في السنة الثامنة هجرياً الموافق ٨/٩/٢٠ من الهجره النبوية في شهر رمضان . يوم فتح مكةالمكرمة في ، ويسمى الفتح العظيم . الموافق بالميلاد ( ١٠ يناير ٦٣٠م ) وقبل هذا التاريخ سار رسول الله ، ومعه المسلمين متجهاً لمكة ، ولما أقترب من مكة حاول مشركي مكة وصناديدها عذله من دخولها بسفراءهم اولاً ثم المفاوضات ، وكلاهما فشلت ، وخذل الله المشركين . تدميره في نحورهم فالرسول رسول الرحمة ومتمم الأخلاق اعطاء الأمن والأمان من كان في بيته فهو آمن ، ومن كان بالمسجد الحرام الشريف آمن ، ومن كان في بيت حرب ابن ابي سفيان أبن أمية سيد قريش فهو أمن ثلاثة مواقع كاملة من كان فيها ، فهو أمن ثم تقدمت السرايا في مقدمتها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكبار الصحابة ، ولما أقترب من الحرم . قسمت السرايا ثلاثة . سرية خالد بن الوليد سيف الله المسلول من ثنية الحجون شمال الحرم ، وسرية عمرو بن العاص من ثنية غرب الحرم ، وسرية عكرمة ابن ابي جهل من المسفلة ، واجتمعوا في الحرم دون مقاومة ، ولا سفك دماء . بينما احل الله لرسول الله ساعة من نار ، ولكن هذا فضل من الله لرسوله ان لا يسفك في بيت الله الحرام دماءً من الطرفين أحدهما معصومي الدماء بالشهادتين ، والأخر غير معصومي الدماء . دخل رسول الله متواضعاً بيت الله الحرام في سكينة ووقار ، وخلفه كبار الصحابة تحليهم أردية وأزار الإحرام ، والرسول على ناقته القصواء التي كان لها شرف مبركها مسجد الرسول ومسكنه وقبره بالمدينة المنورة ، وهذا الشرف الثاني في فتح مكةالمكرمة الفتح العظيم ، ويطوف حول الكعبة ، ويضرب بسيفه الآلهة آلهة قريش المشركين من الأصنام مجندلها ضرباً باليمين ثلاثمائة وستين صنماً في مشهد مهيب من معه من المسلمين ، ومن في المسجد الحرام من المشركين الذين اعطاءهم الأمان ، وهو عليه أفضل الصلاة والسلام يقول:( جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقاً )كأبيه إبراهيم عليه السلام حينما ضرب باليمين أصنام قومه في بلاد الرافدين . بعد الانتهاء ، وقف مخاطباً أهل مكة : ماذا ترون فاعلاً بكم ؟ ماكان جوابهم أبن عم كريم اعترافاً باوشاج الدم ، وصفة الكرم ، فقال : أذهبوا فأنتم الطلقاء ، وكان من بينهم حرب بن ابي سفيان ابن أمية زعيم قريش كما فعل أخيه يوسف عليه السلام مع أخوته لا تثريب عليكم اليوم ، وأمر عمه العباس ابن عبدالمطلب ان ينصب قبته على مورد جبير ابن مطعم بن عدي القرشي ويغرز رايته فيها ، ففعل عمه ما أمره عليه أفضل الصلاة والسلام فغرز الراية ، ونصب القبة ، ووقف رسول الله ومعه الجيش الإسلامي وسراياه وقوادها وجمع من المسلمين ، وصلى به وعرف هذا الموقع بمسجد الراية فيمابعد ، وكان يعرف بموقع القبة وأول من بناءه / عبيدالله بن عباس بن علي بن عبدالله بن عباس في العصر العباسي ، وجدده الخليفة العباسي المستعصم بالله سنة ٦٠١هجرياً عرف بمسجد الراية نسبة لراية رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام ، وموقع مسجدالراية شمال الجودرية المدخل الشمالي لسوق الجودرية أمام شعب عامر أعلاه الردم الأعلى بالقرب من بئر جبير السالف ذكره انفاً فيما سبق ، والمعروفة بالبئر العليا مقابل عمارة الجفالي من غرب بالقرب من دار نجد بين شارع الغزة والجودوية والان كل هذه دخلت في ساحة توسعة الحرم المكي الشريف .
