بيننا وبين ذواب جليد الأدب شموع أشعلت وسط الظلام، فأحرقت الأعلام، وشوهت الكلام، وصنعت من الحياة حياة الأوهام، فلم يعد للبدر رونقاً، ولا لليل سكوناً، ولا للصباح إشراقا .
قتلت الأمجاد، وأكثرت الأعياد، فانصهر منها جليد الأدب الدافئ، كم احتمى به أديب، واقترب منه مكتوٍ من الفراق واللهيب، فكان من أدب اللوعة والفراق ما حسن وطاب، وأشرق به ليل المصاب، ودون شعور الأحباب وفراق الأصحاب، ولوعة العشق والعتاب .
ازدانت النصوص بما فيها من جمال وصور، وأخيلة كزهور في حدائق مثمرة، كالنجم في جوف السماء بليلة باردة، وكغيث على أرض رابية منبته، تلونت أزهارها بالوان الحياة المختلفة .
انصهر الأدب وذاب، وزاحمت حممه بقايا الجليد الأبيض، فلم يعد من الأزهار إلا مواقعها بين أحجار مترامية في صحراء مجدبة، عقم الأديب فعجزت اللغة، فلم تجزع لما قيل فيها من عقم وضعف وعجز، شاخت بفعل من أجبرها على الشيخوخة وهي في صباها، فاختفت محاسنها وذوت مفاتنها .
فصرخت، ولاتزال تصرخ، لم تركتموني لمن يلهو بجمالي وحسني؟ كيف لمن لم يقدر على رؤية مفاتني أن يتصدر مشهدي؟ ويقود أمتي؟ ويتحدث عن جمالي؟ كيف يقدر على وصفي من لم يتمتع ناظره بمقلتي؟ ..
تزاحم في ساحتي الشجاع المغوار، الذي يحمل أجمل الأسلحة، ويتمتع بشجاعته الفذة، وقدرته وعبقريته، وقوته وفتوته، مع من هرم في طفولته، فأصابه الوهن والضعف قبل أن يمتلك سلاحاً يذود به عن ساحتي .
نقبوا عني بين الحجار والصخور، وفي بطون الأودية ومسالك العبور، لأعود لمجدي وحياتي، وقوتي وشبابي، امنعوا كل هزيل أصابه من العيّ مرض، ومن ركاكة البيان عاهة .
اجمعوا في ساحة البيان أهل التبيان، وفي معركة اللسان أهل الحرف وسلاح الصولجان، لأعود متبخترة قوية، ضاحكة مستبشرة، فتية متهكمة، أسع كل علم وحكاية، وكل فكر ودراية، فأصنع للحياة مساراً جديداً، وللأدب شكلاً وجليدا، طريفاً وتليدا ..
أدبنا كالبدر إن أشرق في ليلة ظلماء، طاب في الظلام نوره، وحسن في الغلس رونقه، سهر ليله منيراً هادئاً، عاش مع العشاق في ولعهم، ورافق المهموم في سهره، تغنى به المحب، وحادثه المغترب، وأطال النظر فيه من اكتوى بنار الحب .
فالبدر إن عاد أنار ليله، وإن غاب أظلم الليل وافتقر فاقدوه لرؤيته .
- «الحج والعمرة»: 4 إرشادات لوقاية ضيوف الرحمن من العدوى التنفسية
- مستشار مالي يوضح توجهات الحركة الشرائية بنهاية شهر رمضان
- عضو هيئة كبار العلماء: زكاة الفطر تعكس مزايا المجتمع المسلم المتعاون على الخير
- دراسة تجيب..لماذا لا نتذكر ذكريات الطفولة؟
- حديث الذكريات قبل الإفطار.. فهيد السبيعي يروي تفاصيل رمضان زمان في قلب البادية الرنيوية
- تجمُّع الحدود الشمالية الصحي يُوصي بوجبات غنية بالطاقة للحفاظ على النشاط في أواخر رمضان
- “الغذاء والدواء”: الاستخدام الخاطئ لألواح التقطيع قد ينقل البكتيريا للطعام
- العصيمي: كتلة باردة تبدأ اليوم.. والحرارة تنخفض لـ4 درجات شمالًا و8 في الوسطى
- إنجاز علمي في علاج الصلع الوراثي لدى الرجال
- ترامب يسحب التراخيص الأمنية من بايدن ومسؤولين سابقين في البيت الأبيض
- استشاري نفسي: «السوشيال ميديا» جعلت الأطفال والمراهقين أقل رغبة في التواصل مع الآخرين
- النمر: 5 مواصفات صحية في طبق الإفطار المثالي
- المرور السعودي يحدّد أوقات منع دخول الشاحنات بالرياض بدءاً من 21 رمضان حتى 6 شوال
- متحدث «الخطوط الحديدية»: قطار الحرمين الوسيلة الأسرع للوصول إلى العاصمة المقدسة خلال أيام الذروة
- طقس السبت.. الأرصاد: الفرصة مهيأة لهطول أمطار رعدية على هذه المناطق
عبدالرزاق سليمان

انصهار الأدب
06/02/2023 11:57 ص
عبدالرزاق سليمان
0
372135
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3538253/