فخرًا واعتزازًا بالراية الخضراء وتاريخها يسرني أن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وإلى كافة أفراد الأسرة المالكة الكريمة، والشعب السعودي بمناسبة يوم العلم السعودي..
الذي اجتمع تحت رايته بنو قومي وأهلي وأحبابي..
تحت لواء علم قل نظيره في الدنيا بل إنه الأروع ..
ليس فقط لإنني ابن هذه البلاد بل لأن هذا العلم قد حشد كل معاني المحبة والعزة في نفوسنا وكأنه يتحدث حين يرفرف..
فدلالة هذا اللون قد حشدت في نفوسنا حين رؤيته كل معاني الخير والسلام والعزة والاعتزاز
لتبقى كلمة التوحيد عهدا وميثاقاً وثباتاً على الحق لا نحيد عنه..
وليكون السيف قوة الحق التي تمحق ألف باطل أمامها..
أحدثُكم عن مشاعري حين رأيته وأنا في بلادٍ بعيدة تنأى بي عن بلادي آلاف الأميال وتفصل بيني وبينها ببحار شاسعة كأنها لا نهاية لها..
فبينما كنت أسير في درجة حرارة تكاد تصل إلى الصفر وأنا أتذكر الشتاء الحنون في المملكة العربية السعودية..
إذ لاح لي طفل يمشي مع والديه وقد أمسك بالعلم وتشبث به خوفاً من أن يأخذه الهواء بعيداً عن يديه الصغيرتين ..لمحته بلونه الأخضر وعبارة التوحيد فاستدفئت نفسي وخنقت فؤادي عبرة الحنين والشوق..
رأيت في هذا العلم أمّاً وقوما وسندا ..
رأيت فيه القوة والدفء والأمان..
رأيت فيه كل المعاني الحقيقية لما يحمله.. تمنيتُ لو أنني أذهب لهذا الطفل وأستأذنه لأحمل العلم منه قليلا ..وذهبت يومها أفكر طوال الليل في وطني وكأنني سافرت بجسدي وتركت قلبي وروحي هناك يأتنسانِ بوطني وقومي..
أعجبني ما فعله هذا الطفل، وأحببتُ إيمانه بهذا العلم فهو لا يتعامل معه كأنه قطعة من القماش حسب طفولته..
بل يراه رمزا لهويته ودستورا يدله إذا تاه في غربته وكأن كل ما يتوه في قلبك يستدل على الطريق الصحيح فور رؤية العلم..
وأصبحت تلك العادة عندي إذا سافرتُ وابتعدتُ عن بلدي أن أصحب العلم معي وأضعه أمام عيني في بلاد الغربة ليظل بوصلة لقبلَتِي ودليلا لروحي كلما تاهت.
حفظ الله المملكة العربية السعودية وأسبغ عليها نعمه.. وكل عام وأنتم بخير يا أبناء الوطن ليبارك الله بكم ويحفظكم من كل مكروه..