يعد المجال الرياضي بشتى مهامه الإدارية والفنية وعبر برامجه وأنشطته و ألعابه الجماعية والفردية إحدى أهم الحاضنات لغرس القيم النبيلة ونشرها وتعزيزها وتطويرها بين مختلف منسوبي هذا القطاع الحيوي، الهام والتي يمتد أثرها تجاه المجتمع حتى يكون منسوبيه قدوة للشباب الذين ينظرون إليهم وإلى تصرفاتهم على أنها انموذجاً يحتذى به.
وتجسد الرياضة بمفهومها الواسع روح المنافسة الاجتماعية ضمن إطارها الإيجابي وذلك من عبر أنشطتها المختلفة، كما تحفز مبدأ تعاون الفرد مع مجتمعه من خلال برامج المسؤولية الاجتماعية التي أولت وزارة الرياضة لها جانب العناية والاهتمام ووضعتها ضمن متطلبات تحقيق الحوكمة في الأندية ، وبالتالي المساهمة في بناء الشخصية الرياضية المحبة للخير والعمل التطوعي من خلال خدمة ومساعدة الآخرين وتنمية المجتمع ، وباعتبار أن الأخلاق الرياضية ركيزة هامة في محور الشخصية والسلوك لدى الرياضي، الأمر الذي يتطلب من الرياضي أن يتحلى بالقيم و احترام الجميع.
وبما أن الرياضة تهدف إلى تنمية فكر الأفراد قبل أن تكون وسيلة لتنميتهم من الناحية البدنية، وهنالك تكامل بين الرياضة والواجبات المناطة بالرياضيين تجاه المجتمع من خلال الأندية .
وتشهد أنديتنا تنافساً محموداً تجاه تنظيم أنشطة وبرامج المسؤولية الاجتماعية، خاصة في شهر رمضان المبارك من خلال استضافة أو زيارة الجمعيات الخيرية ومركز تأهيل ورعاية أصحاب الهمم بجميع فئاتهم الغالية وذلك بمشاركة مسؤولي إدارة النادي والجهاز الفني واللاعبين وتقديم الهدايا التذكارية من مبدأ التحفيز المعنوي والمشاركة في رسم البهجة والفرح على محياهم، ورغم جودة بعض تلك البرامج وجدوى مكتسباتها إلا أنه يغلب عليها التكرار وعدم التجديد وبالتالي تفقد أثرها وتتحول إلى مادة إعلامية وصور لا أكثر لهذا النادي أو ذاك ، وهنا لابد أن تعد الأندية برامج وأنشطة المسؤولية الاجتماعية بشكل يواكب معايير الحوكمة لهذا المسار المجتمعي النبيل فالإبداع مطلب والأفكار والمبادرات التي لم تطرح بعد لاحصر لها، والتنفيذ ليس بالأمر الصعب والامكانات في متناول الجميع لذا نأمل أن تسعى أنديتنا لتقديم الأفضل دوما لهم ضمن مزايا ملموسة تشمل حزمة من التسهيلات بما في ذلك تنمية العضوية، والدخول المجاني مع خدمة التوصيل واستخدام مرافق النادي وتنظيم أنشطة على مدار العام وأيام رياضية مجتمعية تشبع رغبات هذه الفئات الغالية من الجنسين، ولايمنع ذلك من مشاركة وتعاون رعاة النادي مع أهمية تكريمهم وغرس حب الرياضة في نفوسهم ، وبالتالي العمل على صناعة جيل رياضي للاعبي أنديتكم من خلال مشاركتهم في برامج المسؤولية الاجتماعية التي تشع بالقيم الأخلاقية، كما أن الرياضي يستطيع أن يؤثر على من حوله بخلقه وسلوكه ومبادئه.
ختاماً.. كل الشكر للأندية التي تعمل على التواصل وبناء الثقة لكسب أغلى الأصول ( الجماهير) والاهتمام أكثر بمفهوم الفعاليات المجتمعية والبراعة في تنظيمها كونها سوقاً واعداً لمن يفكر خارج الصندوق، وكذلك التعاون والشراكة مع الجمعيات الخيرية وجميع مراكز رعاية الفئات الغالية بالتنسيق مع الجهات المعنية وتعمل على تفقد احتياجاتهم المجتمعية والرياضية ودعمها بهدف تعزيز الدور المجتمعي ، وإيجاد قيمة مضافة تساهم في تحقيق التنمية الرياضية المجتمعية المستدامة.
بقلم د. فهد الجهني.
Fram26206@hotmail.com