لكي نقضي على العمل الروتيني المتأصل والمتجذر في بعض المنظمات وكذلك الشخصيات، فلا بد من ان يكون الفهم والوعي قبل القول والفعل، فالروتين ليس فقط في الأداء بل بالفكر والاستبصار واللغة التواصلية وكذلك كيفية فهم الأمور والاشياء ومعانيها وأهدفها والرؤى والماهيات والغايات . فالعمل وسيلة وليس غاية وهذه الوسيلة تعتني بإحياء روح الاتقان والتطوير والتغيير والتحسين باستمرار وفتح أوسع الأبواب للأبداع والابتكار ودعم تكوين عقليات النمو المهنية التي تخلق وتوجد قيمة مضافة وتتميز بأدائها وتتفرد بتنظيم ومزج وتركيب الأفكار الفردية ودمجها ببعضها لتصبح منظومة متكاملة متجه للمصلحة العامة للإسهام بجودة حياة المنظمة، فالموظف والفريق والقسم والإدارة وصولاً لمجالس الإدارات هم كل الاحداث اليومية التي تحدث في المنظمة فالبعض منهم واحيانا بعض المنظمات لا عمل لهم الا تكرار الأخطاء وباسم الروتين أو البيروقراطية وأن التغيير غير مقدور عليه والحقيقة انه لا يُرغب فيه، اذا فهمنا العمل كما ذكرنا في سطري المقدمة فسوف يتم تحويل الكثير الموظفين على الضمان الاجتماعي لان مفهوم العمل لديهم تقليدي ومنتهي الصلاحية ويعتبرون العمل فقط مصدراً للدخل أو للمكانة أو لممارسة السلطة والنهي والامر والرفض أو الموافقة واحياناً يجدون من يشعرهم في أهميتهم ويعتبرهم كفاءة يقتدا بهم والصحيح انه وينطبق عليهم المثل الشعبي (عمياء تمشط مجنونة) ورغم ان نظام العمل السعودي نظاماً واضحاً ومرناً ورغم إتاحته وسهولة فهمه إلا انه غير مفهوم لدى الكثير والسبب هم وليس النظام، فماذا تعتقد من مدير يهدد فريقه بالنظام وموظفين يخافون من النظام هذا تدمير للكيان الشخصي والتشتت وغياب التركيز، لذلك أتمنى من وزارة الموارد البشرية أن تفرض أن يكون فهم نظام العمل شرطاً أساسياً للحصول على وظيفة ويعتبر خط أساس في الثقافة المهنية والأداء السلوكي لكل موظف،
ومن وجهة نظري أن الاستمرار على هذا الحال يؤدي لعدم التوافق النفسي والمعرفي بين الفرد مع نفسه وبين الفرد والتنظيم من جهة أخرى فالحاجة واضحة لإعادة النظر ورفع معايير التقييم وربطها بالمعرفة والوعي التنظيمي والفكر الاستراتيجي، وتفصح كل منظمة بماذا تستطيع عمله على مستوى العملاء الداخليين والخارجيين والعمليات والخدمات والمنتجات لتحقق رؤية المملكة 2030 فالرؤية وسيلة وليست غاية الغاية هي ان تكون المملكة العربية السعودية مُقلَّده وليست مُقلِّدة وان تكون فعل وليس ردة فعل لنشر الخير والسلام والابداع وخلق وإتاحة كل جديد ومفيد للعالم
اذا ارتوت البلاد بفيض علما : فعاجز أهلها يمسي قديراً