أحياناً ، تصبح المستحيلات ممكنه عندما نحتاجها بشدّةٍ ونطلبها بقوةٍ لا تقبل التأجيل) .!
هذا ما يقوله (توماس إليوت) الشاعر والروائي المسرحي الشهير .! ولعلّ (إليوت) قد نسيَ أنَّ بعضَ (المستحيلات) ستظلُّ (مستحيلةً) على الدّوام عندما نكون في مكانٍ يحكمهُ (الرجال الجُوف) ، أو (الرجال الخاوون) كما وصفهم (إليوت) نفسه في قصيدته الرائعة التي تحمل نفس العنوان .!
سأتوقف هنا ولن أزيد ، فالله وحده العالم بالسرائر ، ولن أقول شيئاً (لا أعرِفُهُ) عن الرّجال الجُوف مخافةَ أن أظلمَ بهِ (فلاناً) أو (فلان) ، وسوف يحاسبني الله به يوم ألقاه .!!
سأتركُ الحديثَ عن أولئك الذين اختاروا أن (يعالجوا) الحُمّى (بالسرطان) ، وسأحدثكم عن (الأهلي الجريح) الذي سيلاقي (أبها) يوم السبت ، عن (أهلي المستحيل) الذي كنتُ أتمنّاهُ ولا أزال .!
منذ منتصف الموسم الماضي ، وفي عهد سيئ الذّكر (فلادان) وعندما كنّا أقرب ما نكون إلى تحقيق بطولة الدوري ، وضحَ وبصورةٍ جليّه أنَّ الأهلي سيعاني الأمرّيين على مستوى الشّق الهجومي ، فاللعب بطريقة رأس الحربة التقليدي أو (المهاجم الصريح) لم تعد تناسب الأهلي بأي حالٍ من الأحوال ، ولا يمكن أن نرجع بالزمن (إلى الوراء) ، فلكل زمانٍ (رجالُه) ولكل ميدانٍ (فُرسانُه) ، تلكَ حكمةٌ يعرفها كلُّ (عاقِل) ، لكننا نعيش بين (المجانين) .!
كنتُ أنادي باللعب بطريقة (المهاجم الوهمي) لأن الأهلي كان يملك جميع أسلحتها ، كان لدينا (ميتريتا وغريب والغاني أوسو) بالإضافة إلى (مندش وهيثم) ، كنا نستطيع أن نصنعَ من هؤلاء الخمسةِ ثلاثياً هجوميًا يستطيع أيُّ منهم القيام بمهام لاعب الطرف والتحول لأداء دور رأس الحربة الوهمي وكذلك العودة لأداء الدور الدفاعي متى لزم الأمر ، كنت أنادي وأنادي ولا حياة لمن تنادي .!؟
واليوم ، ونحن نقابل (أبها) العنيد ، يجب أن يعي القائمون على أمر الأهلي أنَّ مصلحة الأهلي فوق كل اعتبار وأنَّ (الحديدَ لا يفلّهُ إلاّ الحديد) ، والأهلي لا يزال يملك هذا (الحديد) وإن علاهُ بعضُ (الصّدأ) على مقاعد (دكّة البدلاء) .!!
لو كنت في موقع الأوراجوياني سيبولدي فسوف أبدأ مباراةَ أبها بالتشكيل التالي :
لن يكون هناك تغيير على مستوى الخط الخلفي فكما يقولون ، الجود من الموجود .!
(فرانك كوم) سيكون اللاعب رقم (٦) وسيكون أقرب اللاعبين إلى متوسطي الدفاع ، يشاركه على الترتيب كلاًّ من (علي الأسمري وإدواردو) في مركزي (٨) و (١٠) .!
ثلاثي المقدمه سأضع فيه على الرواقين الأيمن والأيسر في مركزي (٧) و (١١) كلاًّ من (هيثم عسيري) و (عبدالرحمن غريب) ، أما في مركز رأس الحربه فسأختار لهُ اللاعب الواعد (عبدالله المقرن) ليكون اللاعب رقم (٩) .!!
بهذا التشكيل سيكون لدينا في خط المقدمه ، ثلاثي شاب يتمتع بالسرعة والحركه وسيكون مصدر قلقٍ دائم (للدفاع الأبهاوي) ، وبانضمام (إدواردو والأسمري) ومن خلفهم (إليوسكي) سنشكل جبهةً هجوميّةً يصعب إيقافها .!
لم يفت الأوان بعد ، ولا زالت الفرصة مواتيةً للخروج بالأهلي إلى بر الأمان متى ما حسنت النوايا واجتمع رجال الأهلي على حب الأهلي ، والأهلي فقط ولا غير .!!