مواطن سعودي توافرت فيه المواطنه ، وحرصه الشديد على معرفة أموره الدينية ( الروحية او العقدية ) والدنيوية ، وحرصه باهتمام على انسان الوطن ، وعلى الوطن . يسعى ماوسعه المسعى بفعل الخير ماوسعه المجهد .
هذا الإنسان المولود بين الدخول وحومل في خريف عام ١٣٥٤ هجرياً . لا يملك من حطام الدنيا سوى نويقات وخيمة ، وبعض من الغنم ، ونية صادقة وعزيمة قوية ، وحب التفقه . صاحب نوق دون الزرفول ، وأكثر من حثلول ، أنقص منها قليلاً . تجب فيها الزكاة بنت لبون من الإبل ، وايضاً من الغنم ( ماعز وضأن ) ، فالماعز والضأن كليهما على مفردها دون نصاب الزكاة ، وإذا جمعهما اكتمل نصاب الزكاة شاة واحدة . يتنقل بها بين المراعي ، وموارد الماء ، ويختار البيداء الخصبة ذات المراعي الجيدة لها وقع ، واثر في حال مواشيه ، ويتردد بها بين مواقع عدة متنقلاً من موقع لموقع أخر من شرق سجا ( شفاء نجد وعاليته ) إلى غرب أطراف حرة مدركة ورهاط ( بها عين النبي عليه أفضل الصلاة والسلام نضاخة بالماءالزلال ) ، ومن شمال حرة المهد إلى جنوب أطراف الوديان ( دجنة تربة حالياً - والخرائم الخرمة حالياً - ووقف رنية حالياً ) وينعت بالوبال حيناً ، وبالشاوي حيناً أخر ، والوبال ( وصفاً يطلق على مجاورة او أمتلاك الإبل أو رعيها ) حرصه الشديد وعنايته بها ، والشاوي راعي قطيع الغنم ، وأغنامه أخلاط بين ماعز وضأن مختلطه ، وكانت هذه الإبل والغنم مصدر دخله ، ومنايحه . ينفل منها من لا منيحة له المجاورين ، ويكرم منها ضيفانه ، ويمد بها المترفدة ، وعانية المتزوج من أفراد جماعته ، واوشاج الدم ، ومعارفه ، ويدفع زكاتها لعاملة الدولة ( المزكية ). ولما ظهر أول الأمر طريق مكةالمكرمة/الرياض المعبد عام ١٣٨٠ هجرياً ، ويعرف هذا الطريق بالقار ، وينعت بالداب الأسود . تسير على ظهره المركبات مختلفةً الأشكال والأحجام ، ومتفاوته السرعة ، ويتنحى عن الطريق المعبد بعيداً خوفاً على إبله ، وعلى المركبات ، ومن فيها باعتبار الطريق المعبد من المهددات للابل ، وتعد الإبل من المخاطر على المركبات مع الفارق قائدي المركبات بعقول ، والإبل بهائيم لا عقل لها . لاسيما في الليلة شديدة السواد إذًا أجتمع سواد الإبل والليل والطريق قد تنعدم الرؤية لدى قائد المركبة ، ويلتطم بها ، وتفرز نتائج الالتطام ضحايا أرواح الركاب ، وتلف المركبات والإبل .أخذت الطرق المعبدة تتزايد يوماً بعد يوم بإيصالها للقرى والطوارف . فأنتقل لحرة مدركة بين ذات عرق ( ميقات أهل نجد والعراق ) جنوباً ، وكشب شرقاً ، والمحاني شمالاً ، ومدركة غرباً ، وماشيته تتدرج ، وترعى في اكناف سلسلة جبال صبر ، والطراة وبس ثم جاء تعبيد طريق عشيرة المحاني ، فنحصر بين البركة ومدركة والطراة وذات عرق ، وأخذ يتدرج بمواشيه ومنازله بين أودية البركة والغيثاء ووطاط وحماة والرهيان والفرد والرواضة والقرين( الجبل الأبيض) فالبركة والغيثاء مدارك الذيبة حواتم عتيبة الهيلا ، ووطاط وحماة مدارك العوالي رماة عتيبة الهيلا تنعت العوالي (مايخطي رمايهم ) والرهيان مدارك المباريك ومابين ام الهشاشة والرواضة مدارك الاساعدة كنز عتيبة الهيلا ورجال دولة ، والرواضة مدارك