وقف رسول الله في قبته حيث محلها مكان غز رايته ، ومن حوله أصحابه ، وكبار الصحابة ثم خرج من داخل القبة عصر يومه ، واقفاً أمام مدخلها ، ووقف معاه أصحابه وكبار الصحابة فنظر لجبال مكةالمكرمة من الجهات الأربع والأطراف يشاهد سمبوستها ، وقممها سفوحاً وجوابناً ، وتلاعاً وشعاباً وصفاةً وصخرةً ، واطال النظر مسترجعاً بالذاكرة يوم كان يرعى الغنام فيها على قراريط ثم ركز نظره لشعب ابي طالب في هذا الشعب كان وزوجته خديجة ، وأصحابه محصورين فيه بلا مأوى ولا طعام ولا شراب الا ماندر من الغيورين ثم نظر للمعلاه حيث دفنت زوجته خديجة أم أولاده كان بوسعه ان تكون معه هذا اليوم لترى ثمار صبرها وإنفاقها على دعوة التوحيد وتجشمها معه الصعاب والمتاعب ، والدمع يتساقط من عينيه الشريفتين عليه أفضل الصلاة والسلام ، والصحابة تهشم بالبكاء من حوله فتح وبكاء ، وانتصاراً وبكاءً ما أعظمه من نبي وما أعظمهم من صحابة رجال من حوله لم ياخذهم زهو الفتح والانتصار ثم عاود الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم محطات وقوف قبل وبعد البعثة النبوية لم تخلو من الإشكالات والمحن والابتلاءات ، في طفولته السادسة ، وعندما عاد من حليمة مرضعته من مضارب ومدارك بني سعد لأمه بمكة رآت أمنة بنت وهب ( زهرة قريش ) أمه انه من باب الوفاء لزوجها ان تذهب لزيارة قبره مع ابنها محمد صغيرها وسيدة حبشية من مواليها تدعى بركة أم أيمن من أجل يعرف صغيرها موقع قبر أبيه عندما يشتد عوده ، ويزوره وذريته . عندما أحست بقرب أجلها فشدت الرحال ، وانطلقت بإتجاه يثرب مع صغيرها و أم أيمن ..
وصلت آمنة بنت وهب مع ابنها وأحد مواليها إلى قبر زوجها عبدالله ، وحفته من جميع جوانبه ، فوقف ابنها الصغير ونظر إلى قبر أبيه بحزن وتخيلات تعصف مخيلته عن شكله ومواقفه ومدى حاجته له فهو ولد يتيمًا وعاش طفولته بدون أب، وأمه تذرف الدموع من جفنيها وتهشم بالبكاء ، وينظر لبكاء أمه ، وبركة ام أيمن تكفف عنها من أجل صغيرها . مكثوا قليلًا عند قبر أبيه عبدالله ثم أمرتهم آمنة بالرجوع لمكة بعد أن ادت واجب الزيارة..
قطعت آمنة مع ابنها وأم ايمن ١٥٠ كيلاً حتى وصلوا الابواء ، فشعرت آمنه بتعب شديد ولكنها صبرت وتحاملت ، وكانت متمسكه بيد أبنها ، ومضت تصارع آلامها ، ونظراتها لا تفارق أبنها حتى تشبع روحها منه ، وتضمه على صدرها ، وتقبله من كل جانب ، وتشمه من جوانب عدة ، فهي شعرت أن هذا المرض لا شفاء منه . مجرد لحظات وستذهب روحها لبارئها ، فأرادت أشباع نظرها ، وشماً وتقبيلا بإبنها قبل الرحيل..
استمر التعب بمحاصرة آمنة ، وهي صامدة حتى تمكن منها فسقطت على الأرض ، وفي أحضانها ابنها وإذا بأم أيمن ترفعها ، والرسول ينظر لها بخوف والدموع بعينيه البريئة تقول: أم أيمن : فما أن رفعتها إلا وهي ترفع كفيها وتضم محمد، وتقول له: { يابني كل جديد بال، وكل آت قريب، وكل حي ميت }.. محمد يقول: أمي أمي أمي
فتموت آمنة ، والنبي ينظر لها ، وهي جثه والخوف والوحدة والحزن العظيم . في بيداء خالية والخوف يجتاحوهما من كل مكان، أم أيمن رآت حالته وعجزه ، فأخذت تمسح على راسه لتصبره ، فقالت له: عاوني يامحمد لنحفر قبر أمك، ويالهُ من موقف صعب طفل لم يتجاوز السادسة من عمره . ينظر لقبر أبيه بالأمس ، وباليوم يحفر قبر أمه..
