الحب هو إكسير الحياة وبه تعلوا الهمم ونجتاز المآسي و نستعذب الأصوات الجميلة والنسائم العليلة ومنه نستمد الطاقات الإيجابية والتي تجعلنا دوماً نشعر بالسعادة والرضى والرغبة في الحياة ، الحب الحقيقي هو شريان الحياة ونكران الذات بل هو كيان وشعور يموت ويحي مثل الإنسان ، يحى بالإهتمام ويموت بالإهمال ، فالحب هو أفعال إيجابية و حروف وكلمات لها عمل السحر تثير العواطف وتتسامى مع النفوس الراقية وتُعبر عن الفضائل والمشاعر الإنسانية بمعانيها وصورها التي تتجلى فيها الرحمة والود والتآلف والتفائل والأمل والخير والتفاني والقناعة والصدق والإخلاص والتآزر ؛ حديثي هُنا ليس عن الحب في فهمه الضيق بل أوسع وأنقى وأسمى من تلك الأفكار السقيمة ، .
كم هي الحياة جميلة بالحب و المشاعر الفياضة من النقاء والطُهر ، والأمانة والإيثار ، فالإنسان بطبعه يسعد بمن حوله والناس بالناس تحلوا الحياة بهم وتزدهر، فبمشاعر الحب يكون الناس لنا مرافئ إذا تلاطمت بنا الحياة
وشمسٌ دافئة إذا أشتد بنا زمهرير الشتاء ونجوم تُضيئ لنا عتمات الظلام لنقتدي بنورهم ونجتاز بهم مصاعب الحياة ووعورة الطريق وصعوبة المسالك .
فلولا الحب ما كان بداية التآخي في شريعة الإسلام فمنذ فجر الإسلام الأول أخى الرسول صل الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار وتقاسموا فيما بينهم الأرض والمال والطعام ، فبشريعة الإسلام قوى عقيدتهم وآلف بين قلوبهم وآثر بعضهم بعضا في كل شيئ حباً لله ولرسوله ثم لمواجهة أعباء الحياة ؛ فكان رابط الأخوة قوياً و عميقاً فتغلبت عاطفةُ الحب حتى على صلة الأرحام فكان الأنصار يفتدون المهاجرين بأرواحهم وأموالهم والعكس أيضاً صحيح حتى أن بعض الصحابة طلق بعض أزواجه لأجل يتزوجها أخاه المهاجر فأنتصر الإسلام وأنتشرت الدعوة وأتسعت الدولة الإسلامية كل ذلك بقوة الإيمان ثم بقوة الحب والتآخي في الله ، فلما تباعد الناس عن الحب ومشاعر الود والتآلف ضعفت لديهم هذه العاطفة فضعف في قلوبهم التدين وكثرة الشحناء والبغضاء بينهم ودخلت الدنيا في قلوبهم فكره الأخ أخاه والجار جاره والمسلم لم يعد يحركه أي عاطفة إتجاه أخاه المسلم ، لأنه تبلد لديه الإحساس بأخيه فلذلك هذا حالُنا ومآلنا والأدلة على ذلك كثيرة من قطيعة الأرحام وإمتلاء السجون وكثرة المحاكم والتحاكم وقلت البركة وكثر التحاسد بين الناس فتفشت فيهم الأوبئة والأمراض النفسية .
فهل من سبيل للعودة الصادقة حباً في الله و رسوله ورحمةً بأنفسنا ؛ وفي ذلك فليتنافس المتنافسون .
التعليقات 1
1 pings
فيصل
15/10/2022 في 8:54 ص[3] رابط التعليق
صدقت بكل حرف كتبته
(0)
(0)