في وسط أجواء الريف الهادئة حيث المناظر الخلابة والأجواء الساحرة البديعة كان هناك أخوان يعيشان في منزلهم الفسيح ولديهم المزارع والبساتين كانوا في رغد من العيش كان الأخ الأكبر اسمه "ياسين" والأخ الأصغر اسمه "حسين" أعجب حسين بفتاة فقيرة من أسرة بسيطة وأراد الزواج بها أثناه الكثيرون على مثل هذا الزواج الغير متكافئ فالفارق كبير والبون شاسع بين العائلتين من الناحية الا الاجتماعية إلا أن حسين ضرب بكلام الناصحين له عرض الحائط ولم يأبه بكلامهم وأصر على الزواج من الفتاة التي أحبها قلبه، ومرت السنون ولم يرزق ياسين بأولاد أنفق أموالا باهظة من أجل أن يرزق بأولاد لكن لا جدوى ، وأما أخوه الأصغر " حسين " فقد تزوج من فتاة من نفس الطبقة الاجتماعية الكبيرة أنجب حسين ولده الأول وقد سماه " جابر " وبعد ثلاث سنوات أنجب فتى آخر سماه " علي " وقنع الأخ الأكبر ياسين بما قسم الله له من عدم الإنجاب وقال لأخيه أنت أخي وولدي والحمد لله على قضائه ، لكنه لم ييأس من رحمة الله بأن يعطيه ما تمنى ظل يجتهد في الدعاء يذهب للحج والعمرة ويشرب من زمزم بنية الذرية وبعد أن تجاوز الخامسة والأربعين من عمره وكانت زوجته في السابعة والثلاثين يعود من مزرعته ليجد زوجته تتوعك ولا تكاد تحتمل الآلام التي تعتريها فانخلع قلب ياسين على زوجته الحنون ويذهبا إلى الطبيب الي يزف له أجمل خبر وأسعد بشرى " مبروك زوجتك حامل " لم يصدق ياسين ما ألقى على مسامعه وظل صامتا وطرقا هو وزوجته وكأن على رؤوسهم الطير وتنتابهما حالة من الصمت الرهيب ليسمع الطبيب وهو يعيد عليه نفس العبارة
ياسين بلهفة : هل أنت واثق يا دكتور من هذا الكلام ؟
الطبيب : أثق في هذا الكلام كل الثقة .، ولكن لماذا تستغرب ؟
ياسين : أنا متزوج منذ ما يقرب من عشرين سنة ولم نرزق بأولاد ثم تبشرني بهذا الآن وتستغرب من اندهاشي ؟
الطبيب : يبدو عليك الصلاح والتقى ألا تذكر ما حدث مع الخليل إبراهيم وأنه رزق الولد بعد الثمانين من عمره ، إنها إرادة الله يا أخي .
ياسين وزوجته : اللهم لك الحمد ، نظر ياسين إلى زوجته وعيناه تذرفان دموع الفرح الحمد لله أن جعل عاقبة صبرنا خيرا .
يعود ياسين وزوجته والسعادة الغامرة ارتسمت على وجوههما ، يوصي ياسين زوجته ألا تجهد نفسها مهما كان وانطلق إلى أخيه حسين لكي يزف له البشرى وهو يحسب أن أخاه سيطير فرحا بهذا الخبر الذي انتظره ياسين مليا ،يدخل ياسين على أخيه حسين في الغرفة وقد ارتسمت بسمة كبيرة على شفتيه ،
حسين : كيف حالك يا أخي ؟ أرى السرور يبدو على محياك .
ياسين : الحمد لله يا أخي أنا بخير ولله الحمد والمنة ، أما عن السعادة التي أشعر بها فو الله إني اليوم أسعد الناس في الدنيا .
حسين : هلا أخبرتني بما يجعلك في هذه الحالة من السعادة والبهجة لأشاركك فرحتك؟
ياسين : خمن يا أخي العزيز . ما الشيء الذي يجعلني كما ترى من السعادة ؟
حسين : هل ارتفع سعر محصول مزرعتنا ؟ هل سنشتري المزرعة المجاورة لنا ؟ فقد علمت أن صاحبها ينوي بيعها ؟
ياسين :لقد ابتعدت بخيالك كثيرا عن سبب سعادتي يا أخي .
حسين : أجل قل لي ما سبب هذه السعادة المتلألئة على وجهك ؟ لقد اشتقت لمعرفته ؟
ياسين : لقد كنت عند الطبيب الآن وزوجتي لأنها كانت متعبة وأخبرني الطبيب أن زوجتي حامل .
حسين : زوجتك حامل !!! ودخل حسين في حالة ذهول من الخبر .
ياسين : نعم حامل ، لماذا لا أراك تسعد لهذا الخبر ؟ لقد طننت أنك ستطير فرحا بسبب هذا النبأ الجميل .
حسين : محاولا إخفاء ملامح وجهه المتجهم ، لا لا يا أخي المفاجأة فقط لم يكن في حسباني خبر مثل هذا بارك الله لك في المولود وأتي به على خير إن شاء الله .
يخرج حسين غاضبا ويدخل على زوجته التي تتعجب من حاله . ماذا حدث ؟ لماذا أنت عابس هكذا ؟ هل ساءك شيء من أخيك ؟
فقاطع حسين زوجته : أخي ياسين زوجته حامل .. أرأيت؟ تبدو زوجته غاضبة أيضا . ثم يردف قائلا طالما سعدت بأن تكون هذه الأموال لي ولأولادي من بعدي لكن من الآن كل شيء سيتغير فالمال سيكون من حق أبنائي وابن ياسين أيضا .
