كاتب المقال / صالح تركي الخالدي .
العنوان / أيّها الابن الوالدان بابان للخير مفتوحان .
النص /
الأب والأم هما نعمة من الله، فهما نبض قلوبنا وبسمتنا، وأرواحنا التي تمدنا بالحياة؛ حيث بذلا كلّ ما يملكان من أجلنا، وأفنا عمرهما لسعادتنا، فمهما كتبنا وعبرنا لهما عن مدى شكرنا وامتناننا لن نوفيهما جزءاً من حقهما علينا وهم جنود مجهولون على الأرض وسبب نجاح أبنائهم، فهما رفقاء الدرب ونحن فلذات أكبادهم، فيقدمون لنا يد العون ويمدونا بالدعاء المستمر ويساعدوننا في كل خطوة في مشوار الحياة و عطائهم لا يوازيه أي عطاء، فتضحياتهم لا حصر لها، وخيرهم على الأبناء يعلو فوق خير سنابل العالم بأكمله فقد دعا الله -عز وجل- عباده لبر الوالدين والسعي وراء إرضائهما بكل الطرق الممكنة و قال الله تعالى في كتابه الكريم {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً*. وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً* رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأوَّابِينَ غَفُوراً} ونلاحظ في الفترة الأخيرة كثرة عقوق الوالدين ونوضح بعض العقوبات الربانيه تتجزأ العقوبة كل من يعق والديه إلى قسمين، فهناك عذاب يشاهده في حياته الدنيا، وعذاب شديد يلقاه في الآخرة و عقوبة عقوق الوالدين في الحياة الدنيا لا تقبل أعماله حتى لو كان يقوم بفعل الخير و نقص في الرزق ووقف الحال و لعنة الملائكة و يصبح مكروه من الله عز وجل
و لا تستجاب له دعوات وتغلق في وجهه أبواب السماء
و هناك عقوبة عقوق الوالدين في الآخرة من المعروف أن رضا الله سبحانه وتعالى يرتبط برضا الوالدين، لذا لا ينال الجنة كل عاق بوالديه
وفي وطننا الغالي و سعة حكومتنا في وضع أسد العقوبات أمام كل عاق و نصت الفقرة 15 من القرار الوزاري رقم 1900 الصادر في 9/7/1428 هـ، حول عقوبة عقوق الوالدين من وجهة نظر القانون السعودي وحُددت فيه هذه الجريمة من الجرائم الكبيرة الموجبة للتوقيف. حيث نصت هذه الفقرة على أن الاعتداء على أحد الوالدين بالضرب هو جريمة يعاقب عليها القانون.
فعند تعرض أحد الوالدين للعقوق من قبل ابنه على الأب بالتقدم إلى المحكمة الجزائية بدعوى عقوق.
وبعد تأكد القاضي من هذا الجرم يمكنه الحكم على الأبن العاق بعقوبة تعزيرية شديدة تصل إلى السجن والجلد.
ويمكن أن يحكم بعض القضاة بعقوبة بديلة، مثل أن يعمل الأبن بإحدى دور العجزة، بالإضافة إلى الوعيد الشديد في الآخرة كما أوضحت الشريعة الإسلامية.
كما في الفترة الأخير إذ شهدت المحكمة الجزئية في جدة الكثير من القضايا في هذا الشأن.