تجتهد تلك الوزارات وفروعها في المناطق وتعمل الإجتماعات والدراسة والبحث ومعالجة كل المشاكل تقريباً وتنفق الأموال الطائلة وتبعث الخبراء والمستشارين لمحاولة عدم القصور في أداء الأعمال والواجبات المنوطة بها
وإظهار تلك الخدمات على الوجه الأفضل والمُرضي لمتلقي تلك الخدمة .
ثم يأتي شخصٍ ماء فينسف كل تلك الجهود في لحظة بسبب لامبالاته أو إنشغاله بتفاهاته لمجرد مكالمة أو متابعة مقطع .
قدر لي أن أكون أحد زائري مستشفى الملك فهد بالباحة حيث كانت زوجتي مريضة وتم تنويمها وإجراء عملية جراحية ناجحةٌ بفضل الله ثم بجهود الأطباء وطاقم التمريض الجيد في أداء مهمته .
أبلغتني مرافقة زوجتي بأن عليهم الخروج اليوم من المستشفى حسب توجيه الطبيب أو الطبيبة المعالجة لحالة زوجتي وكماهو المعتاد .
ذهبت للإستقبال لإخراج ورقة الخروج وذهبت بها إلى قسم التنويم الخاص بالنساء وتم خروجنا ولله الحمد بسلام .
إلا أن الممرضة في القسم منحتني وصفة طبية لصرفها من الصيدلية فقلت حُباً وكرامه مع إستغرابي بعدم تجهيز تلك الوصفة من قبلهم حيث تكون جاهزة لأخذ العلاج مباشرة من لدنهم لتقليص الوقت ومراعاةً لحالة المرضى حيث يصعب عليهم الإنتظار .
المهم ذهبت إلى الصيدلية ووجدت طابوراً أشبه بطابور (فول الخلوفة المعروف )
فلزمت الصمت وبقيت حتى مضى قُرابة 7 دقائق تقريباً وناولت الصيدلي الوصفة وبعد لحظات قال لم يتم تسجيل الوصفة على النظام فأسقط في يدي .
لا أريد أن أدخلكم في متاهات الطريق ((و مالكم في الطويلة ))
لم يتم صرف العلاج إلا بعد ما يقارب 35 دقيقة من الإنتظار وذلك بعد عدة محاولات مابين تسجيل العلاج في النظام من قبل الطبيب والعودة لطابور الصيدلة من جديد ومحاولة متواضعة جداً من ( قسم تجربة المريض ) .
كل ذلك وزوجتي تنتظرني في السيارة متحملةً كل تلك الآلام ومن مر بتلك التجربة يعلم مرارة المعاناة .
رسالتي لمدير عام الشؤون الصحية بمنطقة الباحة
كنتم على قدر كبير من المسؤولية وحتماً لم توضع في هذا المكان إلا وسعادتكم على قدر كبير من الأمانة والإخلاص ولا سيما أنكم كنتم تعملون في ذات المستشفى من قبل تسلمكم منصبكم كمدير عام لشؤون الصحية بالباحة وتعرف الكثير من أسراره والعاملين فيه .
فليتسع صدر سعادتكم لهذه الملاحظات والتي أتوقع أنها ستكون في سويداء قلبك لمعالجتها والإهتمام بها وإبراءً لذمتك أمام الله ثم الوزير وأمام المواطن الذي بسببه تواجدت كل تلك التكتلات البشرية وأنفقت كل تلك الأموال الطائلة ووجدت الوزارات الخدمية .
1- مساحة غرف التنويم لم تعد تحتمل لعدد 3 أسرة مع تجهيزاتها وعتادها فياليت يتم تقليصها لتكون عدد الأسرة إثنين لتتسع حتى للمرافقين فهم بشر لهم أحاسيس ومشاعر ويرهقون تماماً كما هو حال المرضى خلاف الروائح الكريهه .
2- ضعف التكييف والذي قد عفى عليه الزمن وشرب والتي لا ينفع معها الحلول البدائية بإرسال عامل تكييف كل ساعة وأخرى وهذا ما لاحظته شخصياً .
3- عند طلب مغادرة المريض يتم الإهتمام بكل تفاصيله وخصوصاً العلاجية منها فليس كل مريض يعرف ماله وماعليه ويصرف له العلاج وتسلم له المواعيد قبل مغادرته بمرافق او دون ذلك .
4-حل إشكالية طابور الإنتظار بفتح شباك آخر في الصيدلية لإستيعاب أكثر عدد وتقليص مدة الإنتظار .
5-عمل دورات لموظفي المستشفى في فن التعامل مع المراجعين وكيفية إمتصاص تأففهم ومحاولة العيش مع تجاربهم لحل قضاياهم بحسن البشاشة لهم ، على الأقل تقديراً لمرضهم ومعاناتهم مع مرضاهم ولأننا مسلمين
فالجميع يأتون لحاجاتهم وليس لتنزه في أورقة المستشفيات فقد تكون الأحمال فوق طاقتهم .
هذا ما بدى لي فلربما غيري له من التجارب مالله به عليم .
ولثقتي بأنكم دائماً تسعون لحل كل مايظهر من الإشكاليات في سبيل تقديم خدمة أفضل للمرضى والذي أختاركم الله أن تكونون أحد منسوبي الصحة والقائمين عليها بالمنطقة .
ولا ننسى قول الله تعالى :
(ويقولون ياويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك )
التعليقات 1
1 pings
احمد هياس الغامدي
06/08/2022 في 3:27 م[3] رابط التعليق
شكرا لك استاذ عائض ان نقلت تجربتك الشخصية من خلال مقالك الجميل للمسؤلين بصحة الباحة وعلى رأسهم سعادة مدير الشئون الصحية بمنطقة الباحة الذي سيسارع بلا شك الى رأب الصدع والقضاء على الخلل واهيب بكل من يمر بتجربة في اي دائرة حكومية او غيرها ان لا يتردد في عرضها على المسئول وادارته فكل مسئول في هذا الوطن لا يرضى وجود خلل وسيسارع الى ايجاد حل لكل معضلة تقف في طريق المواطن حسب توجيهات قيادتنا الرشيدة حفظهم الله..
(0)
(0)