ياجاثما بالكبرياء تسربلا
هلا ابتغيت مدى الزمان تحولا
ياأيها العملاق زدنا خبرة
عمن أقاموا في ذراك معاقلا
وأقصص علينا اليوم من أخبارهم
ما ثم من أحدٍ يجيب السائلا
ما كانت (السعودية )أن تكون مملكة عُظمى بحجم اتساعها فقط بل بمكانتها الدينية وموقعها المتميز وصدق وهمة قيادتها منذ التأسيس حتى اليوم بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيزال سعود(حفظه الله) وحكمته الرشيدة واعتزازه بآبائه وأجداده ومواطنيه وبالجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة وارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها منذ عهدالامام محمدبن سعود آل سعود طيب الله ثراه قبل ثلاثة قرون وبداية تأسيسه للدولة السعودية الاولى وعاصمتها الدرعيه - لذلك أصدر الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود (حفظه الله )أمرا ملكيا بأن يكون يوم 22 فبراير من كل عام يوما لذكرى تأسيس الدولة السعودية باسم (يوم التأسيس) والذي يوافق يوم 30 جمادى الآخرة من عام 1139هـ - 1727م ، وعلى ما استنتجه المؤرخون وفقا لمعطيات تاريخية حدثت خلال تلك الفترة والتي شهدت تولي الإمام محمد بن سعود آل سعود الحكم في الدرعية والعديد من الإنجازات في عهده ، والتي نحن اليوم بها امتداد له ، فقراءة التاريخ الماضي بكل اتجاهاته ومنعطفاته يجعلنا أقدر على فهم المنجز حتمًا سيكون "فوق هام السحب"وقياس المسافة الحضارية التي وصلنا إليها فبالمقارنة تتضح مكانتنا ، وبالتحدي الحضاري والذي يكمن في ثباتنا على مبادئنا وتمسكنا بأصالتنا والاعتزاز بشخصيتنا، نكون في مقدمة الدول العُظمى .
وهنا يجدر بنا معرفة المقصود ب( الدولة السعودية)، فهناك ثلاث دول قامت من ذلك التاريخ تنتهي إلى أصل واحد هو : مؤسس إمارة الدرعية الامام / محمد بن سعود آل سعود طيب الله ثراه ، يقول ابن سند : وهو ألد اعدائها من محاسنهم: (انعدام الشر وتأمين الطرق والسبل فانتقلت أخلاق الأعراب من التوحش إلى الإنسانية واستهووا كثيرا من الناس).
نعم :
إنه من يؤسس ويضع اللبنة الأولى يقع عليه العبء الأكبرفالدولة السعودية الأولى وقع عليها عبء النشأة والانتشار وترسيخ العقيدة والولاء لآل سعود ، وجاءت بعدها الدولة الثانية والثالثة ووجدتا الطريق ممهدا لهما. فالامام محمد بن سعود ال سعود حاكما لهذه الدولة الناشئة رجل محب للخير عادلا مهابا - اتفق مع الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمهما الله في لقائهما التاريخي والذي كان بداية تحول كامل في حياة نجد وإعدادها لمستقبل عظيم. وبدأ رافعا لواء الجهاد في سبيلها مدة (واحد وعشرين عاما) يجاهد في سبيلها القبائل والأمراء الذين ناصبوها العداء ، حتى وفاته 1179هـ 1765م بعدأن شاهد امتداد الدولة السعودية وانتشار الدعوة الاصلاحية في كثير من بلدان نجد ومقاطعاتها كما شاهد تكوين حكومة جديدة منظمة تستمد دستورها من الكتاب والسنة والاجتهاد وسيرة السلف الصالح. وجاء بعده مؤسس الدولة السعودية الثانية الامام/ تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود آل سعود رحمه الله 1240هـ ، حتى قيض الله لها بعد الشتات من حمل لواء التأسيس الملك/ عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود طيب الله ثراه عام 1319هـ (1902م) ليؤسس الدولة السعودية الثالثة ويوحدها باسم المملكة العربية السعودية في 1351هـ - 1932م وسار أبناؤه الملوك من بعده على نهجه في تعزيز بناء هذه الدولة ووحدتها. إنه يوم خالد اختاره خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود (حفظه الله) لتأسيسه وتمجيده بهمة كجبل طويق ، وبرؤية ثاقبة متميزة ملهمة وبطموح لعنان السماء من ولي عهده رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير/محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود (حفظه الله) ليكون لنا ذكرى مجيده فيه نرى أعمالهم الخالدة بكل فخر واعتزاز ، ونترحم على من مات منهم وندعو لهم بالفردوس الاعلى من الجنة ، ولمن هم على قيد الحياة من الأبناء والأحفاد بإكمال العمل لتعزيز القيم الإسلامية والهوية الوطنية ، وتنمية الوطن وتنويع اقتصاده ،والحفاظ على حياة صحية جيدة لمن يسكن على ثراه ، وزيادة معدلات التوظيف ، وتعزيز المسؤولية الاجتماعية من خلال الأسرة وقيامها بمسؤولياتها في أمن وآمان وطاعة رحمان ، نسأل الله أن يرزقنا جميعا الإخلاص والصواب في أقوالنا وأعمالنا وأن يسددنا ويؤيدنا ويرشدنا إلى الطريق الأقوم لنكون كما أرادنا :(خير أمة أخرجت للناس)