هذه سطور مشرقة عن الوجه المشرق لمصر الحبيبة . بيضة علم ومصانع الرجال ، وحربة الجهاد ، وردة مجتمعها ، ومسك العرب ، وغادة الثغور الاسلامية.
طلب احد زملاء الدراسة الجامعية بجامعة ام القرى قبل عشرين عاماً .
حينما دفعته الأقدار ان يكون موظفاً باحد مرافق القطاع العام السعودية بالقاهرة ، ولم يسبق ان سافر خارج الوطن ، وطلب مني ان ازوده بعض المعلومات عن مصر من أجل الاستفادة ، فأرسلت هذه الرسالة اليه قبل سفره . مبين الوجه المشرق عن مصر ، وماضيها أكثر إشراقاً من حاضرها ، ولا حدس أحسن من حاضرها الحالي لاسيما في ذروة العهد الملكي .
مصر وما أدراك ما مصر .. مصر أحد الأقاليم الإسلامية الأرض والإنسان مباركة ، ومميزه عماسواها .. مصر إقليم أفتخر به فرعون . طاغية زمانه على الورى .. وصلاح أمرها ، واستقام عدلاً على يد يوسف عليه السلام بأهل الدنيا .. وخط الخط على يد ادريس عليه السلام فيها ، وكذلك حياكة الملابس على يده .. في مصر أثار الأنبياء والرسل .. يعقوب وموسى وهارون عليهم السلام ، ومعالم التيه وطور سيناء ، وجبل التجلي ، ومشاهد إبراهيم ويعقوب ويوسف عليهم السلام .. وعجائب موسى عليه السلام .. واليها هاجرت مريم البتول بعيسى عليه السلام .. كرر الله ذكر مصر بالقران الكريم أكثر من مرة وأمر بالدخول فيها آمنين بمايفيد الاستمر وأمر بالهبوط اليها ولكم ما سألتم .. فذكر مصر كاحد الامصار . تشمل الأوطان والبلدان شعوباً وقبائل . مقارنة مع قبيلة من قبائل جزيرة العرب قريش بمكةالمكرمة في سورة قريش بالتمنن على قريش بالأمن والإطعام بصيغة الماضي وهي جزء من مجتمع يحتوي قبائل.
مصر بارضها نزل المن والسلوى من السماء على قوم موسى عليه السلام ، ولحم طير ممايشتهون ، ولذلك كانت طيورها الذ طعماً ومذاقاً ، ويقاس على طيورها خضرواتها وفواكها ، ومما تخرجها أطيانها الزراعية .. أظهر الله للخلق فضلها ومكانتها الإنسان والمكان .. تعد مصر جناحي الدنيا .. مفاخرها لا تحصى . فيها قبة الاسلام ، وترثة الإنسانية ، ومشكاة التاريخ من عصور سحيقة . قمص العرب ومقامصهم ، وجوشن الإسلام وثغوره .. نهرها أجل الانهار بخيرتها تعمر البلدان ، وتعمر بلاد الحرمين الشريفين ، والتكية المصرية معلومة خير شاهد ،وكسوة الكعبة المشرفة معلومة في مصر من عصور الاسلام الاولى .. بأهلها يبهج موسم الحج ومن برها يعم الشرق والغرب .. وضعها المولى بين البحرين ، كما وردت في سورة الكهف في قصة موسى والخضر ، وأعلى ذكرها في الخافقين .. مصر الربوة المسماه ذات ذكر غير خامل ، ونهرها في الجنة يجري عسلاً .. مصر مهد الحضارات ، ومنار الانتصارات ، ومعلم القوة وأعلامها .. مصر فيها كل شيء جميل فيها العجائب وكل محبب ياتينا منها الحركة الفكرية والوطنية والثورات العسكرية .. نقراء لأهل الفكر والآدب والثقافة والشعر فيها .. المجلات والصحف والمطويات تاتينا منها . نتسمع لصوت العرب من القاهرة من خلال المذياع .. منها أم إسماعيل هاجر وأم إبراهيم أبن نبينا ورسول محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم مارية القبطية ، وايضاً آسية بنت مزاحم النجدية زوجة فرعون ، والتي اورد ذكرها رسولنا عليه أفضل الصلاة والتسليم في الصحيحين من الأربع النساء الكمل . والذي ورد ذكرها في القرآن الكريم مثالاً للنساء المؤمنات بقوله تعالى ( وضرب الله مثلاً للذين أمنوا أمرأة فرعون اذ قالت رب ابن لي عندك بيت في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين ) سورة التحريم آيه ١١ .. مصر اوصى بها وبأهلها رسولنا عليه الصلاة والسلام فقال: انكم ستفتحون مصر أرض يسمى فيها القيراط ، فاذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها ، فان لهم ذمة ورحماً ، وفي رواية ذمة وصهراً في صحيح مسلم . مصر فيها مدارج ومشاهد الأنبياءوالرسل عليهم أفضل الصلاة والسلام كما أسلفنا انفاً ، وقال رسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام عن مصر وأهلها: في رباط ليوم القيمة .
هذا ما أود ان ازودك به عن مصر أحبها رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والرسل ، وتزوج منها زوجته مارية ام المؤمنين ، وأحبها الصحابة رضي الله عنهم ، والتابعين رضى الله عنهم ، والخلفاء والعلماء ، ونحن نحب مصر من محبة رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام .