احداث 13 يناير بين اجنحة الاشتراكي التي انقضت عليها قرابة أربعة عقود مازالت ساخنة تفطّرت قلوب رعاة قناة (الجزيرة) منها، واخذت تتحرى عن ذلك اليوم الذي حُسم في بضع أيام مهما كانت تكلفته وآلامه.
بدأوا التوطئة "للتحري" بنشر أسماء عن ضحايا يناير ففي محافظة شبوة ووزعوا على وسائل التواصل الاجتماعي اقل من "ثمانين" اسما هم ضحايا ذلك اليوم وهم يشكلون نصف ضحايا مجزرة "المعجلة" التي تعلم حقيقتها قناة الجزيرة !!.
الجهات التي تبرعت بتجميع الأسماء ونشرها هي ذات الجهات التي أحرقت في الزبالة صور معرض شهداء الحراك السلمي والمقاومة الجنوبية ضد الحوثي في شبوة وهم قرابة "الفين" شهيد من شبوة فقط !!.
في سياسة متكاملة لمسح الذاكرة وان لا يتذكر الشبوانيون والجنوبيون الا 13 يناير ليأتي متحري الجزيرة ويصل بحلقاته ان الوحدة تحت أي لافتة يمنية هي ضمانة حقن دمائهم !! او ان يناير هو نموذج حكمهم وتصفق لذلك وتروجه نخب اعمى بصيرتها وبصرها صراع طغمة / زمرة الاشتراكي... لكن هيهات.
مثلما لن ينكر منصف ان تجربة الاشتراكي كانت وبال في الجنوب تتوجت بالارتماء الاعمى بباب اليمن، فلن ينكر أي موضوعي وجود إرهاب في الجنوب كما هو موجود في أي دولة في العالم، لكن توظيفه وتدويره وتضخيمه واستثماره وتوطينه سياق آخر.
لن ينسى اي جنوبي تغطية الافتراء التي قامت بها قناة الجزيرة للتجمع السلمي الذي توافد فيه ابناء الجنوب تضامنا مع أهالي "المعجلة " في ديسمبر 2009 جراء ضربة جوية حصدت العشرات رجالا ونساء واطفالا اختلطت دماءهم بدماء مواشيهم بدعوى افتراضية بوجود إرهاب في تلك "العشش" البدوية والذي تبرأت من فظاعته الولايات المتحدة الامريكية وان لا علاقة لها به.
فتعاضد خبث الجزيرة ولؤم المؤسسات الامنية اليمنية ليثبت ان اولئك الضحايا من الأطفال والنساء كانوا إرهابيين، وقامت الجزيرة بتغطية لا اخلاقية فصوّرت خلسة في اطراف ذلك التجمع التضامني بضعة افراد قيل انهم ارهابيين وحولت الماكنة الاعلامية القذرة للجزيرة ذلك التجمع التضامني عالميا الى تغطية ارهابية وطمست حقيقة ماجرى لاولئك البدو البسطاء وعائلاتهم ولتعطي صورة اعلامية تخدم حلفاؤها الامنيين اليمنيين بان فعاليات الحراك الجنوبي السلمي تغطية للارهاب!!.
اسقطت صنعاء عاصمة محافظة "ابين" للارهاب فلحق بها القتل والدمار والنزوح وما زالت تعاني، وكان فيها عدة الوية ومعسكرات واجهزة امنية "من شمج ودمج"!! واسترجعتها حملة السيوف الذهبية فذاب الارهابيون بل رجعوا الى معسكراتهم !! وكافات "صنعاء العميقة" قائد الحملة " اللواء سالم علي قطن " ان زرعوا عبوة ناسفة في سيارته واودت بحياته وقالوا: ان انتحاري تفجر فيه!!.
اسقطوا المكلا للقاعدة وفيها منطقة عسكرية بألويتها "وحدّها وحديدها" حتى حررها رجال النخبة الحضرمية، وهذا لايهم الجزيرة ولا يعنيها، وسلموا لها " عزان " التي لاتبعد الا مدى مدفع متوسط العيار عن "بلحاف" ولم يمسوا المصالح الفرنسية بسوء بل جعلوهم بعبع للابتزاز.
وحين يستلمون مكافحة الارهاب في اي مدينة جنوبية يعود الارهاب الى معسكراتهم !! وتصمت الجزيرة باستلامها مكافأة التغطية!!.
عاثوا فسادا وحربا وتكفيرا ونهبا وارهابا وقتلا في الجنوب منذ عام 1994م فحربهم في ذلك العام وما تلاه ماجاءت الجنوب توزع "اغصان زيتون وحمائم سلام" بل تكفيرا دماء وخرابا، "وارهاب تحت الطلب " يخرجونه من المعسكرات ويعود اليها ما كان يوزع "المن والسلوى" في الجنوب بل سفك دماء وسفكت محاربته دماء وخراب ، وقمع مظاهرات الحراك السلمي لم يكن "بالفل والياسمين" بل بالبارود والقتل والسحل والزنزانات، والحرب الطائفية الحوثية التي مازالت تشتعل ما جاءت توزع "صكوك الجنة الشيعية" في الجنوب بل قتلت عشرات الالاف ويتمت اضعافهم من الاطفال ورملت النساء ودكت البيوت على روؤس ساكنيها.
كل ذلك لم يستحق أنن يتحراه (متحري الجزيرة)... لماذا !!؟ أما 13 يناير التي انقضى على احداثها اربعة عقود فجديرة بتحري الجزيرة!!؟.