لا حدس ان محور الشر أمريكا ، ولا يخفى على كل فطن ذلك . أساليب البرجماتية الرأسمالية النفعية . هي فلسفة بزغت من بؤرة ملوثة بعيده كل البعد عن المثل ، والقيم السوية التي سياج المجتمع والفرد . منفردةً ومجتمعةً معاً . أكثر ما تركز هذه الفلسفة أو النظرية على الميل في غير محل الإنصاف طالما يحقق لها منفعة ، والشهوة الممتعة طالما تحقق لها لذة ومتعة . جناحي هذه الفلسفة الإباحية والمنفعة . يتزعم هذه الفلسفة النفعية البرجماتية أمريكا وفق واضع النظرية . تسعى أمريكا وجهابذة فلاسفتها ومنظريها إلى توسيع دائرة الإباحية من طرف لا هوادة في ذلك بقوة ، والنفعية من طرف أخر. انحلال الشعوب أخلاقيًاً ، واستغلالها اقتصادياً الاستغلال الأمثل أقصى إشباع ممكن من خلال شركاتها ، فأي شركة أو وكيل لها ما هو إلا نوع من الاستعمار الاقتصادي لموارد البلد التي تعمل فيها هذه الشركات . فشعوب سته على سته لا تنسى الحقائق التالية :
- في عام 1973أرسل الرئيس الأمريكي جيرالد فورد وزير خارجيته هنري كيسنجر اليهودي - من أصول يهودية - رئيس المعهد الدبلوماسي الأعلى بأمريكا إلى إيران لإقناع شاه إيران محمد رضى بهلوي بدخول حرب وكالة عن أمريكا ضد العراق ليتسنى لأمريكا تدمير العراق وقواته ، والسيطرة على نفطه ولا سيما كان الرئيس العراقي /أحمد حسن البكر يدرس مسودة تأميم نفط العراق ، رفض شاه إيران دخول الحرب رفضاً جازماً ، هذه الفكرة أصلاً واعتبرها مكيدة أمريكية لإضعافه وإزاحته ، فتمرد على التطلع الأمريكي وسعى معاكساً في توجه أمريكا وأبرم معاهدة صلح مع العراق سنة 1975 عرفت معاهدة الجزائر حول مياه الخليج العربي وشطه ، والتوقف عن تغذية أكراد العراق للتمرد على السلطة العراقية آن ذاك. وعام 1976الولايات المتحدة الامريكية تبدأ وضع خطة سريعة لتنحية الشاه عن العرش . بزعيم أكثر طاعة ، وبدأت تعمل على جلب الخميني للسلطة باعتباره من رحم الروافض ، ومن كارهي السنة ، والحكم في العراق سني ، وحركت الشارع الإيراني طائفياً ضد الشاه حتى بات يغلي من نظام الشاه ، وثار في الشوارع بعد ان مهدت إعلامياً للخميني ولوجستياً بعد الاتفاق معه في فرنسا على المخطط الجديد .عام 1978الشعب الإيراني ينتفض بثورة عارمة مطالباً بإسقاط نظام الشاه رافعين صور الخميني التي طبعت في فرنسا خصيصاً ووزعت من خلال سفارتها لدعم ثورة الشعب الإيراني ، وشاه إيران يستجير بالرئيس الأمريكي جيمي كارتر متوعداً بإسقاط طائرة الخميني اذا دخلت الأجواء الإيرانية ، يأتيه الجواب من الأمريكان ، من الأفضل ، والخيار الأسلم ، من أجل سلامتك وأسرتك أترك إيران وشأنها وسافر أنت ومن معك ، ونؤمن لك طائرة ، وخذ معك عائلتك ، وأموالك ومقتنياتك . غيره فالولايات المتحدة الأمريكية غير مسؤولة عن سلامتك ، وسلامة أسرتك الحاكمة ، يغادر الشاه مرغماً عن أنفه حسب المشورة الأمريكية إلى مصر ، وتهبط طائرة الخميني في طهران بسلام تحمل جرثومة الفساد والإرهاب والحرب ، وتصدير الثورة ، وولاية الفقيه .. لتبدأ مرحلة جديدة من التحالف الأمريكي الإيراني ، نظير التحالف الإسرائيلي الأول ، وإعداد إيران لدخول الحرب على العراق التي رفض الشاه دخولها . عام 1980 إيران تعلن الحرب على العراق ببرنامج أمريكي مزدوج . يفضي إلى تدمير قوة الجيش