بعض دهاة الرجال يجد حلول للمعضلات لتأصل الدراية فيه ، وحسن التصرف في حل المشكلات المعضلة والمعقدة . نشب نزاع بين رجلين في طفلة مولودة كلاً منهما يدعي أنها أبنته ، وهذه الواقعة في عام ١٣٨٩ هجرياً زماناً ، وفي أحدى قرى محافظة الدوادمي مكاناً بعالية نجد العذية جنوب غرب المحافظة . تزوج رجلاً من أمرأة مطلقة من رجل سابق ، وانجبت بنتاً والأم توفيت بعد الولادة ، ونشأ نزاع على الطفلة وطالب الرجل السابق بان الطفلة أبنته وطالت المطالبة ، وتشعبت حجج كلاً منها ، فالأول يتمسك أبنته والثاني متمسك ايضاً وكلاً منها مصر على انها أبنته وأنتقل ملف المطالبة للمحكمة ، واحتدم الإدعاء ، وتفحصت المحكمة الاوراق المحالة لها ، ووجه مطالبة المدعي إنه حينما قال لها ضفي أغراضك طالق قالت له : أنها عالق منه وعلى هذه الكلمة أستند على دعواه بينما أبيها افاد إنه زوج ابنته من الثاني بعد إنصرام ثلاثة أشهر وتزيد من طلاق الأول ، ولم يسمع من أبنته أو تشعره بأنها علق على مدى الثلاثة الأشهر وزد قليلاً ، واستعانة المحكمة بأهل الخبرة والقيافة المحلية فلم يفصل فيها باعتبارها طفلة صغيرة ، وحديثت الولادة لم تتضح ملامحها . أقوال الزوجين الأول والثاني ووالد الزوجة المتوفية لم يتأكد للمحكمة الوجه الأصوب ، وان كان بما في يده الطفلة أقرب لصواب ، وأرادت المحكمة دعم هذا التوجه بقرينة قوية فالأم توفيت ولم ينقل او يسمع عنها ماذكره طليقها "الزوج الأول" ، واشار كتاب المحكمة وجود شخصاً حكيماً مفسراً للأحلام حافظاً لكتاب الله . يستنار برأيه القضاة السابقين ، والحاكم الاداري ، ومشرفي الإدارات الحكومية ، والمرافق الخدمية بالناحية ، ويسكن جنوب غرب الناحية في مزرعته . يتصف بالدراية وآراءه سديده وهو شيخ كبير ، وبالإمكان ان يستشف منه وجهة النظر ، فأنتقل فضيلته اليه ، ووجده تحت ظل نخلته ، والمصحف بين يديه يراجع ما استحفظ منه ، فألقى فضيلته عليه تحية الإسلام ، ولما انتهى المسن من تلاوته ومراجعته لآيات القرآن الكريم . رد عليهما السلام بالمثل ورحب بهما .
تبادل أطراف الحديث بينهما ، فطرح فضيلته موضوع الطفلة وإشكالها من أجل استظهار رأيه ، فقال:هذه المسالة لها نظير ، وقعت بين امرأتين في عهد نبي الله سليمان كل منهن تدعي الولد أبنها فأم الولد تأكد أبنها ، فما كان من نبي الله ان لجأ للعاطفة كقرينة وطلب سكيناً من أجل ينصف المولود بينهن وكلاً منهن تتصرف بنصفها أقرت احداهما بالحكم وجادلت الأخرى ثم أذعنت بعدم شطره ، وتنازلت للأخرى من أجل ان يعيش بسلام بموجب عاطفة الرحمة والأمومة . حكم نبي الله للتي أذعنت وتنازلت عن الأبن للاخرى بأنها الأم والولد ولدها . يقاس هذه المسالة عليها ، فأن شرع من قبلنا شرعنا قاعدة شرعية يسار عليها بإتفاق الائمة وجمهورالعلماء .
مثل هذه المسالة تستظهر العاطفة كقرينة ، والقرائن محكمة ويستأنس بها كإثبات ، وحجة متعدية في ظهار وجه الحق ، وعلى فضيلتكم ان تنزل العاطفة على هذه المسالة ، فتظهر عاطفة الأبوة بجلي ووضوح . أستأنس فضيلته بما ذهب إليه المسن من رأي ، واستأذن بالانصراف ، فرفض منهما الأنصراف متعللاً غداهما طاح وبتل ، وبعد وجبة الغداء انصرفا.
لما جاء موعد الجلسة والحكم بان أهل الخبرة والقيافة تعذر عليهم تحديد معالمها أيهما تلحق به باعتبارها طفلة صغيرة سوف يتم إيداعها في دار الرعاية الحكومة حتى تبلغ العاشرة من العمر لينظر أهل القيافة أقدامها أيهما تلحق به ثم ينطق بالحكم الشرعي ، فلم يمانع الأول " المدعي " ورفض الثاني المدعى عليه ، وجادل جدالاً مستميت بخلاف نظيره ، ولما رى الطرف الثاني " المدعى عليه " عقد العزم فضيلته على تسليمها دار الرعاية طلب من فضيلة ان يكون معها ، وهنا حصحص الحق ، وظهرت عاطفة الأبوة ، وتأكدت لفضيلته ، فحكم للثاني بأبوته لها وتسليمه أبنته وصرف النظر عن دعوى المدعي الأول .
ياسادة القضاة يواجهوا دعاوي يحتار النظر فيها مالم يكن فطين والفطنة ثلثي العقل والثلث الأخر الاستشارة والاستئناس بأهل العقول والرأي . رجل يدري انه يدري فذلك عارف فشاوروه المشورة ، فالدراية خبرة ضمنية نادرة .
- أمير منطقة حائل يستقبل وزير السياحة
- إدارة تعليم المذنب تحتفي باليوم العالمي للطفل
- حرس الحدود بجازان ينقذ مواطنين تعطلت واسطتهما البحرية في عرض البحر
- تنفيذ حكم القتل تعزيراً بعدد من الجناة لارتكابهم جرائم إرهابية
- النيابة العامة تعلن عن تدشين “غرفة الاستنطاق المخصصة للأطفال”
- «الحياة الفطرية» تطلق 26 كائناً مهدداً بالانقراض في متنزه السودة
- تستمرّ للثلاثاء المقبل معلنة دخولَ الشتاء.. جولة مطرية جديدة يصحبها انخفاض بدرجات الحرارة بمعظم المناطق
- لاستبدال 250,000 مكيف.. “موان” يعلن إطلاق ثالث مراحل مبادرة “استبدال”
- «الجنائية الدولية» تصدر مذكرتي اعتقال لنتنياهو وغالانت
- “حساب المواطن” يعلن صدور نتائج الأهلية للدورة 85 لشهر ديسمبر القادم
- من مخاطر داخل المنزل تهددهم.. “المدني” يؤكد أهمية المحافظة على سلامة الأطفال
- “الهيئة العامة”: كود الطرق وضع معايير وشروط لتصميم وتركيب مطبات السرعة
- بوضعية خارج الرحم.. “سعود الطبية” تنقذ جنينًا بحالة حمل نادرة في الأسبوع الـ26
- «الطيران المدني» يُصدر تصنيف مقدِّمي خدمات النقل الجوي والمطارات لشهر أكتوبر الماضي
- الزكاة والضريبة والجمارك تدعو وسطاء الشحن إلى الاستفادة من الخدمات الجمركية المقدمة في المنافذ البحرية
بقلم_خالد بن حسن الرويس
ستة على ستة – ٣٥ –
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3537373/