فأخذ نبينا يحفر معها ، وهو يبکی وعمره ست سنوات ، وفي صحراء قاحلة ، وفي جو حارٍ . تقول أم أيمن: كنت أدير وجهه عن أمه من شدة البكاء، فجلسنا أنا ومحمد ثم دفناها في ذلك المكان . تقول أم أيمن : مسكته من يده لنذهب وهو يقول:أمي أمي أمي . نأخذ أمي معنا ويردد أمي أمي أمي نأخذها ويبكي ، واذا مشينا بمسافة حذفة حصاه عاد لقبر أمه يقول أمي أمي ثم نسير وينظر وراءه على أمل أن تلحقهم..
تقول:أم ايمن فمشينا من الابواء إلى أن وصلنا مكه . فتوجهت إلى بيت جده/ عبد المطلب ، فطرقت الباب فإذا عبد المطلب يفتح لنا الباب ثم قال: للنبي: أين أمك، فبكى النبي وهو يردد ماتت ماتت فضمه جده عبد المطلب ضمه قوية وقال له : أنت ابني أنت ابني..
وبعد سنين طويلة في طريقه لفتح مكه تذكر تلك الاحداث والمواقف فقال لأصحابه هذا قبر أمي فوقف ﷺ على قبرها فبكى فقال الصحابه: والله ما بقي أحد وقف معه إلا أبكاه وذات مرة زار قبرها وكان معه، ألفي فارس مقنع فقال لهم: "قفوا" أي انتظروا ، يقول أبو هريرة مارأيت رسول الله أشد بكاءاً من ذلك اليوم..
بوفاة آمنة ام الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام . شارف على السابعة من العمر أو لامسها ، ومازال في طفولته بوفاة أبيه يتيماً وبوفاة أمه لطيماً أجتمع اليتم واللطم ، وكفله جده من أبيه عبدالمطلب وببلوغ الثامنة من العمر . توفى جده ، وهو مازال طفلاً ، فأصبح لكيماً فاجتمع اليتم واللطم واللكم ، وهو مازال طفلاً . كفله عمه ابو طالب أكبر أنجال جده عبد المطلب ، وعرف وتقاليد عند العرب الأبن الأكبر يكفل ماكفله أبيه ، وان كان فقيراً ، وله أخوة أغنياء . تبقى التقاليد والأعراف سائر بين العرب ماقبل الإسلام ، وكان عمه ابوطالب مع شدة فقره كثير الأولاد فضمه لأولاده . فكانت زوجته فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبدمناف القرشية رضي الله عنها ( ثاني امرأة أمنت به بعد خديجة ) نعم السيدة ونعم الام له بعد أمه تعتني به ، وتؤثره على أولادها ، ومن أجل ان يساعد عمه ابوطالب من ضائقة المعيشة ، وقلة الحالة ، ومايعانيه من عوز وفقر وفاقة . عمل راعي غنم لقريش بقراريط من أجل يسد خلة عمه.
تأتي بعثته بالحق والتوحيد وإبلاغها فيصارع المتاعب من فصيلته آلتي تأويه ، وأقرب اوشاج الدم عمه ابولهب وامرأته ، ثم ينأى متشجماً السفر والانتقال لأهل الطائف ويتلقى عدم قبول الدعوة ، وتسليط الأطفال والصبيان والموالي برجمه بالمدقات والحجارة ، ويغادرها وقد أدمت قدماه الشريفتين حتى وصل لحائط بستان عتبة وشيبة أبني ربيعة بن عبد شمس القرشي بالطايف ، وعتبة سيد عبد شمس ووجيه من وجهاء مكة واثريائها ومن حكماء قريش وشخصية بارزه عند ظهور الإسلام ويلقب بالعدل لانه يعدل قريش كلها بالحلم والرأي السديد ويصحح اعوجاجها وظلمها واوقف حرب الفجار .
بينما هو في غفوة ونعسه مستنداً على الحائط . أحضر له عداس النينوي من بلاد يونس عليه السلام عنقود من العنب بأمر من سيده عتبة وشيبة ، وحينما تناول حبة منها عليه أفضل الصلاة والسلام قال: بسم الله كلمة لم يسمعه عداس وكانت أول إسلامه ومكسب لرسول الله كسبه من الطايف ، ودخل مكةالمكرمة في جوار / مطعم بن عدي القرشي وعصبة من أولاده ، وأعقبها رمي سلا الجزور على ظهر ساجداً لله ، وحصاره ومن معه في شعب ابوطالب . يتماً ولطيماً ولكيماً ، وطريداً وتآمر عليه بالقتل . تحفه عناية الله به كعنايته بنوح وأبيه إبراهيم وموسى ويوسف وعيسى عليهم السلام .
