بهدف الارتقاء والسمو بحفظ المورثوات ، لا سيما الحفاظ على "الإبل" ، أكثر الكائنات الحية التي تعبر عن عظم الصانع -سبحانه وتعالى – تم إطلاق جمعية ملاك الإبل بهدف الحفاظ عليها وعلى سلالتها النادرة.
ويقود سفينة هذه الجمعية السفير عبدالله بن عوده ، الذي يرى أنه لكي يتم الحفاظ على هذا الموروث النفيس لابد من وجود عمل مؤسسي قائم على نظام محدد ، الأطر ، من إنشاء منصة جوازات خاصة للإبل بمقاييس عالمية وقاعدة بيانات لملاك الإبل وإعدادها داخل المملكة ، وتقييم حكومي للإبل كأصول، وكذلك بنك رقمي ، حين إذ ستكون هناك صناعة حقيقية للإبل.
ومن خلال متابعتي للقاءات وتصريحات وتغريدات السفير "عبدالله بن عوده" فهو يريد أن تكون هناك صناعة للإبل تقوم عليها صناعات أخرى ، تدر دخلاً للمملكة بشكل عام وللإفراد بشكل خاص ، وتكون دعماً لاقتصاد السعودية ، فمن خلال الاهتمام بالإبل ستكون هناك مصانع للألبان وللجلود واللحوم وغيرها.
وتتسق رؤية السفير "ابن عودة" مع رؤية المملكة الطموحة 2030 للاستغناء عن النفط تدريجياً ، والبحث عن مصادر أخرى للدخل ، من هنا كانت الضرورة ملحة للاهتمام بقطاع الإبل، فالمأمول هو أن تكون المملكة مرجع لكافة الدول في هذا القطاع و الوصول للاكتفاء ذاتياً ثم التصدير للخارج.
كما حرص على اخيار سفراء وأعضاء بارزين من ملاك الإبل في جميع محافظات ومدن المملكة، كخطوة مبدئية لانطلاق الجمعية والتعريف باستراتيجيتها الطموحة.
وعلى الرغم من كون"ابن عودة" تاجراً معروفًا يشار إليه بالبنان في المجال التجاري ، إلا أنه قرر أن يحمل على عاتقه همّ صناعة الإبل في المملكة ، كمتطوع وليس بدافع الحاجة أو الكسب أو الحصول على مردود مالي، ولكن الهدف هو خدمة الوطن، وملاك الإبل والمتعاملين في الأسواق أو المشاركين في المزايين أو المزادات.
وما يدعي للفخر والاعتزاز هو إشادة الصحفية الفرنسية "فالغي سابورتاس "رئيس قسم السياحة والسفر بصحيفة الوفيغارو الفرنسية الشهيرة بمجهودات الجمعية في الحفاظ على الإبل وتنمية هذا القطاع ، حيث أعربت عن رغبتها الشديدة في حضور مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل بالصياهد.
فمن الرائع أن تأتي "مبادرة" من تاجر ، لكن كل هذه المجهودات تحتاج إلى إعلام يسلط الضوء عليها ، ومن خلال خبرتي الإعلامية ، فإني أرى أهمية إطلاق "إعلام الإبل"، يكون دوره هو نشر الوعي بأن الإبل ليس رفاهية وإنما هو زاوية مهمة وركيزة أساسية في الاقتصاد.
كما أنه قطاع واعد للتنمية وله روافد اقتصادية كثيرة، وقدرته على تحقيق وظائف تدر دخلاً كبيراً ، وقطاع جاذب للاستثمارات الأجنبية ، ولك أن تتخيل عزيز القارىء أن دولة استراليا هي أكبر مصدر للعالم.
غير أن ما يثلج الصدر هو وجود اهتمام كبير من قبل القيادة بقطاع الإبل يتمثل في الدعم اللامحدود لنادي الإبل ، من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان المشرف العام على نادي الإبل ورئيس النادي الشيخ فهد بن فلاح بن حثلين ، الذي لا يدخر جهداً في تشجيع وتنمية وتطوير هذا القطاع الحيوي .
وفي الختام ، فإنه يجب الاستفادة من كل هذه الطاقات والقدرات في الوصول بقطاع الإبل إلى العالمية ، وأن تكون المملكة هي المصدر الأول لها ، وقلب العالم النابض في صناعات الإبل كافة ، من خلال وضع استراتيجية واضحة لدفع هذا القطاع إلى الإمام .
عميد ركن (م) / عبدالعزيز بن رازن.
مستشار بمركز الإعلام السعودي الروسي بالرياض.