قامت الصين بإطلاق منطاد للأبحاث المدنية (الطقس) كما تزعم , وحلق فوق الأراضي ألأمريكية والكندية وقطع خلالها أكثر من أكثر من عشرة آلاف كيلو متر , حنى تم إسقاطه فوق المحيط الأطلسي . المنطاد تسبب في إرباك كبير لدى وزارة الدفاع الأمريكية التي فشلت في اكتشافه في الوقت المناسب , بل وعجزت عن إسقاطه بالأسلحة التقليدية لأنه كان يحلق على ارتفاع شاهق يتجاوز المدى الذي يمكن أن تصل إليه الطائرات الحربية والصواريخ التقليدية . بل أن صانع القرار في أمريكا والمتمثل في الرئيس بايدن كان مترددا ولعدة ساعات في الطريقة التي يجب أن يتم التعامل بها مع المنطاد (الضال) . أعتقد أن المنطاد المدني حسب الرواية الصينية والعسكري حسب التأكيدات الأمريكية , قد قام بإيصال العديد من الرسائل الصينية بل وحقق العديد من الأهداف العسكرية . لقد كشف المنطاد عن ضغف في الدفاعات الجوية الأمريكية , بل وعدم الجاهزية الأمريكية بشقيها العسكري والمدني في مواجهة هذا النوع من المخاطر (التردد) , وبالتالي فتعرض الأراضي الأمريكية إلى هجوم مباغت على طريقة (بيرل هاربر) عام 1941م أمر وارد . المنطاد حلق فوق العديد من القواعد العسكرية الجوية والصاروخية النووية الإستراتيجية ولعدة أيام , ولا شك أنه قام بالتقاط العديد من الصور والإتصالات البالغة الأهمية قبل أن يتم اكتشافه . كما قال الرئيس الصيني قبل أشهر أن عصر التنمر على الصين قد انتهى , اعتقد أن هذه أهم رسالة حملها المنطاد . قبل أيام يعلن قائد اسطول النقل في سلاح الجو الأمريكي (الأمداد والتمويل) بأن أمريكا ستخوض حرب مع الصين عام 2025م . وبالفعل بدأت أمريكا وبريطانيا في بناء العشرات من القواعد العسكرية في دول الجوار الصيتي مثل الفلبين واليابان والجزر . في عام 2022م يسقط الصاروخ الصيني (الشارد) في المحيطين الأطلسي والهندي , وأمريكا تبحث عن الحطام كي تعرف أسرار التقنية الصينية الحديثة كما هو الحال مع المنطاد . في عام 2021 اصطدام غواصة نووية أمريكية بجسم مجهول قريبا من المياه الإقليمية في الصين بجسم غريب وأمريكا تطلب من الصين التوضيح . يبدو أن الأقمار الصناعية والجيوش الجرارة من الجواسيس لم تعد تكفي كي يكتشف كل طرف إلى أين وصل التطور التقني لدى الطرف الآخر , وبالتالي فإن هذا النوع من الاستفزازات أو التصريحات بين أطراف النزاع لا يعدو عن كونها نوع من جس النبض حتى يكتشف كل طرف ما لدى الآخر من أوراق .