مع بداية مباريات كأس العالم بقطر شاهدت كمية من الاستهزاء وجلد الذات والاحتقار والاستهتار بالمنتخبات العربية والخليج على وجه الخصوص والمنتخب السعودي بالذات من مغردين ورياضيين وإعلاميين ومثقفين وكتاب ومتسدحين ومتبطحين في وسائل التواصل الإجتماعي، شغالين استنقاص في منتخبنا ومانقص من الحاقدين والأعداء كمله ربعنا ، حقيقة لم أجد أي تفسير لجلد الذات وتكسير المجاديف إلا أن الكراهية لبعضنا بسبب الفرق أخذتم من النادي الفلاني ولم تأخذوا من نادينا ، وهل سيكون حالنا أفضل بهذه الطريقة. أنا لا أنكر بأننا أمام منتخبات قوية وفرق ذات خبرات عالمية ومدربين محترفين ويملكون كل أدوات القوة إلى الأدوار النهائية أو الحصول على مراكز متقدمة أو الظفر بالكأس ، ونعرف أيضاً كم هُزمت البرازيل وإيطاليا وفرنسا والأرجنتين وغيرها من قبل فرق أقل خبرة ودراية ولكن الإصرار والتحدي يجعل منا شيئا ذات قيمة ولو بعد حين ، الوصول إلى ألف ميل يبدأ بخطوة وخطوات، فكفاية بهذلة واحتقار وطقطقة وخذلان وضحك على بعضنا لابد من استعادة الثقة في أنفسنا ولو بقليل من التفاؤل ولربما يحالفنا الحظ حتى ولو مجرد إسم مشاركة في كأس العالم ، كم فرق سبقتنا بأشواط إلى العالمية وهي الآن بعيدة عن المشاركة.
القلق والخوف والارتباك إذا سيطر على الإنسان دمره ، فكيف بالفرق عندما يدب فيها هذا الشعور السلبي فحتماً ستنهزم ، فإذا منحناهم وزرعنا فيهم الثقة و الحماس سيقاتلون حتى الرمق الآخير ، والفوز والخسارة بعلم الله تعالى، وهذا ما قاله ولي العهد حفظه الله تعالى " العبوا بهدوء واستمتاع ولا نطالبكم بالفوز ".
وحتى الدعاة والناصحين الذين تم دعوتهم للمشاركة والحضور والدعوة إلى الله وهذه تُحسب لدولة قطر والتي قامت مشكورة بدعوتهم للمشاركة ، لم يسلموا من الهمز واللمز، بدعوى الإخونج هؤلاء الإخونج كُسرت شوكتهم ولن تقوم لهم قيامة بإذن الله فهل نقف ضد الدعوة إلى الله لأجل هذه الهترات والظنون مالكم كيف تحكمون، هذه فعالية عالمية وقد لا تتكرر عند العرب مرةً أخرى لا يمنع أن يتم استغلالها لدعوة إلى الله وعبادته وهذا سبب وجودنا في هذا الكون وهو عبادة الله والدعوة إليه ثم التعريف بالإسلام وبالدول الخليجية وبعادات وتقاليد المسلمين العرب خاصة ، حتماً سيمرون بتجارب مشرفة ويأخذون أفكاراً إيجابية عن دولة قطر وعن السعودية المشاركة في هذا الكرنفال الكروي العالمي ، لكن نحتاج إلى جرعات من التفاؤل والنظر إلى أبعد من مجرد كرة أو نادي فالهلاليين يتعصبون لهلالهم والنصراويين إلى نصرهم، والموضوع أكبر من أندية وجمهور فالجميع هنا يمثلون الإسلام ثم الوطن والوطن فقط.
بعد هذا الكم من تكسير المجاديف والتوقعات السيئة لمنتخبنا كيف كان اللعب والنتيجة يوم أمس الثلاثاء عندما أثبت منتخبنا أنه على قدر كبير من المسؤولية والتضحية واللعب الرجولي رغم تشاؤمكم ،بالله باقي لكم وجوه تتكلمون أو تعبرون عن شعوركم بالفرح والذي طبعاً يختلف عما تكن به صدوركم ،
((ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر))
عموماً شكراً بحجم الكون منتخبنا العظيم وشكراً للحارس البطل العويس الذي كذب كل تلك التكهنات وردهم على أعقابهم خائبين، الحمدلله فقد شاهد هذا الحدث العالمي الكبير ما يقارب ملياري نسمة أو أكثر من العالم وتردد إسم السعودية العظمى خفاقاً في كل مكان وتحدثت عنها كل قنوات العالم والقادم بإذن الله تعالى أفضل.