ما أكثر الأزمات التي تعصف بعديد البلدان العربية بسبب خذلان وعمالة البعض من أبنائها. العدو الفارسي وغيره يعبث بأمن واستقرار شعوب عربية بدأت تنفجر في وجوه الطغيان. اللهم زد وبارك
اشتدي أزمات.. (تنفجري.. فتنفرجي)
ها هي دول وشعوب عربية تعاني اليوم من أزمات خانقة للغاية. أزمات سياسية ومذهبية وطائفية واقتصادية اتسمت بالاقتتال والتخريب، وصاحَبها الخوف والجوع والتشرّد. وحيث يكون الاقتتال والتخريب والجوع والخوف والتشرّد؛ تكون إيران الفارسية حاضرة، كما هو الحال اليوم في العراق وسورية ولبنان وغزة واليمن. ولا حول ولا قوة إلا بالله. هذا هو حال العرب في بلدانهم التي كانت زهرة الدنيا، يقتل بعضهم بعضًا اليوم، ويدمرون دوروهم ومدنهم بأيديهم، وعدوهم اللدود يتفرج عليهم، ويصفق لهم إعجابًا بما يصنعون، إرضاءً لعلي رضي الله عنه والحسين وفاطمة..! عجبي.
* إنها أزمات خانقة بعضها فوق بعض، ونحن في محيطنا العربي؛ لسنا وحدنا من يعاني من أزمات تمس عيشه ووجوده وحريته وحرياته، ففي قارات ودول أخرى؛ أزمات مُناخية وعسكرية واقتصادية كثيرة، لكن الفرق بيننا وبينهم؛ أن منا من يتطوع لإدارة أزمات بلده لصالح عدو خارجي هو يعرف أنه عدو منذ ما قبل الإسلام. هل يحتاج عرب العراق مثلًا؛ إلى من يذكرهم بحروب الفرس وقتلهم لأجدادهم واحتلال مدنهم وقراهم على ضفتي دجلة والفرات منذ آلاف السنين حتى يوم القادسية، الذي أعاد لهم اعتبارهم كبشر يعيشون ندًا لدولة فارس التي وإن أُدخلت في الإسلام قسرًا؛ لكنها ظلت حتى اليوم مجوسية، تتعبد بالنار وبقتل العرب وإذلالهم واستنزافهم..؟! هل أهل الجزيرة والرافدين غُفل عن تاريخهم المجيد في ومواجهة جحافل الفرس ودحرهم؛ حتى يسقطوا اليوم هذا السقوط المريع؛ في حفلات اللطم والشتم؛ إمعانًا في التضليل والتجهيل، ودفعهم لكي يقتل بعضهم بعضًا؛ إرضاءً للخمينية الفارسية المعاصرة..؟!
* وهل أهل صنعاء وتعز والحديدة ومأرب وعموم اليمن؛ يجهلون الغزو الفارسي المتكرر على بلادهم؛ وحكمهم واستعبادهم من قبل الفرس سنين عددًا؛ حتى أنقذهم الإسلام الحنيف من هذه العبودية الفارسية البغيضة، التي لم تستطع عبور وسط الجزيرة العربية إلى غربها أو شمالها وشرقها، ووجدت الطريق ميسرًا للوصول إلى اليمن عبر البحر، حتى تمارس سطوتها وغطرستها على القبائل العربية العريقة هناك..؟! هل عرب اليمن اليوم؛ يجهلون هذا التاريخ الأسود؛ حتى يتكرر الاستعباد بينهم على أيدي الحوثة ذوي الأصول الفارسية ومن صانعهم وسايرهم ممن هم فرس أصلًا مثل الديالمة والفصائل المرتزقة الأخرى؛ التي لا تعرف من العروبة والكرامة والحمية إلا اسمها..؟!
* هل عرب سورية وقبائلها، ومثلهم عرب لبنان وغزة مسلمين ومسيحيين؛ يجهلون دور حزب الشيطان الذي يعيش بينهم؛ ويجنِّد شبابهم للقتل والتخريب وتهريب المخدرات، ويعمل ليل نهار على تفكيك البنى السياسية والاجتماعية والاقتصادية؛ من أجل السيطرة على القرار، وبث الفوضى، وإحلال المزيد من مليشيات إيران الفارسية تحت لواء الحرس الثوري؛ المنوط به إضعاف الدول العربية بالعموم، وتوسيع النفوذ الإيراني على أكتاف الحمقى والجهلة والخونة والمرتزقة من أبناء هذه البلدان، الذين يدورون في فلك الولي الفقيه الإيراني، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، حتى صار له في هذه البقاع العربية التي كانت طاهرة وحرة، أكثر من دُمية معمم، يعمل بكل جهد ضد الأمن والاستقرار وحرية العباد..؟!
