على الرغم من أن العديد من وسائل الاعلام المحلية قد تحدثت عن هذه الظاهرة السلبية التي باتت تلقي بظلالها على الشارع السعودي , إلا أنه وحتى هذه اللحظة لم تتخذ أي من الإجراءات التي تساعد على القضاء على هذه الظاهرة أو حتى الحد منها . دعك من الإزعاج الذي بات يشكله عمال النظافة عند التسول (يسألون الناس إلحافا) ، سواء كان ذلك في الأماكن العامة أو عند الإشارات أو حتى بجوار المنازل وبطرق مبتكرة قد لا تخطر على البال . السبب في ذلك يعود إلى ضعف الرقابة من قبل الأمانات والبلديات , وأيضا إلى عدم تعاون المواطن والذي بدوره يقوم بتقديم الأموال لهم أحيانا وبدون أي مبرر . الأمر الآن قد تعدى ظاهرة التسول وما تحمله من سلبيات وتلوث بصري , وبدأت تؤثر حتى على مستوى الأداء (النظافة) . تجد عامل النظافة يترك واجبه في تنظيف الشوارع ويركز كل جهوده عند الإشارة , وقس على ذلك في الأماكن العامة والمولات ... , الأخطر من ذلك كله أن البعض من عمال النظافة إذا لم تقدم له (المعلوم) فإنه سوف يمتنع عن نظافة الشارع المقابل لمنزلك . أيضا يغلب على عمال النظافة الأمية والجهل وتجدهم ينتمون إلى الطبقة الكادحة التي تعيش تحت خط الفقر (الأرياف) , وعلاقتهم بالمدنية الحديثة متواضعة جدا , ويتم إعدادهم وتجهيزهم على عجل من أجل الإلتحاق بسوق العمل , وتجد البطالة المقنعة بشكل واضح من خلال الطريقة التي يتم توزيعهم فيها على الشوارع وبشكل مبالغ فيه . ناهيك عن كون البنية الجسمانية لديهم ضعيفة ومنهكة , والتي تعود إلى أسباب عديدة مثل العامل الوراثي والصحة والغذاء . في العديد من دول الجوار تجد أن عمال النظافة من أبناء الوطن وقد نالوا من التعليم نصيبا ومن النادر جدا أن تجد أحد منهم يمد يده إلى الغير . وهذا بدوره يفتح ملف (توطين) عمال النظافة على مصراعية , لقد تجاوزنا ثقافة العيب وأصبح الشباب الآن يلتحق بالعديد من الوظائف والمهن التي كانت حتى وقت قريب من المحرمات . ومن أجل نجاج التوطين لا بد من العمل على تغيير النظرة السلبية نحو عامل النظافة عفوا (مهندس صحي) . من خلال تقديم العديد ن الحوافز له مثل (تقديم الراتب المغري له أسوة بالدول المتقدمة , المؤهل المناسب , بدل العدوى ، التأمين الطبي ..) .