عرّف علماء الفكر والفلاسفة الفكر بأنه (الحركة الذهنية ما بين المعلوم والمجهول)، وأنا أقول أننا نعيش بهذه النقطة بين المعلوم والمجهول، وما يحدد كيفية عيشنا لحياتنا هي كيفية تفكيرنا فهل نحن نسير نحو المعلوم أو نحو المجهول، طبعاً لكل إنسان عالمه الداخلي وعالمه الخارجي وله حريته وإرادته ويتحمل مسؤوليته، وإذا كان الفكر هو الحركة بين المعلوم والمجهول فهو أيضا أداة الاتصال بين العالم الداخلي والعالم الخارجي وإذا وضعنا ( المعلوم والمجهول، والعالم الداخلي والعالم الخارجي ) في عملية واحدة أصبح الفكر هو محور العملية، ويوجد أمامنا حسب العملية السابقة اتجاهين وقناتين أتجاه للمعلوم واتجاه للمجهول وقناة داخلية وقناة خارجية، فإذا كان اتجاه الفرد نحو المعلوم ربما تتوقف حياته وهو حي ولا غرابة بذلك لان الحياة يمكن أن تعاش بدون وعي وبدون فكر وإذا كان يمتلك الوعي والفكر ربما يصاب بالمشاعر السلبية تجاه الامور الإيجابية الجديدة التي تظهر له من المجهول لأنه مستهلك للفكر وليس منتجاً له، وفي هذه الحالة يبقى في دائرة مغلقة لا يستطيع تجاوزها،
ويفقد الكثير من قدراته الادراكية ويتوقف أيضا تطور وحداثة طرق ممارسته لاختصاصه ومجاله عند حد معين، وينفذ ما لديه من معرفة لأن حجم الفقد في الجانب المعرفي المتجدد لديه كبير جدا في ظل هذا التسارع المعرفي الحالي حتى في أبسط الأمور ربما يبتلى بالحيرة وكثرة الانبهار أمام المجهول ويسلك طريق الميكافيلية ليعيش حياته ،
لكن عندما يتجه الفرد نحو المجهول ويكتشفهُ يبدى يتدفق المجهول نحو الفرد ويشعر الفرد بحياة الاكتشاف ومتعتها ولذتها حتى في أبسط الأمور وكلً حسب مجاله ويبدى يتحول المجهول لمعلوم ويستطيع إيجاد مجهول أخر من هذا الذي كان مجهولًا سابقًا ويبدى ينتقل الفرد حتى يصل لمرحلة الفكر المستنير والإبداعي والافق المتسعة ويعلو سقفه الفكري ويصل لرحاب فكرية لم توطئ بعد ويصبح تفكيره سوناري وتتغير طريقة تفكيره حتى خارج مجاله وحتى مع أضداده،
إما المعوقات الفكرية أعتقد أنها تكمن في الخلط بين الاتجاهات والقنوات بمعنى عدم الفصل بين العالم الداخلي والعالم الخارجي والموضوع، فكل ما نراه وما نفكر به هو يأتي لنا من عالمنا الخارجي ويتصل بعالمنا الداخلي لكن ليس له علاقة لا بعالمنا الداخلي ولا بعالمنا الخارجي هو مرتبط بالمعلوم والمجهول، وهذا هو بالضبط ما يجعل المرء فطريًا يُمسرح الاحداث والمواقف الخاصة به على كافة البشرية أو يسقط جميع أحداث ومواقف البشرية عليه وربما ينتهي به الحال الى إقفال الباب خلفه ويصبح مرتدا معرفيًا وفكرياً، ولمنع ذلك الخطر من الحدوث يلزم الحصول على وصفة بموجبها تصرف كبسولة التوازن في الحياة ،وللحصول على الوصفة لا بد من فهم العالم الداخلي والعالم الخارجي والاتجاه نحو المجهول فهذا يشعر الفرد بالعمل بمعية ذاته وبالحميمية والتآلف والتماثل مع الذات ويشكل اللوجو الذي يميزه عن غيره ويجعله يتعايش معهم بسلام وود، ومن حسن الحظ أنها لا مكان ولا وجود لها ولا يمكن صرفها أو منعها إلا من الفرد نفسه.
وفي الختام هذه الكبسولة لا تؤخذ بين غمضة عيناً وانتباهها بل هي بحاجة لأدوات تغيير جذرية وممارسات يومية تستمر لفترة زمنية ويمكن لهذه الأدوات أن تزيح الوهم والتلفيق وتنتج إعمال واقعية فردية ومتفردة ومتميزة تتسم بالحرية والإرادة والمسؤولية والخصوصية والفكر الإبداعي المستنير ، وتصلح وتناسب جميع المجالات وفي ابسط الأمور وأقل المستويات وايضاً أعقد الأمور وأعلى المستويات.
- «السوق المالية»: إدانة عضو مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي -سابقاً- لشركة «ثمار» بمخالفة نظام الشركات
- “التجارة” توضح البيانات الواجب تضمينها في طلب القيد في السجل التجاري
- السعودية تحقق المركزين الـ14 عالمياً والأول عربياً في المؤشر العالمي للذكاء الاصطناعي من بين 83 دولة
- عقب اعتماد مؤسسة الملك سلمان غير الربحية.. خادم الحرمين مغردًا: الاستثمار في الإنسان نهج دائم سنستمر عليه دائمًا
- بلدية محافظة الاسياح تنفذ فرضية استباقية لمواجهة خطر السيول والأمطار
- فتح باب القبول الموحد للعمل بقطاعات وزارة الداخلية للكادر النسائي
- 5 خطوات.. “المرور” يتيح استعراض البطاقة الجمركية بنسختها الرقمية عبر “أبشر”
- رحلة عبر وطن واحد.. مقطع مرئي يحتفي باليوم الوطني الـ94
- “الغذاء والدواء” تدحض شائعة أن مشروب جذور الهندباء هو بديل صحي للقهوة
- فرع وزارة الصحة بحفرالباطن يُفعل اليوم العالمي لسلامة المرضى بعدد من الفعاليات
- بلدية محافظة الرس تطرح فرصة استثمارية
- واتساب تختبر مزايا جديدة في الحالات
- “تصرف خاطئ”.. “النمر” يحذر من الصيام الطويل قبل إجراء التحاليل: 3 تداعيات
- «زاتكا» تدعو المنشآت إلى تقديم إقرارات ضريبة القيمة المضافة عن شهر أغسطس
- “التجارة” تدعو للإبلاغ عن التخفيضات والعروض الوهمية عبر تطبيق “بلاغ تجاري”
محمد بن سويد الرشيدي
الحياة بين المعلوم والمجهول
27/01/2023 12:09 م
محمد بن سويد الرشيدي
0
388510
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3537082/