يدرك المجتمع أن الإعلام أصبح من أهم الوسائل المستخدمة للتخاطب مع الأفراد ، وطبقات المجتمع كافة على حد سواء، والذي يسهم في إيصال القضايا المختلفة في المجتمع وفي المجالات كافة، وهو يُعبّر عن ضعف الأمة أو قوّتها، وله تأثير كبير في أفراد الأمة وحياتهم وساعد أيمن لهرم السلطات العليا والوزارات والقطاعات العامة والخاصة وشريك في صناعة القرار والتنمية ونافذة يطل من خلالها المسؤول على مكامن الخلل ومعالجته باعتباره مصدراً مهمّاً من مصادر التوعية وبناء الفكر المجتمعي، وهي ذات تأثير كبير في عمليّة تكوين الرأي الجماهيري، إلى جانب التأثير في تكوين اهتماماتهم وتوجهاتهم الفكرية والسياسية، وتطوير مستوياتهم الفكرية والأكاديمية والاجتماعية.
إلى هذا الجانب أولت قيادتنا الرشيدة الإعلام جل الاهتمام والعناية والدعم وتعزيز دوره الريادي ممثلاً بوزارة الإعلام تزامناً مع عصر الثورة المعلوماتية ومواكباً لرؤية المملكة 2030 من خلال الإعلام الجديد بكافة قنواته ووسائله المختلفة وهذا الجهد المبارك نتج عنه تفاعل الكوادر الوطنية المهنية حتى أصبح الخبر في متناول الأفراد والجماعات عبر المتصفح الكفي بدلاً من الصحف الورقية ذات الأخبار البائتة التي أصبحت الآن في طي النسيان وخير شاهد على اندثارها إغلاق مكاتبها في المناطق الرئيسية وتسريح المئات من المحررين بسبب عجزها المالي وضعف إيراداتها ورجيع إصداراتها اليومية , بعكس الصحف الإلكترونية التي خطفت الأضواء وبدأت تواكب الحدث محلياً وعالمياً بجهود ذاتية وبأقل تكلفة من الصحف الورقية بل أكثر وأوسع انتشاراً وتميزاً في قوة الطرح وجودة المواد .
الإعلام مهنة شاقة وعصف ذهني لايدرك متاعبه , إلا من أبحر في أعماقه متسماً بالمهنية والمصداقية والأمانة والشفافية .
طالعت هذا اليوم الخبر المنشور بصحيفة "أضواء الوطن" وبعض الصحف الإلكترونية بعنوان (خالد المالك: الصحف الورقية تعتمد على الكفاءات وتتمتع بالمصداقية أكثر من الإلكترونية)..!! وجاء في سياق الخبر إسقاطات متكررة لعراب الصحافة وأحد رموزها الأستاذ خالد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة ورئيس هيئة الصحفيين السعوديين ضد الصحف الإلكترونية والتشكيك في نزاهتها من خلال تغلغل المحسوبيات وعملها من أسرة واحدة بعكس الورقية البريئة من المحسوبيات بحسب تعبيره. مراهناً على أن الصحف الورقية هي الأبقى نافياً وجود صحافة رقمية بيننا ..!! تناقض مريب ..لله العجب .
ألا يدرك المالك أن الصحافة الإلكترونية تعمل تحت مظلة وزارة الإعلام بتراخيص رسمية مثلها مثل الصحف الورقية وتعمل وفق لوائح ونظم النشر الإلكتروني وبهيكل رئاسي وإداري موافق عليه من الوزارة .
لاشك أن هذا التوجه كارثي باعتبار أن التصريح منسوب على لسان رئيس هيئة الصحفيين المناط به الدفاع عن أعضاء الهيئة كونهم أعضاء في هذه الهيئة بدلاً من التهكم والتشكيك في نزاهتهم والتقليل من دورهم .. المصداقية والأمانة غائبة ياسعادة الرئيس ..أن لم تكن واثقاً بتلك الصحف لماذا توافق على انتسابهم في هذه الهيئة التي تواكب المرحلة المفصلية للصحافة السعودية منذ تأسيس الهيئة برئاسة المغفور له بإذن الله تركي السديري وحتى وقتنا الحاضر.
هيئة الصحفيين السعوديين للأسف بحكم الحاضر الغائب لم تقدم أي تحولاً إعلامياً يواكب الثورة العصرية للإعلام وبات نشاطها في افتتاح الفروع في المحافظات والمدن دون أي دور ملموس لتلك الفروع ماعدا بعض الفروع وبجهود ذاتية تقيم ندوات فقط .
نتمنى مثل مايتمنى سعادة رئيس الهيئة أن يكون العمل الرئاسي حيادي بعدالة وأمانة وشفافية بعيداً عن التشكيك في النزاهة والأمانة وأن يقدم عراب صحافتنا الاعتذار لزملاء المهنة الذين يكنون لأبي بشار كل المودة والتقدير أو مغادرة الهيئة والاستقالة وإعادة هيكلتها وضخ دماء جديدة لمواكبة المتغيرات والمستجدات وفق منظومة عمل متكاملة .
بشيرالرشيدي
b-s-basheer@hotmail.com
التعليقات 1
1 pings
سمّاح سَالِم الرشيدي
12/04/2022 في 4:28 ص[3] رابط التعليق
أحسنت أبا عبدالله .. دينوصورات الإعلام شعروا بأن الأضواء انحسرت عنهم وعن صحفهم الورقية فكانت ردات فعلهم محاولة النيل من وسائل الاعلام الحديثة ( ( السوشيل ميديا) عامة والصحف الألكترونية خاصة.
(0)
(0)