظر في اقتراب الساعة . تنوعت العبارات القرآنية والنبوية في الإشارة إلى معنى قُرب الساعة ، واقترابها حتى وصفها القرآن بأنها كلمح البصر أو هى أقرب ، وكان هذا قبل أربعة عشر قرناً ، وزد قليلاً ، ولم تقم الساعةُ بعد . فهم هذه النصوص الكريمة ودلالاتها ...؟*
تشير هذه العجالة إلى معنى يعرف ظاهرَه كثير من المسلمين ، وأكثرهم لم يتمكن من الوصول إلى جوهر الفكرة وعمقها، والذي سيؤثر كثيرًا في إيمان العبد وسلوكه في هذه الحياة القصيرة . محصول القول ، وثمرته أنَّ الإنسان حين يموت لا يفصله عن يوم القيامة إلا كما يفصل النائمَ ليلًا عن الاستيقاظ صباحاً حتى إذا قامت الساعة وبُعث من في القبور ، وسُئل أحدهم كم مضى على موتك؟ في الدنيا ، لا يظنُّ إلا أنه قضى سوى يوم أو بعض يوم ، فكأنما قد مات بالأمس تماماً ، وفترة البرزخ قد مرَّت عليه وعلى جميع من ماتوا قبله بآلاف السنين بمقدار واحد ، هو مقدار ما قاله فتيةُ الكهف بعد ثلاثة قرون {لبثنا يوما أو بعض يوم} سورة الكهف آية/ ١٩ . وهو مقدار ما قاله من أماته الله مئة عام ثم بعثه :
( لبثت يوماً أو بعض يوم ) سورة البقرة آية/ ٢٥٩ ، وهو المقدار الذي سيجيب به أهل المحشر بعد موت آلاف السنين :
{لبثنا يوماً أو بعض يوم} ياسادة
لنتأمل الآيات في هذا الصدد وقراءتها بالمنظار السابق لتتعمق الفكرة ويرسخ الشعور في الوجدان
قال تعالى :
{كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشيةً أو ضحاها}النازعات /٤٦
وقال تعالى :
{كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعةً من نهار} سورةالاحقاف/٣٥
وقال تعالى :
{ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعةً من النهار يتعارفون بينهم} سورة يونس/٤٥
وقال تعالى :
{ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة} سورة الروم/٥٥
هل تأملتم ياسادة كيف وصف الله فترة البرزخ والزمن الذي يمرُّ على الأموات ...؟
إنَّ الحيَّ منا يتصوَّر أنَّ الفاصل الزمني بين موته وبين بعثه طويل جداً بحسب نظرته لقوانين الزمن الدنيوية التي لا يعرف غيرها ، فهو يرى يوم القيامة بعيداً، مع أنه في البعد الزمني الآخر عند الله تعالى قريباً . قال سبحانه :
{إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا}سورة المعارج/٦
هذا الشعور بالأمد البعيد هو الذي يجعل الإنسان يتمادى في غيه وعصيانه وتمرده .
ويومَ تجدُ كلُّ نفسٍ ما عملت من خيرٍ ومن شرٍّ محضرًا، وأمدَ ما كانت توعَدُ قريبًا جداً ، حينئذٍ تودُّ لو أنَّ بينها وبينه "يوم القيامة" أمداً بعيدًا .
نستشف من خلال ماسبق أن نفهم أكثر الآن معنى الآية الكريمة :
{ولتنظر نفس ما قدَّمت لغد} سورة الحشر/١٨
فيوم القيامة حقاً وصدقاً هو كالغد بالنسبة لليوم ، فمن مات اليوم على سبيل المثال "السبت" سوف يستفيق عند البعث غداً "الاحد" ويعتقد يقيناً أنه مات بالأمس السبت ويقسم على ذلك .
"إذ يقول أمثلهم طريقةً إن لبثتم إلا يوما" سورة طه/١٠٤
ويمكننا الآن أن نفهم كذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم :
*{الجنة عند شراك نعل أحدكم والنار مثل ذلك} .
ليس بين العبد والجنة أو النار إلا أن يموت، وحينما تأتي سكرةُ الموت بالحق تُختزَل حياتُه كلُّها أمام عينيه وكأنه لم يلبث في الدنيا إلا برهةً يسيرة، ، وتصبح الحياةُ السالفةُ كالطيف الذي استفاق منه ، وتركه خلفه ، فلم يجد بين يديه إلا الحياة الممتدة أمامه بلا نهاية . وحينئذ يقول :
يا ليتني قدمت لحياتي ، وكأن الحياة الماضية لم تكن حياته .
نسأل الله ان يجعل أعمارنا كلها في طاعته ويرزقنا حسن الخاتمة وجنة الفردوس الأعلى .
- أمير منطقة حائل يستقبل وزير السياحة
- إدارة تعليم المذنب تحتفي باليوم العالمي للطفل
- حرس الحدود بجازان ينقذ مواطنين تعطلت واسطتهما البحرية في عرض البحر
- تنفيذ حكم القتل تعزيراً بعدد من الجناة لارتكابهم جرائم إرهابية
- النيابة العامة تعلن عن تدشين “غرفة الاستنطاق المخصصة للأطفال”
- «الحياة الفطرية» تطلق 26 كائناً مهدداً بالانقراض في متنزه السودة
- تستمرّ للثلاثاء المقبل معلنة دخولَ الشتاء.. جولة مطرية جديدة يصحبها انخفاض بدرجات الحرارة بمعظم المناطق
- لاستبدال 250,000 مكيف.. “موان” يعلن إطلاق ثالث مراحل مبادرة “استبدال”
- «الجنائية الدولية» تصدر مذكرتي اعتقال لنتنياهو وغالانت
- “حساب المواطن” يعلن صدور نتائج الأهلية للدورة 85 لشهر ديسمبر القادم
- من مخاطر داخل المنزل تهددهم.. “المدني” يؤكد أهمية المحافظة على سلامة الأطفال
- “الهيئة العامة”: كود الطرق وضع معايير وشروط لتصميم وتركيب مطبات السرعة
- بوضعية خارج الرحم.. “سعود الطبية” تنقذ جنينًا بحالة حمل نادرة في الأسبوع الـ26
- «الطيران المدني» يُصدر تصنيف مقدِّمي خدمات النقل الجوي والمطارات لشهر أكتوبر الماضي
- الزكاة والضريبة والجمارك تدعو وسطاء الشحن إلى الاستفادة من الخدمات الجمركية المقدمة في المنافذ البحرية
بقلم_خالد بن حسن الرويس
ستة على ستة – ٤٥ –
(1)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3545498/