في الأيام القليلة الماضية نشرت الوسائل الإعلامية العديد من الأخبار والعناوين والتساؤلات , حول قرار وزارة الخارجية الأمريكية تقديم منحة لتشجيع الإلحاد في الدول العربية والإسلامية , والمبرر هو نشر الديموقراطية والحرية والعدالة الإلكترونية ؟! . لا يوجد انقلاب عسكري أو نظام قمعي في العالم إلا ويقف الغرب ورائة . الديموقراطية بالنسبة للغرب هي حصرا عليه فقط , وفي المقابل هي خط أحمر لبقية الشعوب . بل وتشكل خطر وجودي عليهم , لأنها تعني حكم الشعب وبالتالي فهذا يحول دون تمكنه من نهب الثروات (الرفاهية) . الحقيقة إن من يقرأ تاريخ الحضارة الغربية بشكل عام وأمريكا بشكل خاص لن يفاجأ بهذا القرار إطلاقا . الغرب بكل مكوناته التاريخية والمعاصرة لا يعدو عن كونه قبائل همجية وبربرية متوحشة . في الحروب الصليبية رفعوا راية الصليب ومع ذلك كانوا كالجراد يأكلون الأخضر واليابس في طريقهم إلى الأرض المقدسة التي تدر لبنا وعسلا (الاقتصاد) , ولم يفرقوا بين الصديق والعدو وحتى مع أبناء جلدتهم . ولقد أبادوا شعوبا وقبائل أكثر من ( 100) مليون إنسان في العالم الجديد ، ودمروا دولا ومدنا وحضارات في قارة أمريكا ااشمالية والجنوببة بحثا عن الذهب تحت غطاء الكشوفات الجغرافية عفوا الاستعمارية وكانوا يحملون معهم الأناجيل (التنصير) قال تبشير قال ؟! . الدين بالنسبة إليهم لا يعدو عن كونه مجرد حركات (بهلوانية) لا تستغرق منهم سوى ثواني معدودة وترفع خطاياهم . الدين عند الانسان الغربي لا يعدو عن كونه نوع من (التراث السعبي) وليس له أي تأثير أة وجود يذكر في حياتهم اليومية أو في سلوكهم أو حتى في تعاملهم مع الآخر . الكنائس تحولت إلى (بزنس) لجذب الزبائن حتى لو تم الدعس على الأخلاق والقيم , لقد تحولت الكنائس وحتى الفاتيكان إلى دور للدعارة يتم فيها ممارسة الشذوذ الجنسي والزنا بين الرهبان والراهبات , ويتم فيها اغتصاب مئات الألوف من الأطفال والكثير من هذه الحالات ينظر فيها حاليا في المحاكم والتي يتم حفظها في النهاية . لذلك لا غرابة أن الكثير من الكنائس سنويا أما أن تغلق أبوابها أو تتحول إلى مساجد لعدم وجود زبائن ؟! , لا أعرف إذا كان هناك مسجد واحد في العالم الإسلامي تم إغلاقه أو تحويله إلى كنيسة أو مسرح كما هو الحال مع الكنائس . الدين بالنسبة للغرب يعد قوة ناعمة يتم فيها توظيفه في حال تطلبت مصالحهم ذلك كما حصل في الحرب الباردة , حيث تم توظيف جميع الأديان السماوية والوضعية في مواجهة الاتحاد السوفياتي تحت بند محاربة (الإلحاد) الذي يروجون له الآن . يقول صموئيل زويمر وهو من أشهر المنصرين قي العالم في مؤتمر القدس التنصيري عام 1935م : " لكن مهمة التبشير التي ندبتكم لها الدول المسيحية في البلاد الإسلامية ، ليست في إدخال المسلمين في المسيحية، فإن في هذا هداية لهم وتكريمًا ، وإنما مهمتكم هي أن تخرجوا المسلم من الإسلام , ليصبح مخلوقًا لا صلة له بالله ، وبالتالي لا صلة له بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم في حياتها ، وبذلك تكونون أنتم بعملكم هذا طليعة الفتح الاستعماري في الممالك الإسلامية" حقا (دعاة على أبوب جهنم) . وها هم يعودون إلى طبيعتهم البربرية في نشر الألحاد والشذوذ الجنسي ؟! . أتوقع في المرحلة القادمة أن يتم نشر الالحاد على نطاق واسع في العالم الإسلامي ومن قبل بعض أبنائه (زوار السفارات) . من خلال التشكيك في القرآن الكريم والسنة النبوية والدعوة إلى الفجور وتدمير الأسرة والتي تعد الحصن المنيع في مواجهة الإلحاد (النسوية) ، بل وسوف يتم سن العديد من القوانين التي تخدم ذلك . في المقابل نجد أن الحكومات تقف عاجزة في مواجهة (الطابور الخامس) الذي يسعى إلى نشر الإلحاد وتدمير الأسرة لأنه يحظى بالدعم والحماية من قبل الدول الغربية .