تُعد الأخلاق الفاضلة والسامية والنبيلة والتي تنطلق من المنهج الإسلامي القويم والصالح لكل زمان ومكان من أجمل ما يتحلى بها الإنسان في عموم حياته، ذلك لأنها لا تتوقف عند حد الشخص ذاته، وإنما تمتد بأثرها الطيب والرائع لتشمل عامة الناس من خلال ما تُجسده فيما بينهم من علاقات حسنة وترابط قوي ومحبة دائمة في القلوب، ولذا ما أجدر بالإنسان المُسلم تحديداً من التمسك بها نصاً وروحاً والحرص عليها قولاً وعملاً، ونبذ كل ما سواها من أخلاقيات وسلوكيات وتصرفات شاذة أو سيئة أو حقيرة أو مشينة أو مهلكة، وبما أننا قد تحدثنا مُسبقاً عن أبرز السلوكيات التي ينفر منها الناس في اصدار سابق لهذه الصحيف الغراء، فأنه ليحسن بنا في هذا المقام أن نتحدث عن أهم السلوكيات التي تجذب الناس ومنها ما يلي:
1- الوقوف لهم احتراماً واستقبالهم بالحفاوة والترحاب مُبتدئين بتحية الإسلام لما لها من وقع طيب في خلجات النفس كما في قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ، أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُم، والافساح لهم في المجالس والاستماع لحديثهم دونما مقاطعة والاشادة بما تضمنه من أفكار وعلوم نافعة أو أخبار سارة، علاوة على تقديم واجب الضيافة لهم دونما مبالغة لكي لا يتحول ذلك إلى تنافس أو تباهي، يترتب عليه دفع مبالغ مالية باهظة تجعل البعض منهم غير قادر على المُسايرة، وما ينجم عنه غالباً من انكماش في تبادل الزيارات أو توقفها نهائياً نتيجة لذلك.
2- التواضع الجم والمقابلة الحسنة بوجه طلق ومُبتسم كما في قول النبي صل الله عليه وسلم: تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ صَدَقَةٌ، وقوله أيضاً: لا تحْقِرَنَّ من المعرُوفِ شيْئًا ولوْ أنْ تلْقَى أخاكَ بوجْهٍ طلْقٍ، وفي الأمثال العربية لاقيني ولا تعشيني بالإضافة لمصافحتهم بروح عالية لما فيها من انعكاسات طيبة على المشاعر، وكسب الأجر والمثوبة من عند الله تبارك وتعالى كما في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَلْتَقِيَانِ فَيَتَصَافَحَانِ إِلَّا غُفِرَ لَهُمَا قَبْلَ أَنْ يَفْتَرِقَا.
3- مُناداتهم بأحب الأسماء والألقاب إليهم، كأن تقول لأحدهم يا أبا محمد، يا أستاذ، يا دكتور، يا معالي، يا سعادة، يا فضيلة، يا شيخ بحسب ما تعارف عليه المجتمع من منطلق مكانتهم العلمية أو الأدبية أو الاجتماعية أو مناصبهم الوظيفية، فلقد كان نبينا صل الله عليه وسلم يطلق على أصحابه رضوان الله عليهم ألقاباً مُحببة لأنفسهم وتشعرهم بمدى أهميتهم ومكانتهم في المجتمع ومن ذلك على سبيل المثال أنه لقب أبو عبيدة عامر بن الجراح بأمين الأمة، وخالد بن الوليد بسيف الله المسلول، وعمار بن ياسر بالطيب المطيب، رضوان الله عليهم أجمعين، أما سوى ذلك فينبغي الأبتعاد عنه بالكلية امتثالاً لقول الله تعالى ( وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الأسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ ) وقوله أيضاً ( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ) بدلاً من الإهانة والسخرية والاستخفاف بمشاعرهم والتقليل من شأنهم بأي طريقة كانت.
4- تفقد أحوالهم والسؤال عنهم ومُساعدتهم إذا ما احتاجوا لذلك مع ملاحظة أنه ليس بالضرورة أن تكون هذه المساعدة مالية، وإنما قد تكون في أمور أخرى تُساهم في استقرار حياتهم كالتغلب على مشكلة أسرية أو صحية أو نفسية، بالإضافة للإحسان إليهم كما قال الشاعر( أحـسن إلـى الناسِ تَستعبد قلوبهم* فـطالما اسـتعبدَ الإنـسان إحسان) وكذلك المحافظة على أسرارهم، ومناصرتهم وقتما يقع عليهم الظلم استجابة لقوله صلى الله عليه وسلم( أنصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا، فقال رجلٌ: يا رسولَ اللهِ، أنصرُه إذا كان مظلومًا، أفرأيتَ إذا كان ظالمًا كيف أنصرُه ؟ قال: تحجِزُه، أو تمنعُه من الظلمِ فإنَّ ذلك نصرُه) والحرص على مُشاركتهم أفراحهم وتقديم الهدايا لهم على قدر المستطاع ( تهادوا تحابوا ) وأيضاً في أتراحهم كما في الحديث حَقُّ المُسْلِمِ عَلَى المُسْلِمِ خَمْسٌ ومنها: وَعِيَادَةُ المَرِيضِ، وَاتِّبَاعُ الجَنَائِزِ.
