لابد لكل واحد منَّا ذكريات في شهر رمضان أثناء مرحلة طفولته؛ كنّا في ينبع نحتفل بقدوم رمضان كبقية المناطق بالمملكة.
أنا أتحدث عن بعض ذكريات رمضان في ينبع كانت لها طعم مختلف نشعر به، حيث كنت أنتظر مدفع رمضان وعندما أسمع صوت المدفع أجري لأعلن لهم موعد الإفطار، ومن تقاليد رمضان عندنا في ينبع كنا نتزاور ونجتمع كأسر وعوائل حول سفرة واحدة.
كان البيت الذي يطبخ طعاماً يطعم الجيران منه، و تبادل صحون الطعام بين الجيران وإشراك بعضهم البعض بتذوق ما يعد من أكلات شهية طيبة من بين التقاليد والطباع الاجتماعية والتي اعتادت عليها العوائل على ممارستها بينبع وهي تفتح أبواب الود والمحبة بين الجيران ، أما الآن أصبحت العلاقات فاترة بين الجيران.
كان زمان في ينبع لايوجد مشاريع إفطار صائم بل كان أهل ينبع يقومون بتقديم مايطبخونه في بيوتهم للمسجد وذلك من أجل عابري السبيل والزائرين والعمال والعزاب. في رمضان وأنا صغير لا أخاف من الظلام لأنهم كانوا يقولون لنا أن الشياطين والعفاريت تختفي في رمضان كنا نذهب في الليل وبالظلام بدون خوف مارين بالموقفة وإلى سوق أليل والرقعة الصغيرة والرقعة الكبيرة وكانت تزينها الأتاريك. والفوانيس المعلقة.
كنا نلعب ونجري في تلك الأزقة والأسواق التي تسمى الآن بالمنطقة التاريخية وأحيانا نروح عند الكنداسة نصطاد سمك الكنداسة هي مضخة لتحلية مياه البحر والذي قام في إصلاحها والد الأستاذ : ابراهيم كنداسة رحمه الله مؤسس بصمة اتحادي وبصمة رياضي.
كنّا بينبع نعيش في طقوس وشعائر تنمي شخصية الفرد وتربطه بالثقافة الينبعاوية التي تعبر عن مدى الروحية عبر الصيام والشعائر الدينية التي تخلق نوع من الحنين بعيداً عن التشدد والتزمت، مما جعل هناك روابط اجتماعية مميزة وكانت المحبة تغمر قلوب الناس.
الآن حتي المقلية والمشبك والمطبق واللحوح وشربة ينبع الحب اختلف طعمها عن زمان تماشياً مع برودة الروابط الاجتماعية التي أصبحت من ضمن الذكريات الجميله التي كنا نشعر فيها برمضان.
في ينبع عندما يشارف شهر رمضان على المغادرة والفراق يدخل قلوب الناس من يوم الثامن والعشرين؛ الحزن والأسى، وكأن ضيفًا كريمًا وعزيزًا عليهم سوف يتركهم ويودعهم، حتى إن بعض الناس يتحسرون على انتهاء هذا الشهر المبارك، وخاصة في لحظة الإعلان عن انتهاء شهر رمضان تعتبر هي لحظات الفراق والوداع.
أما اليوم أصبح رمضان الاحتفال فيه بالمسلسلات والبرامج التلفزيونية والأسواق التجارية لنفقد الروحانيات والعادات الاجتماعية التي كانت موجودة لدينا في مثل هذه الأيام.
إن ذكريات رمضان في ينبع تحمل الكثير من المثاليات والروحانيات العالية التي يتميز بها أهل ينبع والتي لايمكن حصرها.
ماذا يتبقى ؟
يتبقى لي اجمل الذكريات في رمضان.
كنّا زمان نحن وأشقائي وأسرنا يوميا نجتمع على سفرة (جازية) رحمها الله بشكل يومياً طوال شهر رمضان ولما توفت رحمها الله أصبح لكل واحد منا سفرته على حدى.
تعرفون من هي (جازية) إنها أمي بكل فخر واعتزاز الله يرحمها ويغفر لها ويجعل مسكنها في الفردوس الأعلى من الجنة
لاتنسونها من دعوة بظهر الغيب.
بقلم : عبدالله الحصيني
التعليقات 1
1 pings
لحظه امل
09/04/2022 في 7:46 م[3] رابط التعليق
الله يرحمها ويغفر لها
انتم أجمل الجيل لديكم الماضي جميل والذكريات اجمل.
(0)
(0)