هل حقاً أننا مترفون؟ وبالنعم مستدرجون؟
هل مللنا من النعم التي بين أيدينا؟
هل بات التبذير والإسراف من جينات الكرم الزائفة في حياتنا ؟؟أمِ التباهي والمحاكاة والتقليد أصبح قفصاً مجتمعياً نلجُهُ شئنا أم أبيْنا؟
هل نحن بحاجة ماسة وضرورة ملحة الى تعلم ثقافة إدارة المصروفات والادخار لنغير من سلوكنا؟؟ أمْ أنفق ما في الحساب الجاري ويخلف عليك الباري!!!
من المسؤول عن هذا الهدر الهائل الذي ينذر بشؤم رفع النعمة وحلول النقمة؟
هل جمعيات حفظ الطعام أو بنوك الطعام تمتلك حلول عملية ولديها طوق نجاة قبل أن نصيح يا حسرةً على ما فرطنا في نعمة لم نحسن شكرها؟
هل نحن مبالغون فيما نقول؟
القاعدة الربانية في الاتزان والاقتصاد والادخار لحفظ النعمة والموارد العامة والصحة هي (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) إِنك تتألم حين ترى المجاعات من حولنا وكثرة الأوبئة لشعوب كانت سلة غذاء لمن حولها حتى إذا فرحوا بما أوتوا وكفروا بأنعم الله فأصبحت النعمة لا ميزان لها عندهم وظنوا أنهم قادرون عليها فبدل الله حالهم وانتُقِصت أرزاقهم بعد أن كانوا في نَعْمة فاكهين،
ولم يخرج منهم رجل رشيد أو جماعات تهديهم سواء السبيل فاستعانوا بها على المعاصي وأَمنوا مكر الله حينها اصطدموا بِجُدُر الفقر القاسي وذاقوا المآسي وتصدعت منهم النواصي ،لم يجعلوا للمسكين فيها حظاً مقسوم و استأثروا بالمال والمطعوم ونسوا قوله تعالى
( وآتوهم من مال الله الذي آتاكم )
فأذاقهم الله لباس الخوف والجوع، والنعم اذا كُفرت فرّت واذا شُكرت استقرت
ما تكاد ترى اليوم حاوية من حاويات القمامة إلاّ والخبز معلق في حافتها وبقايا الطعام متناثر من حولها أو مرمي مع الفضلات والنجاسات
أليس هذا يا كرام من كفران النعمة؟؟؟ بلى ورب الكعبة ،لماذا هذه البقايا لم يكن فيها حظ لبطون الجياع أو أفواه السباع ؟؟، إن كمية الهدر الغذائي سنوياً في السعودية بلغ حوالي أربعة ملايين و٦٦ أَلف طن والذي يكلف الدولة ٤٠مليار ريال سعودي سنوياً .
أما قال الرسول عليه الصلاة والسلام ( ومن كان عنده فضل زاد فليعُد به على من لا زاد له) وقال( ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع) وهو يعلم بحاله
إنْ هذه النعم التي بين أيدينا ليست استحقاقا أو علامة محبة ورضى واصطفاء أو عبقرية ودهاء!! إِنما هي فتنة ومحنة وابتلاء يختبر الله بها عباده منِ الشاكر؟ ومنِ الكافر بهذه النعم؟ ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه والله له الغنى المطلق بيده خزائن السماوات والأرض لا يزيد في خزائنه شكر العباد ولا يضره كفرهم ويحب الشاكرين .ولو كانت هذه النعم استحقاقاً لكان أولى بها رسول الله عليه الصلاة والسلام وأصحابه الكرام والقرون المفضلة فقد تقرحت أشداق الصحابة من أكل أوراق الشجر وكان عمر رضي الله عنه يقول (اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم)
إن هذه النعم ليست كآبار النفط والمناجم متى نضب بئرٌ فتحنا آخر واتّكأنا على المخزون الاحتياطي بل متى أحسنّا جوارها عشنا في رغد العيش ومن كان حصيفاً فليكرم جاره فكيف إذا كان هذا الجار نِعَمٌ تترا نبت من خيرها لحمنا ونَمَا منها عظمنا وسدّت جوعتنا وهنأت نومتنا وطَعِمَ منها فقراؤنا ،
إِن هذه النعم حبل ممدود طرفٌ منها بأيدينا قد كتب عليه لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد والشكر أَن تفيض من زادك ومالك على من لا مال له ولا زاد وليس كلمة تردد باللسان
أَلاَ ما اشدّ عقاب الله على الخلق حين يعلنوا كفر النعم !!