العراقي ، وتدمير ترسانة الشاه العسكرية التي خلفها بعده ، وتستمر حرب الاستنزاف للطرفين 8 سنوات بعد ان قضت على معظم قوة العراق وايران دون نتائج او مكتسبات تذكر ذهب ضحيتها أكثر من مليوني قتيل ، واكتشفت أمريكا ان صدام حسين أقوى مما تتوقع من يخلعه الخميني وانتهت المعركة بخروج صدام أقوى عام 1987 . عام 1988الولايات المتحدة الأمريكية تضع سيناريو جديد لخلع صدام بجراحة شخصية من الجيش الأمريكي من أجل ان يتسنى لها بعد خلعه من تدمير العراق ، وتسليمه للحليف الاستراتيجي إيران .عام 1990ينفذ أول فصول سيناريو إزاحة صدام حسين العقبة الأقوى أمام احتلال العراق ، تبدأ عملية توريط صدام حسين في حرب الكويت كي تثير بعدها ضجة عالمية ضد صدام حسين ، واتهامه بالاعتداء على الشرعية في الكويت ، وتتجاوز موافقات مجلس الأمن وتحزب 40 دولة بتحالف سمي بأكبر تحالف في القرن العشرين ، وتبدأ بقصف كل المنشآت العسكرية لنظام صدام حسين ، وقوات الدروع ، ومعامل التصنيع العسكري ، وتنهكه وما لبث ان أعاد صدام ترميم نفسه ، وأعاد معامل الكهرباء والتصفية وبدأ يداوي جروحه ، فسارعت أمريكا إلى فرض عقوبات وحصار اقتصادي قاسي وصل لمنع حليب الأطفال ، ومستلزمات الدواء من الدخول للعراق ، وأنهكته بالحصار عشر سنوات حتى بات أضعف من خيط العنكبوت ، بعد ان تأكدت أمريكا من صدام حسين ومنظومته الدفاعية . أصبحت شبه منهارة تهيأت للبدء بالجراحة الشخصية ، ونزع صدام باليد. عام ٢٠٠٣ الجيش الأمريكي يدخل العراق ويحتل بغداد بعد ان حاصرها عشر سنوات ، ويلقي القبض على صدام حسين ويتم إعدامه في أول يوم عيد الأضحى المبارك من ذي الحجة دون مراعاة مشاعر مليار مسلم والبعض يؤدي الركن الخامس من أركان الإسلام بمنى بمكة المكرمة ، وكذلك نفذت إعدام مجلس قيادة نظامه بمحكمة صورية ، ويحل الجيش العراقي ، ويهدم بنية البلاد التحتية ، ويستدعي المعارضين لنظام صدام حسين الموالين لإيران بل العاملين مع ايران والذين حاربوا العراقيين مع الإيرانيين في الحرب العراقية الإيرانية سلمتهم السلطة ليدمروا العراق تدميراً كاملاً ، ونهب أمواله وثرواته كي يتسنى لأمريكا استباحة نفط العراق وثرواته المعدنية. ومازال العراق في دوامة الصرع والفتنة والاقتتال والفوضى الأمنية وعدم الاستقرار السياسي والفراغ الدستوري .
لا زالت أمريكا تضحك على الشعوب العربية ، وتحاول إقناعها ان إيران عدوة لأمريكا ، وطلبت من الإيرانيين ممارسة السب والشتم على أمريكا وإسرائيل ، ونعتهما بالشيطان الأكبر والشيطان الأصغر ، ومقاومة إسرائيل لتحرير فلسطين بالتقية تقية المنافق من أجل ان ينخدع المواطن العربي ، ويقتنع بالعداوة الإيرانية لأمريكا وإسرائيل في حين الحقيقة أن أمريكا وإيران حليفان لبعضهما فهما وجهان لعملة واحدة . وكذلك شعوب سته على سته تدرك ذلك ، ولم تغفل عن مؤامرة الفوضى الخلاقة ( الربيع العربي ) ورياحها التي هبت . تزيدها اضراماً . صنعت وفصلت حرب الوكالة عنها من دول المنطقة دول غير ناضجة سياسياً ، وغير مستقلة اقتصادياً وفكرياً ، وعدم وجود مؤسسات مدنية ، وجمعيات ضاغطة . ولاشك ان شعوب سته على سته لن تلدغ من جحر مرتان .
الله أكبر .. وما دونه أصغر .. والله أكبر وما دونه احقر وأذل . يعز من يشاء ، ويذل من يشاء . والله الموفق .