( يرونه ولا يراهم ) هذه العبارة الثلاثية هي مختصر لفايروس جديد يُدعى ( الفانز تبعي ) وبطبيعة حال أي فايروس يحتاج للقاح للتحصين من أعراضه ، للحد من انتشاره كعدوى تُصيب المزيد بمن فيهم ( الفانز) .
في العام٢٠٠٣ ظهرت ماتسمى ببرامج الواقع ، وهي باختصار برامج مسابقات تتضمن وجود عدد من الشباب والشابات في منزلٍ واحد يمارسون حياتهم اليومية بشكلٍ عفوي تحت رقابة الكاميرات على مدار الساعة فلاتفارقهم إلاَّ في دورات المياه أو نحوها ، والجماهير المليونية المتابعة تختار بالتصويت من يبقى ومن يخرج حسب قناعتهم وعلى قولة اخواننا المصريين ( كله بحقه ) . اتذكر حينها أنَّ آراءً نفسية أكدت التأثير السلبي على الصحة النفسية للطالب لبقائه تحت الرقابة على مدار الساعة .
قد يخالفني البعض عندما أقول أنَّ المشاهير الذين يحتفظون بملايين المتابعين ؛ هم في الواقع أسرى ولكن بلا أغلال أو قضبان ، فهم لايملكون وقتهم ولا حريتهم ، وخصوصيتهم بلا أسوار ، فلا يتذوقون النوم ولا الطعام والشراب ، والملبس الذي يكسوهم للإعلان فقط دون الزينة ، هم يملكون فقط المال الذي يبددون من أجله المُتَع ، ولذا فبعضهم عملاء دائمين للعيادات النفسية والمصحات .
لقد تحرر البشر من استعباد بعضهم لبعض ؛ فعمَّ السلم المجتمعي واتزنت المجتمعات ، فماذا لو استمر ملايين البشر يلاحقون شخصًا واحدًا - أحمد الله أنني لست منهم - يقودهم بلا هدف ولا بصيرة ، فقط لأجل استهلاك الوقت الذي أصبح عبئًا علينا نتوق للتخلص منه ؛ هل نحن أمام استعبادٍ جديد يعيدنا لعصور الجهل ؟؟
أعتقد أنَّ ضبط محتوى المشاهير بإصدار دليلٍ استرشادي ثابت ، هو سبيلٌ لائق لتقنين نوعية المتابعين الذي يؤدي لتحجيم أعدادهم وبالتالي التخلص من ثقافة التبعية إلى تبعية الثقافة .