الحفاة خيالة عتيبة الهيلا ، والقرين مدرك العطيات ترثة عتيبة الهيلا ، ويشاطرها كافة فخوذ وبطون وخوامس المقطة في النعت السابق ، وكان يتدرج بمواشيه فيها بين مواردها ومراعيها ، ويوثر الاستقرار بها ، وقد دق عظمه ، وتخلله الضعف ، وفي صيف عام ١٤٢٥ أعتمد طريق مدركة البركة يربط بين عشيرة والمحاني بمسافة مائة كيلاً ، وتطرقه اليأس بطيب الإقامة ، وتوظف أبناءه بالوظائف الحكومية العسكرية والمدنية بالمدن المجاوة ( جده ومكة والطائف ) البعض معلمي التعليم العام ، والبعض الأخر أكاديميين ، والأخريين في قطاع العسكر ، واستقروا بالمدن ، والبنات تزوجن ، وبقي بمفرده وعجوزه ، وراعيه المقيم الذي يخدمه ، وأسعار الأعلاف ارتفعت وتزايدت كيس الشعير من ريالين ، واخذ يتضاعف تضاعفاً هندسياً ( ٢-٤-٨-١٦-٣٢-٦٤ ) ولا يستطيع تضريم الإبل والغنم سوياً لارتفاع تكاليف الضرمة وبارتفاع تكاليف الأعلاف ، وليس هناك مصادر دخل سواها ، ولم توجد شركات محلية تستقطب منتجات المواشي من الحليب والسمن وأوبارها ، ومخلفاتها من الروث واضلافها وغيرها ، فالاحرى ان تكون هناك شركات محلية تعنى باقتصاديات البادية . وتدرب أبناءها على منتجات الماشية وصناعة ما يستحلب منها ، واصلاح آلياتها ، وخلق فرص عمل لأبناءها . مما دفعه اتخلص أولاً من الإبل ببيعها ثم بعد فترة اتبع الغنم الإبل ، واحتفظ بالقلة من الغنم في ظاهرة الحلاة بين سديرة والعرفاء ، واستبدل العمود والخيمة بالقصروالفلاحة من أجل يكون قريباً من الخدمات الصحية والأسواق وغيرها من خدمات ، وأخذ يفرغ أوقاته لسماع الوعاظ ، وتتبع الدعاة في الجوامع والمساجد ، والمحاضرات الدعوية ، وحلقات الذكر ، وتكونت حصيلة لاباس ، وثقافة إسلامية جيده ، وفي احد مواسم عيد الأضحى . تجمع عنده أولاده وأحفاده في إجازة عيد الأضحى المبارك من أجل العيد معه وذبح نسكهم من الضحايا ، وفي جلسة بين أولاده وأحفاده عصرية في فناء داره وأوشكت الشمس على المغيب أخذ يطرح أسئلة ما أول مافرض الله على بني أدم ؟ واختلفت الإجابات وتباينة إلا البعض ثم تبسم قليلاً وقال: تباينت إجاباتكم واختلافها ، يلم عن ضحالة ثقافتكم الاسلامية والعقيدة ، وأنتم جزء من أمة الإسلام ومن مجموع الاجزاء بتضح ضحالة وضعف الأمة الإسلامية وخورها وهوانها على الأخرين وتسلط اعداءها عليها وفرض ثقافتها واقتصادها وعملتها في التجارة والعلاقات الدولية ، وهذه نتائج فاقد هوية الثقافة الإسلامية. إن أول مافرض الله على أبن ادم الكفر بالطاغوت ، والكفر عكس الإيمان ورسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام يستعيذ من سبعين امراً بقوله: ( اللهم اني أعوذ بك .. ) على سبيل الحصر كمايلي :
ا- الخور والضعف :
١- العجز ٢- والكسل ٣- والجبن ٤- والبخل ٥- والهرم ٦- والقسوة ٧- والغفلة ٨- والعيلة ٩- والذلة ١٠- والمسكنة .
ب- الضلال والكفر :
١- الفقر ٢- الكفر ٣- الشرك ٤- الفسوق ٥- الشقاق ٦- النفاق ٧- السمعة ٨- الرياء ٩- الصم ١٠- البكم .
ج- المرض :
١- الجنون ٢- الجذام ٣- البرص ٤- وسىء الأسقام ٥- غلبة الدين ٦- قهر الرجال ٧- زوال النعمة ٨- تحول العافية ٩- فجاءة النقمة ١٠- جميع السخط .