* عاش العراق قبل عدة أيام؛ حراكًا وإن اتسم بالفوضى والخروج على الشرعية المهترئة في الأساس؛ إلا أنه حمل نذر الغضب من حال التناحر بين الفصائل المتعددة والطوائف المتناحرة، وبرزت من خلاله أصوات حرة تنادي بالتحرر من ربق الهيمنة الفارسية، التي جثمت على العراق والعراقيين أكثر من عشرين سنة، ونهبت خيراته، وجعلت منه جسور عبور للوصول إلى سورية ولبنان وغزة وحتى اليمن. احتفل الفرس ذات يوم باحتلال بغداد، ثم احتفلوا بعد ذلك باحتلال دمشق وبيروت وصنعاء وغزة. الفرس لم يخفوا فرحتهم باحتلال أربع عواصم عربية وقطاع غزة، ونحن ينبغي أن نحتفل بأصوات عربية حرة من بين الحشود العراقية تقول: إيران برا برا.. ونفرح أكثر لو تكرر هذا الزفير العربي الحر فسمعناه من دمشق وبيروت وغزة وصنعاء. هذه هي مقدمات التفجير الحميد ضد الطغاة والمخربين الذين لا هم لهم إلا إضعاف وإذلال العرب في عواصمهم وديارهم. أزمات كثيرة شنيعة، لكنها تحمل في طياتها بشائر الخير. إذا اشتدت أزمات كهذه فانفجرت؛ فهي سوف تنفرج لا محالة. ليس كل أزمة سيئة؛ لأنها في العادة تحمل في حناياها سر حلها. قال الفيلسوف والشاعر الألماني (يوهان هولدرلين 1770م- 1843م): (كلما كبر حجم الأخطار؛ كبر ما من شأنه أن ينقذنا ). الانفجار الحميد قادم، ومن نذره المبشرة؛ هذا الصوت العربي العراقي الحر للشاعر: (سيف الدين المهنا)، في قصيدة أغضبت المليشيات التابعة لولاية الفقيه:
كنا نقول شيعة اخوانا ايران
لاجل الدين صرت الهم فدائي
ما ننغش بعد وتغير الحال
وبعد لايران ما اعلن ولائي
عمامة خامنائي الذبحت الناس
بعد قيطان ما احطها بحذائي
* ومن الأزمات التي تنحو نحو الانفجار فالانفراج خارج محيطنا العربي المتأزم؛ الحرب الروسية الأوكرانية.. هذه الأزمة استتبعت أزمات عالمية أخرى أكبر، تمس الطاقة، وتمس أكثر صحة البشر. لقد انتظرت روسيا عشرات السنين لتخرج إلينا بتقارير تتحدث عن الأخطار البيولوجية التي تقول إن أميركا وحلفاءها يقومون عليها في عشرات البلدان الأخرى، والتي هي بكل اختصار: صناعة العديد من الأمراض المعدية ونشرها حول العالم. أمراض وفيروسات ووسائل قتل مصنعة وأسلحة بيولوجية فتَّاكة..! حتى الطيور في رحلاتها بين القارات تم استغلالها لنشر هذه الأوبئة.. ماذا بعد..؟! هذه أزمة.. بل أزمات تشتد لتنفجر ثم تنفرج في مرحلة من المراحل في العلاقات بين الشرق والغرب.
* الأدب العربي والشعر على وجه خاص؛ كان له السبق منذ مئات السنين في معالجة أزمات البشر، وبيان شدتها في انفراجها. هذا الشاعر ابن النحْوي من شعراء الأندلس (ت 1119م)؛ قال في مقدمة قصيدة له قبل تسعة قرون:
اشتَدَّي أزمَةُ تَنفَرِجي
قَد آذَنَ لَيلُكِ بِالبَلَجِ
وَظَلامُ اللَّيلِ لَهُ سُرُجٌ
حَتّى يَغشَاهُ أبُو السُرُجِ
* ومن شعر اليسر بعد العسر في الأزمات التي يمر بها البشر؛ ما قاله أبو علي الأنباري:
إذا اشتد عسرٌ فارجُ يسرًا فإنه
قضى الله أن العسرَ يتبعُه يسر
إذا ما ألمّت شِدة فاصطبر لها
فخيرُ سلاح المرء في الشدة الصبر
وإني لأستحيي من الله أن أُرى
إلى غيره أشكو إذا مسني الضر
عسى فرَج يأتي به الله إنه
له كل يوم في خليقته أمر
فكن عندما يأتي به الدهر حازمًا
صبورًا فإن الخير مِفتاحُه صبر
فكم من همومٍ بعد طول تكشفت
وآخر معسورُ الأمور له يسر