يعتقد البعض من الناس بأن التخطيط قاصر فقط على الأعمال الإدارية والقيادية وعند تشييد المباني السكنية والخدمية وغيرها من المشاريع البلدية والحيوية، ولكن بالتعمق في معاني هذا المصطلح ودلالاته البعيدة نجده يشمل كافة مجالات الحياة، وما الزواج إلا أحدها إن لم يكن أهمها على الإطلاق، لكونه يُعد اللبنة الأساس لبناء الأسرة، والتي متى ما توافر لها الأمن والاستقرار والهدوء والسكينة وكل ما يؤمن لها لقمة العيش الهنيئة والرغيدة تهيأ لها فرصة تربية الأبناء ورعايتهم ومتابعتهم وتوجيههم واعدادهم للحياة العملية على نحو من الخلق الكريم والعمل المخلص الذي يعود عليهم وعلى أسرهم ومجتمعهم وأوطانهم بعميم النفع والفائدة، فمما هو مُلاحظ على كثير ممن يقدمون على الزواج لم يأخذوا في الحسبان مدى الأهمية القصوى للتخطيط، فلمجرد توصلهم لفتاة بالغة أو أرملة أو مطلقة بطريقة أو بأخرى سرعان ما يتوجهون لخطبتها وإجراء ما يلزم لنكاحها بدءً من دفع المهر وانتهاءً بحفل الزواج مروراً بتوفير السكن وتأثيثه وتجهيزه ومبتدعات أخرى لا أصل لها في دين الله الإسلام حتى إذا ما مضى على زواجهم سنوات قليلة أو أيام معدودات أحياناً حصل ما لم يتوقعوه من مشاكل قد تفضي للطلاق، إما لعدم التوافق الفكري أو التعليمي أو الثقافي أو الاجتماعي، أو لافتقارهم لأهم مُرتكز لديمومة الحياة الزوجية السعيدة فيما بينهم ممثلاً في التفاهم والتسامح والتغاضي عن الهفوات والزلات والسقطات، أو لعدم فهمهم الحقيقي والفاعل لما يُمثله الزواج من سكناً لهم ومودة ورحمة وشراكة وتعاون على البر والتقوى كما في بينه القرآن الكريم بقول الله تعالى ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) بالإضافة للمقدرة المالية والنفقة والتي بالكاد ستتضاعف مع كثرة الإنجاب وما يحتاجه الأبناء من أكل وشراب وملبس وترفيه وتعليم وتربية كما أسلفنا وأجهزة تقنية وسيارات لكبارهم تفرضها الحياة المعاصرة، أما بالنسبة للمُعددين فيتوجب عليهم العدل والمساواة بين زوجاتهم مصداقاً لقوله تعالى ( فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً ) والنأي بأنفسهم عن التقليد الأعمى لما ينتج عنه من مشاكل قد تفضي إلى الإنفصال أحياناً، وهو ما استنتجناه من خلال تتبعنا لهذه القضية عبر مواقع اجتماعية متخصصة في الشبكة العنكوبوتية، فضلاً عن وقوفنا الفعلي على أكثر من حالة في هذا المنحى، كذلك الجار القديم الذي تزوج بثالثة على الرغم من تقدمه في السن ودخله الشهري الميسور الحال ولديه أولاد وبنات كُثر، لا لشيء سوى أن أحد أصدقائه تزوج قبله بثالثة، وأنه على حد تعبيره ليس بأشجع منه بعد أن غاب عن بصيرته بأن صديقه هذا يملك وفرة مالية بحكم مزاولته التجارة، ولديه أدوار سكنية، وأصغر منه سناً، بينما أقدم شخص آخر على التعدد من باب الوجاهة، متجاهلين بذلك بأن المقاصد الشرعية من الزواج لا تتوقف عند حد المتعة فحسب ( خذ طلق ) وإنما تتجاوزها إلى كل ما يحقق الأهداف المرجوة من الزواج كما أسلفنا، والذي أعتبره القرآن الكريم ميثاقاً غليظاً وبالتالي ما أحوجه للتخطيط السليم والاستفادة من تجارب الغير، واستخارة الله عز وجلّ كما في الأثر "ما خاب مَن استشار، ولا ندم مَن استخار" علاوة على البحث والتحري والتأني والتأكد قبل الإقدام على الزواج أياً كان نوعه من خلو أحد طرفي هذه الشراكة من الأمراض النفسية غير القابلة للعلاج أو تعاطي المخدرات أو البُخل الشديد أو الرضاعة لا سيما من الأقارب، وكذلك في حالة الزواج من الخارج وما قد يترتب عليه من تشتت الأبناء وضياعهم إذا ما وقع خلاف بين الطرفين أو وظروف طارئة بين البلدين، ناهيكم عن شمولية المشاكل واتساع دائرتها في حالة زواج عدد من الأشقاء أو الأصدقاء أو الزملاء من أسرة واحدة، وما قد يُؤديه هذا النهج من توترات بالغة فيما بينهم ولربما قطيعة رحم وأمور أخرى لا تحمد عقباها، بخلاف ما كانوا عليه من علاقات طيبة وحسنة قبل زواجهم من هذه الأسرة تحديداً، ولكل قاعدة شواذ، والتخطيط يعني في أبسط تعريف له التنبؤ بالمستقبل على ضوء إمكانات الحاضر، وأن نتائجه عادة ما تكون إيجابية ومُثمرة إذا ما انطلق من أسس صحيحة وسليمة، وليس من واقع اجتهادات ومساعي تقليدية أو عشوائية قال تعالى ( أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَىٰ وَجْهِهِ أَهْدَىٰ أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) سائلين الله أن يوفقنا جميعاً لما يحبه ويرضاه، وممن ( يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ).
- أمير منطقة حائل يستقبل وزير السياحة
- إدارة تعليم المذنب تحتفي باليوم العالمي للطفل
- حرس الحدود بجازان ينقذ مواطنين تعطلت واسطتهما البحرية في عرض البحر
- تنفيذ حكم القتل تعزيراً بعدد من الجناة لارتكابهم جرائم إرهابية
- النيابة العامة تعلن عن تدشين “غرفة الاستنطاق المخصصة للأطفال”
- «الحياة الفطرية» تطلق 26 كائناً مهدداً بالانقراض في متنزه السودة
- تستمرّ للثلاثاء المقبل معلنة دخولَ الشتاء.. جولة مطرية جديدة يصحبها انخفاض بدرجات الحرارة بمعظم المناطق
- لاستبدال 250,000 مكيف.. “موان” يعلن إطلاق ثالث مراحل مبادرة “استبدال”
- «الجنائية الدولية» تصدر مذكرتي اعتقال لنتنياهو وغالانت
- “حساب المواطن” يعلن صدور نتائج الأهلية للدورة 85 لشهر ديسمبر القادم
- من مخاطر داخل المنزل تهددهم.. “المدني” يؤكد أهمية المحافظة على سلامة الأطفال
- “الهيئة العامة”: كود الطرق وضع معايير وشروط لتصميم وتركيب مطبات السرعة
- بوضعية خارج الرحم.. “سعود الطبية” تنقذ جنينًا بحالة حمل نادرة في الأسبوع الـ26
- «الطيران المدني» يُصدر تصنيف مقدِّمي خدمات النقل الجوي والمطارات لشهر أكتوبر الماضي
- الزكاة والضريبة والجمارك تدعو وسطاء الشحن إلى الاستفادة من الخدمات الجمركية المقدمة في المنافذ البحرية
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3534903/