من الطبيعي أن الجميع يمرون بظروف معينة ولكل فرد من هذا الكيان البشري له ظروفه الخاصة وله أمنياته على قارعة طريق الانتظار ، و أيضاً لا نملك جميعاً سوى الانتظار بعدما نرمي بجميع أدواتنا هنا وهناك و يحدث أحدنا نفسه بالأمنيات ، ويقول لعلها ، قد تأتي بشي من رغباتي ولعلها تحقق كل احتياجاتي.
العجيب والغريب أننا جميعاً رغم علمنا بأحوال وظروف بعضنا وحياتنا التي تتشابه إلى حدٍ ما أن لا نعطي الفرصة لأحدنا ولا نحتمل ظروف بعضنا لنسير في دروب الحياة الصعبة يداً بيد لنعبر سوياً جسر المعاناة والألم إلى ضفاف نهر الحياة الجميلة الحالمة لتحقيق السعادة التي ينشدها الجميع رغم تلك الظروف والتي حتماً لا تأتي على رغباتنا بل نراها أحياناً تختار أحلك الظروف وأسوأ اللحظات ثم تأتيك العواصف من كل جانب وصوب فنقف في حالة من الذهول والشرود الذهني ثم لا نملك بعدها إلا الانتظار فلربما بعد غروب الشمس تعاود الشروق مجدداً وبعد فصل الشتاء القارس يأتي الربيع مزهواً بأزهاره، ولعل بعد ظلام الليل يتجلى لنا القمر بنوره الجميل، ولعل ولعل ولعل ومازلنا ننتظر ونعيش على أمل أن تأتي الرياح بما تشتهي الأنفس ولكن مازال البعض منا يتجرع الأحزان والهموم محملة كجبال تهامة فوق رؤوسهم وعلى كواهلهم لا تكاد توشك على النهاية حتى تبدأ العاصفة من جديد فلا يملكون إلا الانتظار والانتظار فقط .
للأسف الحياة في أغلب الأحوال لا طعم لها ولا رائحة عند الكثير وفي كل أحوالها رمادية المظهر فذلك بسبب علاقاتهم التي تغلفها المجاملات و المصالح والماديات والبحث عن الذات والعيش للذات فيعيش الإنسان وحيداً يصارع همومه ومشاكله لوحده فلم يعد الأخ والعم والخال والولد السند كما كان في الماضي بل أصبح كلاً يغني على ليلاه ويرى أن الأقرباء والعلاقات مجرد أعباء على حياته، المهم والأهم مصالحه حتى ولو كانت على حساب حياة الآخرين وسعادتهم.