د- الإهانة:
١- جهد البلاء ٢- درك الشقاء ٣- سوء القضاء ٤- شماتة الاعداء ٥- الهم ٦- الحزن ٧- أرذل العمر ٨- عذاب القبر ٩- النار ١٠- الشيطان .
ه- الفتن :
١- فتنة الدنيا ٢- فتنة الدجال ٣- فتنة المحياوالممات ٤- فتنة المآثم والمغرم ٥- فتنة الغنى ٦- الفتن ٧- جارالسوء ٨- الخيانة ٩- الجوع ١٠- شر النفس .
و- الردم :
١- الهدم ٢- الغرق ٣- الحرق ٤- الموت لديغاً ٥- شر الريح ٦- الضلال ٧- الجهل ٨- الظلم ٩- الزلل ١٠- علم لا ينفع .
ز- أفاة القلب :
١- قلب لا يخشع ٢- نفس لا تشبع ٣- دعوة لا تستجاب ٤- عين لامة ٥- الهامة ٦- منكرات الأخلاق ٧- شر ماخلق ٨- الحاسد اذا حسد ٩- النفاثات في العقد ١٠- الموت مدبراً .
هذه سبعون كاملةً .
ياسادة انتهى وعظه لأبناءه وأحفاده ، وهذه أحد ثمار حلقات الذكر ، مصداقاً لقول رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام إذا مررتم برياض الجنة فرتعوا قالوا وما رياض الجنة قال عليه الصلاة والسلام : حلقات الذكر .
لا حدس هذا الادمي كان ينعت في وسطه الاجتماعي ( لا هم إلا الأخرة) من كثرة مايقولها ويرددها .
ان من كان همه الله ، والأخرة كان في عناية الله ، وصلاح عقبيه ، فأولاده صالحين وبناته فالحات مع الزواجهن بحسن التبعل والعشرة الزوجية . في داره يقصده نظائره القاطنين حوله بعد كل صلاة فجر من أجل احتساء القهوة ، وحليب الغنم المفوح وتناول المفروكة مكونه من البر بالسمن والعسل يدبس السمن من خلال أصابعهم كعادة اعتادها على الدوام طاب ذكره ودامت حياته بما يحبه الله ويرضاه .
بقلم/ خالد بن حسن الرويس
- “حساب المواطن” يعلن صدور نتائج الأهلية للدورة 85 لشهر ديسمبر القادم
- من مخاطر داخل المنزل تهددهم.. “المدني” يؤكد أهمية المحافظة على سلامة الأطفال
- “الهيئة العامة”: كود الطرق وضع معايير وشروط لتصميم وتركيب مطبات السرعة
- بوضعية خارج الرحم.. “سعود الطبية” تنقذ جنينًا بحالة حمل نادرة في الأسبوع الـ26
- «الطيران المدني» يُصدر تصنيف مقدِّمي خدمات النقل الجوي والمطارات لشهر أكتوبر الماضي
- الزكاة والضريبة والجمارك تدعو وسطاء الشحن إلى الاستفادة من الخدمات الجمركية المقدمة في المنافذ البحرية
- بعد 60 يوماً لانتهائها.. “المرور”: غرامة التأخير عن تجديد الرخصة 100 ريال للسنة
- واحة بريدة .. تظفر بالبورد الألماني
- تقرير تقني يحذّر.. لا تحمّل صور أشعتك الطبية إلى روبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي
- فرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بحائل يفعّل مبادرة “الموظف الصغير” احتفالاً بيوم الطفل العالمي
- تلوث الهواء.. وراء الإصابة بأمراض التوحد ؟
- تجنب الانشغال بالتصوير.. 8 نصائح عند الطواف حول الكعبة تبرزها “الحج والعمرة”
- “حساب المواطن”: مستند عقد الإيجار لإثبات الاستقلالية لا بد أن يكون “ساري المفعول” وباسم المتقدم بالطلب
- السائل النخاعي.. هل يصبح علاج «الشقيقة» ؟
- الزميل محمد السبيعي يباشر العمل على كتابه الثاني رموز و تراث من رنية”
بقلم/ خالد بن حسن الرويس
سته على سته – ١٦ –
(0)(1)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3525044/
التعليقات 1
1 pings
ابو فهد
24/10/2022 في 10:05 م[3] رابط التعليق
لم تغيره دنياه عن اخرته هذا هو المواطن المسلم
شكرا استاذ : خالد على هذا الموضوع
الرائع
(0)
(0)