ياسادة تصور طفل في السادسة من العمر يسير مشياً على الأقدام من مكة إلى المدينة ويعود مشياً ثم وهو في الثالثة والخمسين من العمر تكتب له الأقدار ان يخرج متخفياً من مكة إلى يثرب يسير على الأقدام كما خرج أخيه موسى عليه السلام متخفي من مصر لأرض مدين اي نصب ومشاق ، واجهها في صغره ثم في اكتمال عوده واشتداد جسمه في الأربعين من العمر حياة يتم ولطيماً ولكيما في طفولته وحرباً وحصاراً ومقاطعةً ونبذاً ومؤامرةً بالقتل وغيرها ولكن كانت أعين الله معه كما كانت مع نوح وأبيه إبراهيم وموسى عليهم السلام ترعاه بعناية وهو في كل موقف وأزمة يقول : ربي أغفر لقومي انهم لا يعلمون انه الرحمة المهداءه عليه أفضل الصلاة والتسليم ،
ياسادة "تخيلوا رسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام . نازلاً من غار حراء يرتجف من هول الوحي .
محاصراً في شِعب أبي طالب .
مرجوما في الطائف .
ممنوعاً من دخول مكة .
مُتآمراً عليه بالقتل ليُقتل ويتفرق دمه بين القبائل .
مطارداً يوم الهجرة .
ماسحاً الدم عن وجهه يوم أحد .
شاكياً سُماً دسته له امرأة يهودية .
كم تعب ليكون لنا دين ونعرف خالقنا المعرفة التامة ونفرده بالعبادة .
بأبي أنت وأمي يا رسول الله" عليه افضل الصلاة وأتم التسليم .
ومع ذلك، فيقول:
"إن لم يك بك غضبٌ عليّ فلا أبالي..، ولكن رحمتك أوسع لي".
صلى الله عليه وسلم .
عانى معاناةً لم يمر بها مخلوق في طفولته ، وعانى في شبابه من أجل نشر الإسلام ، وعانى في كبره من أجل الحفاظ على الاسلام من أجل ان يوصل لنا رسالة الله أشهد أنك يارسول الله قد بلغت الرسالة وأديت الأمانة ، ونصحت الأمة ، وجاهدت في الله حق جهاده .
اللهم اجمعنا بنبيك و خير خلقك محمد صلى الله عليه وسلم
- تعليم الطائف يعتمد الدوام الشتوي للفصل الدراسي الثاني
- الفائزون بجوائز المسؤولية الاجتماعية للأندية للموسم 2023-2024.. “ماجد عبدالله” و”الهلال” في المركز الأول
- جدة تستضيف أول حدث دولي للكريكيت.. مزاد اللاعبين لبطولة الدوري الهندي الممتاز للعام 2025
- “هيئة العناية بالحرمين” تثري تجربة الطفل الروحانية بالمسجد الحرام
- نهج تعاوني.. “الصحي السعودي” يوضح المقصود بمفهوم “الصحة الواحدة”
- البنك المركزي السعودي يرخص لشركة “بوابة العملات للصرافة”
- أمين منطقة القصيم يستقبل الرئيس التنفيذي للمؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام ” إخاء”
- “الرياضة أفضل شي”.. حملة وطنية لتعزيز نمط الحياة الصحي بمشاركة مجتمعية واسعة
- “صيد واستغلال رواسب وإشعال نيران”.. ضبط 24 مخالفًا لنظام البيئة خلال أسبوع
- علاج التشوهات الخلقية.. كيف تحدّ “وثيقة الضمان الصحي” من مضاعفات الأمراض؟
- توقعات بتحركات إدارة ترامب ضد الحوثيين وإعادة تصنيفهم كمنظمة إرهابية
- “السياحة المصرية” تحذر: الحج بدون “تأشيرة مخصصة” يمنع استرداد الحقوق
- مفاضلة وتقديم ومقابلة.. “التعليم” تجيب على الأسئلة الشائعة عن برنامج “فرص” الجديد
- وداعاً للأرق.. حيلة غريبة تعيدك للنوم بعمق
- “الأرصاد” في تحديث جديد: انخفاض تدريجي في درجات الحرارة الصغرى
خالد بن حسن الرويس
مسجد الراية
08/07/2022 11:05 ص
خالد بن حسن الرويس
1
336957
(0)(1)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3510882/
التعليقات 1
1 pings
ابو فهد
12/07/2022 في 2:06 ص[3] رابط التعليق
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد
بأبي أنت وأمي يا رسول الله نقل لنا الدين اخرجنا من الظلمات الى النور
شكرا استاذ خالد الرويس على هذا الموضوع
(0)
(0)