إِن هذه الموائد النباتية والحيوانية والبحرية لم يكن وجودها بدعوة الأولياء والأصفياء ان ينزل الله علينا مائدة من السماء ، إنما هي من رزق الله ونواله
فنحن اليوم نعيش عيش المترفين جاءتنا الارزاق من اقصى الدنيا تسعى إلينا لم نحتاج ان نجوب الأرض أو نمخر عباب البحر لنسافر إلى الآفاق بحثاً عن الأرزاق
يخرج اعظم رئيس للدولة الإسلامية محمد صلى الله عليه وسلم ووزيراه
أَبي بكرٍ وعمر الفاروق ذات ليلة على غير ميعاد كلٌ يشكو الجوع لأن الجوع إِذا نام مع الإِنسان فبئس الضجيع فلما أَكلوا البُسْر والرطب والتمر وشربوا الماء البارد من بستان الانصاري التفت اليهم معلم الأمة عليه الصلاة والسلام بعد ان شبعوا فقال والله لتسألنَّ عن هذا النعيم وهذا النعيم الذي اقسم عليه رسول الامة ليس عندنا إلاّ فاكهة عارضة تأتي قبل الوجبة الأساسية وبعدها نأكل أطايب الطعام فأصبحت بطوننا مقبرة للحيوانات والنباتات فتخمت بطوننا فبقر الطبيب احشاءنا واستأصل امعاءنا. ومن شدة جوع الصحابة ربطوا على بطونهم الحجر فأكلوا ورق الشجر فصبروا واحتسبوا فوفّى الله الصابرين أجرهم بغير حساب
ومن وجهة نظر الكاتب لابد من التنادي أن نوجد حلاً عملياً في ضوء رؤية ٢٠٣٠ لوقف هذا الهدر الغذائي لأن الموارد مِلْك الجميع ويجب أن نحترم هذه النعمة ونحقق مراد الله من بسط النعم على عباده وأخذ العبرة بمن ملكوا النعم قبلنا أكثر مما ملكْنا فانسلخ الشكر من السنتهم وقلوبهم فطاف عليها طائف من ربك وهم لاهون لاعبون يتراقصون على النعم
والهاهم النّغَم واحلّوا قومهم دار البوار
واليكم بعض الحلول لنتجاوز هذا البذخ والإسراف والتبذير
١- تعديل سلوكنا في المأكل والمشرب وتعلّم ثقافة التدبير والاكتفاء بالقدر الذي يؤكل في بيوتنا عند صنع الطعام
٢- وضع الطعام الزائد النظيف في حافظات مناسبه والتصدق بها في ذات اليوم ليبق الطعام مستساغاً وطيباً يقبله الآخرون أو الجيران أو العمالة وبهذا حققنا التكافل الاجتماعي
٣- شراء أواني حفظ الطعام والاحتفاظ بها في البيوت حتى يسهل علينا التصدق بالطعام الزائد فوراً وهو طازج دون الحاجة لإِدخاله التبريد أو
دون التخلص منه في القمامة
٤- اكل الطعام البائت أو إخراجه لدواب الأرض وعدم رميه بجوار الحاويات
٥- إنشاء بنوك للطعام في كل مدينة بقدر عالي من الاحترافية لحفظ الطعام الزائد .
٦- تبني رجال الاعمال واهل اليسر هذه المشاريع المجتمعية تحمل اسمه تحت مظلة رسمية تبقى له صدقة جارية وسنة حسنة في المجتمع
٧- التوسع في افتتاح جمعيات حفظ النعمة وإعادة النظر في الارتقاء بطرق الحفظ لمدة اشهر ليستفاد منها وقت الحاجة
٨- نشر ثقافة البوفيهات المفتوحة في المناسبات
٩- تشديد الرقابة على المطاعم ووضع غرامات امتهان النعمة ويحذر وضع الطعام الزائد في أكياس النفايات بل تستفيد منه الطيور ودواب الأرض
١٠- منصة احسان ومركز الملك سلمان للإغاثة ارجو ان يكون له قصب السبق في هذا الشأن فهما الأضخم والأقدر والأجدر في الاشراف والتبني لهذه المشاريع النوعية فرؤية ٢٠٣٠ تحوّلْ الى عالم الجمال والكمال والسمو والنفع
أَيها المتنعمون!!!
يدُ اللهِ ملْأَى لا يُغِيضُها نَفَقَةٌ ، سحَّاءُ اللَّيْلَ و النهارَ ، أرأيتم ما أنفَقَ منذُ خلَقَ السماواتِ و الأرضِ ؟ فإِنَّهُ لم يَغِضْ ما في يدِهِ بل اذا اعطى ادهش
ذلك بأن الله لم يك مغيراً نعمةً أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم إن الله سميع عليم
- أمير منطقة حائل يستقبل وزير السياحة
- إدارة تعليم المذنب تحتفي باليوم العالمي للطفل
- حرس الحدود بجازان ينقذ مواطنين تعطلت واسطتهما البحرية في عرض البحر
- تنفيذ حكم القتل تعزيراً بعدد من الجناة لارتكابهم جرائم إرهابية
- النيابة العامة تعلن عن تدشين “غرفة الاستنطاق المخصصة للأطفال”
- «الحياة الفطرية» تطلق 26 كائناً مهدداً بالانقراض في متنزه السودة
- تستمرّ للثلاثاء المقبل معلنة دخولَ الشتاء.. جولة مطرية جديدة يصحبها انخفاض بدرجات الحرارة بمعظم المناطق
- لاستبدال 250,000 مكيف.. “موان” يعلن إطلاق ثالث مراحل مبادرة “استبدال”
- «الجنائية الدولية» تصدر مذكرتي اعتقال لنتنياهو وغالانت
- “حساب المواطن” يعلن صدور نتائج الأهلية للدورة 85 لشهر ديسمبر القادم
- من مخاطر داخل المنزل تهددهم.. “المدني” يؤكد أهمية المحافظة على سلامة الأطفال
- “الهيئة العامة”: كود الطرق وضع معايير وشروط لتصميم وتركيب مطبات السرعة
- بوضعية خارج الرحم.. “سعود الطبية” تنقذ جنينًا بحالة حمل نادرة في الأسبوع الـ26
- «الطيران المدني» يُصدر تصنيف مقدِّمي خدمات النقل الجوي والمطارات لشهر أكتوبر الماضي
- الزكاة والضريبة والجمارك تدعو وسطاء الشحن إلى الاستفادة من الخدمات الجمركية المقدمة في المنافذ البحرية
كتبه _ثمان أحمد الزهراني
أحسنوا جوار النعم
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3504817/