إن عقوق الوالدين من أكبر الكبائر التي تغضب الله سبحانه و تعالى وعواقبها وخيمة على الأبناء في الدنيا والآخرة .
وإنها من المعاصي التي تعجّل بعقوبتها في الدنيا .
وإنها من أشد أنواع العذاب تغلق للعاق أبواب الجنة وأبواب الدنيا .
إن عقوق الوالدين هو عدم الإهتمام بهما وهو كل قول أو فعل يؤذيهما .
فإياكم وعقوق الوالدين فإنه من الكبائر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أدلكم علي أكبر الكبائر قالو : بلي يا رسول الله قال : ( الإشراك بالله وعقوق الوالدين ) " .
فمثلا !
كثيرا منا يهتمون بالبحث عن المال لإسعاد أسرهم
.ويكادون أن يمتلكون كثيراً من الأموال ولكن لم ينفقوا على آبائهم إلا قليلاً .
فتري هؤلاء الأبناء دائماً يشعرون بالشقاء في الدنيا ويعملون ليلاً ونهاراً ولم يتذوقوا طعم الراحة ولا السعادة ولا الإستقرار النفسى ويشكون دائماً من ضيق صدورهم وكثرة همومهم وعدم البركة . تشغلهم حياتهم دائماً بدون أسباب وهذا بسبب عدم برّهم وإهتمامهم بآبائهم .
فإن عقوق الوالدين من الكبائر التي نهانا الله عنها وذلك بقوله تعالي : " وقضي ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً ".
ولقد أوصانا الله ورسوله الكريم علي طاعة الوالدين فلماذا يتم عقوهما لماذا لم نتودد إليهم ويقيما معنا عند الكبر ؟ .
لماذا نبحث عن الأصدقاء وغيرهم لنقضي معهم أوقاتاً طويلة في الخروج والمرح والاستجمام ؟ .
ولم نتذكر آبائنا في خروجنا ومرحنا ! .
وهم أغلي وأعز وأوفي الأصدقاء فهم أصحاب القلوب الرحيمه
.وكثيراً منا يعيش في منزله الخاص بمفرده بسبب ظروف ما !.
فلماذا لا يقيما معنا بعد بلوغهم الكبر . وأنني علي يقين أن وجود آبائنا في بيوتنا بركة ورزق واسع .
أتعجب لقسوة قلوب هؤلاء الأبناء العاقين .
لقد ضاع حق آباؤنا بسبب عدم وجود الرحمة في قلوب هؤلاء الأبناء .
وأناشدكم أيها الأبناء ابحثوا عن السعادة والمال والأصدقاء واعملوا كيفما شئتم ولكن لا تنسوا قول رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام : " ليعمل العاق ماشاء أن يعمل فلن يغفر له " .
وأن العاق بوالديه لا تنفعه صلاته ولا صيامه .
وأن الله سبحانه وتعالى لا ينظر للأبناء العقوق يوم القيامة .
أيها الأبناء عليكم بالبر والإحسان والتودد والإنفاق علي آبائكم لكي يرضى الله عنكم . فعلى كل من ضاقت بهم الدنيا ولاحقتهم الهموم والديون فعليهم ببر آبائهم وإذا أردتم النجاح والسعادة و الإستقرار والبركة فعليكم ببر آبائكم .
ولا تنسوا الدعاء لهم في حياتهم وبعد مماتهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا ترك العبد الدعاء للوالدين فإنه ينقطع عنه الرزق " وقال بعض التابعين : من دعا لوالديه في اليوم خمس مرات فقد أدي حقهما في الدعاء .
أي لابد أن ندعوا لآبائنا في الصلوات الخمس .
( رب اغفر لي ولوالدي رب ارحمهما كما ربياني صغيرا )
اللهم احفظ آبائنا وبارك في أعمار الأحياء منهم وأرزقنا برهم ورضاهم وأرحم من رحل عنا وأوجعنا رحيله وطيب مضاجعهم اللهم أجعل قبورهم رطبة بماء الجنة اللهم امين .
وسام حسني غتوري
خبيرة الإرشاد الأسري