5- مدحهم والثناء عليهم متى ما قاموا بأعمال خيرية أو إنسانية أو إنجازات وخدمات عامة من باب التشجيع والتقدير والمؤازرة وانساب الفضل لأهله، وفي حالة الممازحة، ينبغي أن تكون خفيفة وبمنأى عن السفاهة عوضاً عن أي كلام يُؤدي إلى ردة فعل قاسية أو عنيفة كقول ذلك الزميل لزميله لقد سمعت اليوم بأن المدير أصدر قراراً بنقلك، فسقط في لحظتها مغشياً على الأرض.
6- الرفق بهم كما في قوله صلى الله عليه وسلم: ما كان الرِّفْقُ في شيءٍ إلَّا زانَه، ولا نُزِعَ من شيءٍ إلَّا شانَه، ومداراتهم والتركيز على ما يظهر عليهم من سلوكيات إيجابية ومدحهم عليها، والتغاضي عن زلاتهم وسقطاتهم والتماس العذر لهم متى ما حدث منهم خطأ أو قصور، ومعالجة ذلك بطرق غير مباشر، أو لاذعة وعلى انفراد حفاظاً على مشاعرهم وكرامتهم كما قال الشاعر: تَعَمَّدني بِنُصحِكَ في اِنفِـرادي * وَجَنِّبني النَـصيحَةَ في الجَماعَة * فَإِنَّ الـنُـصحَ بَينَ الـناسِ نَـوعٌ * مِنَ التَوبيخِ لا أَرضى استِماعَه.
فاجتذاب الناس للنيل من محبتهم ليس بالأمر الهين، ما لم يتمتع الشخص بصفات الحكمة والحلم وبعد النظر ونقاوة القلب من الحقد والحسد فضلاً عن التسامح والصبر وعلو الهمة وعدم الالتفات لصغار الأمور أو تفخيمها وهي لا تستحق ذلك بالإضافة للقدرة على الإقناع والحوار الهادف والبناء مُعتبراً مؤسس عيادة ليس جبلين للعلاقات الإنسانية: بأن اجتذاب الناس يُمكن أن يتم من خلال ثلاثة طرق أولها: تقبلهم بحسب الوضع الذي هم عليه، وثانيها: قبولهم ومجاملتهم ومُسامحتهم على قدر المُستطاع، وثالثها: تقديرهم والثناء عليهم وقتما يقومون بعمل إيجابي وناجح.
- الأهلي يواصل عزف لحن الانتصار .. ويعبر محطة العروبة
- بعد تدخل الوسطاء.. إسرائيل تتراجع وتحدد موعد إطلاق الأسرى الفلسطينيين
- السلطات الأمريكية: لا ناجين من حادثة تصادم الطائرات
- النصر يتوصل لاتفاق مع الكولومبي جون دوران لضمه من أستون فيلا
- القيادة تهنئ أحمد الشرع برئاسة الجمهورية العربية السورية في المرحلة الانتقالية
- سوق الأسهم السعودية يغلق منخفضًا عند مستوى 12415.49 نقطة
- الجيش السوداني يطلق عملية لتحرير مدينة بحري
- ضبط استراحة مخالفة استغلت للغش في أسماء وعلامات تجارية لشركة دواجن وهمية
- تحديث أمني لـ”أندرويد” و”جوجل بلاي” يؤدي إلى حظر 2.3 مليون تطبيق
- “هيئة الأمن السيبراني” تطلق المرحلة الثانية من برنامج الابتعاث الخارجي للدراسات العليا
- وزارة التجارة تتيح إصدار تراخيص تخفيضات رمضان وعيد الفطر إلكترونيًا
- مركز التنمية الاجتماعية بمنطقة حائل يفعّل برنامج “مهارات قوة الشخصية والثقة بالنفس”
- الأبقار أم الإبل؟.. دراسة أسترالية تكشف الحليب الحيواني الأكثر فائدة!
- أمانة القصيم تستعرض إنجازاتها لعام 2024 بإبرام عقود استثمارية بقيمة 740 مليون ريال
- الديوان الملكي: وفاة الأميرة وطفاء بنت محمد آل عبدالرحمن آل سعود
عبد الفتاح أحمد الريس
سلوكيات تجذب الناس
26/10/2022 11:31 ص
عبد الفتاح أحمد الريس
0
285171
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3525503/