مما لا شك فيه أن التغذية السليمة والإهتمام بالبنية الجسدية تكون بمستوى أهمية التعليم والمعرفة الذهنية بل أكثر من ذلك لأن الصحة العامة للإنسان هي الحياة وجودتها ، والسعادة وأسبابها ، فإنتقاء أنواع التغذية الجيدة والمفيدة تبني أجساداً قوية تمنح الجسم كامل إحتياجاته من فيتامينات ومعادن مكتملة لأجسام متناسقة .
مانراه اليوم في أبنائنا وبناتنا يجعلنا نفكر ملياً كيف وصل بهم الحال من ضعف البنية الجسدية وقصر القامة للأغلب الأعم ويندر أن ترى شاباً أو شابة مكتملة النمو الجسدي حيث ترى ضعف البنية وضعف القوة و عدم القدرة على التحمل لأي مجهود بدني هو الشائع بينهم .
و عندما نستذكر أحوال من سبقونا من تلك الأجيال من بداية السبعينات تقريباً و الثمانينات وحتى التسعينيات من الهجرة كنا نرى شباباً قوياً معضلاً وفتيات مكتملات النمو الجسدي لديهم القدرة بما يعادل عدد من الشباب اليوم ومثله من النساء أيضاً ، وفي ظني أن لتغذية السليمة وممارسة العمل اليدوي أي الجهد الجسدي والتعرض للهواء الطلق وضوء الشمس له دور في تكامل النمو الجسدي لهؤلاء الشباب والفتيات ، عكس ما نراه اليوم من نحول الأجسام وقصر القامة والتقزم الغير طبيعي وضعف البنية هي سمة شبابنا وفتياتنا ، وكل ذلك بسبب سوء التغذية والإعتماد على المأكولات المشبعة بالزيوت والأصباغ و السهر بالليل وقلة النوم و الإنتاج ، فهذا هو الملاحظ في المدارس العامة و الجامعات والمعاهد وكثيرٌ من العاملين و العاملات بالمستشفيات ، فكيف بتحمل هؤلاء أعباء الحياة وممارسة الأنشطة البدنية أو الحياة الزوجية بالنسبة للفتيات من بيت وزوج وأطفال ، بل لنا أن نتخيل كيف سيكونون أبنائهم مستقبلاً .
في زياراتي لبعض الدول مثل مصر و تركيا وبعض بلاد الشام ، وأيضاً مشاهداتي لدول الأوروبية والأمريكية أرى إكتمال للبنية والقوة الجسدية والطول الفارع لرجال والنساء ولشبابهم وفتياتهم وهذا بعد الله بسبب نوعية الغذاء منذ ولادتهم وإعتمادهم على الغذاء الطبيعي من المأكولات كالخضار والفواكه واللحوم الطبيعية والمشروبات مثل الحليب واللبن مماتنتجه الطبيعة لديهم ، اتحدث هنا عن النمو الطبيعي والحالات الطبيعية ،
أما الحالات الأخرى المرضية مثل التقزم وقصر القامة بسبب الإصابات أو الوراثة المكتسبة من احد الوالدين أو كلاهما أو المرض فهذا شأن آخر ولربما هناك علاجات مختلفة كالإطالة بتدخل جراحي أو خلافه .
إطلعت على تقرير قبل أيام يتحدث عن شرق أسيا لمعالجة قصر القامة لدى مواطني تلك الدول بإعطائهم بعض الفيتامينات أو الإبر لزيادة الطول للأطفال ( حيث أصبح في السنوات الأخيرة لديهم متوسط الطول لدى الشباب "175"
ومتوسط الطول لدى البنات "165" ) مع الإهتمام بنوعية التغذية الطبيعة إبتداءً من حليب الأم وليس إنتهأً بمالديهم من مواد طبيعية تساعد على تحسين الوضع العام في البنية الجسدية لكلا الجنسين مع إستخدام فيتامينات كمكملات غذائية فيها جميع العناصر والتي يحتاجها الطفل .
من هُنا أو جه نداء لوزارة الصحة ، ووزارة التعليم ، وللجامعات البحثية ، والجهات المختصة بالقيام بمسؤولياتهم كما تعودنا منهم لدراسة هذه الظاهرة ومحاولة إيجاد حلول سريعة والإطلاع على مالدى تلك الدول من خبرات وعمل برامج توعوية للمواطنين بالإهتمام بالرضاعة الطبيعية حيث نلاحظ أن غالبية النساء يمتنعن عن إرضاع أطفالهن بزعم المحافظة على رشاقتهن ،
مع تشجيعهم على ممارسة الرياضة للجميع ،، بالإضافة إلى إيجاد حلول عملية لتلك المشروبات والمأكولات الغير طبيعية مثل الشبس والبطاطا والأكلات السريعة وأي طعام بزيوت مهدرجة أو صبغات ملونة للمشروبات وخلافها مع متابعة منعها في المدارس والمستشفيات والتأكيد على ذلك لمحاولة تحسين هرمونات النمو لتلك الأجيال ولبناء أجيال قوية ببنية جسدية صحيحة لكلا الجنسين لأجسام أطول ولحياة أفضل .
ما دعاني لكتابة هذا المقال وهو إصابة فتاة بحالة إغماء في حافلة مدرسية تقل مجموعة من الفتيات لم اشاهد الموضوع من بدايته ولكنني كنت في داخل المركز الصحي أنتظر دوري فرأيت من أمام المدخل فتاتان يحاولون دف عربة فيها فتاه بحالة إغماء لم يستطعنا دف العربية عند المدخل مع أن المصابة في نفس الطول والوزن تقريباً وهن إثنتان مما يفترض أنهن يستطعن حملها خلاف دفها وقد حاولت مساعدتهن إلا وسبقني حارس الأمن ( مكتمل البنية )حيث ادخلها لطواري على الفور ، فهذا الموقف وأكثر جعلني أشارككم هذا المقال وعلى الله الإتكال …
التعليقات 1
1 pings
احمد هياس الغامدي
20/10/2022 في 5:30 م[3] رابط التعليق
أشكرك يا أستاذ عايض على هذا الموضوع وأتمنى أن يثار في Twitter لانه أكثر تداولا بين فئات الشباب ذكورا وإناثا ولك خالص الود
(0)
(0)