مرت الأيام مسرعة وتدخل زوجة ياسين مرحلة المخاض وبعد دقائق تأتي الممرضة مبشرة ياسين مبروك لقد رزقت بولد . يسعد ياسين بهذا الخر ويشكر ربه عز وجل على نعمة الولد وبعد عودته إلى بيته أصبح شغوفا بولده كثيرا وسماه " أشرف "وبعد عامين فقط شاء الله عز وجل أن يزيد سعادة ياسين وزوجته فرزقا ببنت أخرى سعدا بها أيضا وسماها ياسين "عائشة " وقد اهتم ياسين بتعليمهما جيدا وزاد حقد حسين على أبناء أخيه إلا أنه لم يستطع أن يبوح بالأمر إلا لزوجته فقط ،، كبر الأولاد سريعا وأصبح أشرف في الصف السادس وأخته في الصف الرابع بينما جابر ابن حسين في الصف الثالث الثانوي .
وبينما كان ياسين وزوجته في المدينة المجاورة في زيارة عائلية وعند عودتهما إذا بهما يصطدمان بسيارة كانت تسير بشكل جنوني ، لتموت زوجة ياسين في الحال وينقل ياسين إلى المستشفى بجروح بالغة الأثر . تتصل المستشفى بحسين لتخبره بوفاة زوجة أخيه وأن أخاه في حالة حرجة للغاية ، ذهب حسين مهرولا إلى المستشفى ليطمئن على أخيه فوجده في حالة يرثى لها وأنهى إجراءات استلام جثة أخيه وقام بدفنها وأشرف وأخته عائشة يبكيان على الأم التي فقدوها والأب الذي يئن في المستشفى تظاهرت زوجة حسين بالطيبة أمامهم وقالت لهم أنتم أبنائي وسأقوم بتربيتكم مع أبنائي حتى يتم الله شفاء أبيكم .
كان حسين دائم التردد على أخيه في المستشفى الحالة تتحسن ببطء ،خرج ياسين من العناية المركزة فرح حسين بتحسن حالة أخيه وجلس إلى جواره في فراش مرضه ،
تكلم ياسين بصوت متقطع : حسين ، اسمع كلامي جيدا فإني أشعر بدنو الأجل واقتراب الوفاة وساعة الرحيل أضحت وشيكة ..
حسين مقاطعا له : لا تقل هذا فالطبيب طمأنني وقال إن حالتك مستقرة
ياسين : انتبه لي جيدا فالأجل قد دنا ، أوصيك بأبنائي فأنت تعلم أنهم بلا أم وسيصبحون قريبا بلا أب ، ألا تذكر قبل أن أرزق بهما ؟ ألم أمن أعاملك كولدي لا كأخي ؟
أولادي ليس لهم إلا أنت . كن له أبا ثانيا ،،، عدني بذلك
حسين باكيا : أعدك بالإحسان إليهما ،، وإن شاء الله سيتم شفاؤك على خير .
ياسين : دعني الآن أريد أن أنام قليلا .
حسين : أرجو من الله أن تهنأ بنومك وأن يتم شفاءك على خير .
خرج حسين إلى بيته وذهب ليجد أبناء أخيه مع أبنائه منتظرين عودته .
أشرف : يا عماه أخبرني كيف حال أبي ؟ هل هو بخير ؟
حسين بعينين دامعتين : أبوك بخير إن شاء الله وسيتم شفاؤه قريبا .
أشرف : أريد أن أذهب معك في المرة القادمة .
حسين : إن شاء الله .
وفي صباح اليوم التالي بينما يستعد حسين لزيارة أخيه في المستشفى ويطلب من زوجته أن تجهز لأشرف ملابسه لأنه سيرافقه إلى المستشفى ،،، إذا بالهاتف يرن ،
حسين : السلام عليكم من ؟
الطوائ: هل أنت حسين ؟
حسين : نعم ، من أنت !!!
الطوارئ: البقاء لله ، أخوك ياسين في ذمة الله .
أجهش ياسين بالبكاء ، واحتضن أشرف وأخته وأخبرهم بما حدث وذهب إلى المستشفى لإنهاء إجراءات استلام الجثة واستخراج تصريح الدفن .
وبعد أن عاد إلى البيت ، أخذت زوجته تنفث في إذنيه ، كل هذه الأموال كانت ستؤول لنا ولأولادنا ... وأصبح أشرف وأخته شركاء لنا .
مرت الأيام بعد وفاة ياسين مسرعة وتناسى حسين وصية أخيه وأخذ يهين اليتامى أبناء أخيه. وأمعن في إذلالهم ،وفي أحد الأيام ضرب حسين أشرف ابن أخيه ضربا مبرحا لم يتحمله الولد حتى انفجر فيه بكيا :
لماذا تسئ إلينا ؟ أسلنا أيتاما ؟ ألم تسمع قوله تعالى : "فأما اليتيم فلا تقهر "
نحن شركاء لك في البيت والمزرعة وأنت لا تنفق علينا من مالك ، هو مال أبينا أيضا .
استشاط العم غضبا من جرأة ابن أخيه وزاد في ضربه وهو يقول له لقد تجاوزت في وقاحتك . ولن تبيت في البيت لابد أن تنام في الخارج مع العمال . بكت أخته توسلت إلى عمها لكنه لم يأبه بكلامها ولما ألحت عليه قام بطردها مع أخيها .
خرج أشرف مع أخته وقال لها تعالى نذهب إلى المدينة التي يسكن فيها أهل أمنا فهم أكثر حنانا من هذا العم القاسي غليظ القلب ،قالت له أخته عائشة أخاف أن نضل الطريق وأن نتفرق ،،،قال لها لا تخافي هيا بنا ،، معي مبلغ من المال سوف نركب القطار ونذهب إلى المدينة بسهولة ويسر إن شاء الله .
ذهب أشرف وأخته ولما جاء القطار ركبوا فيه إلا أن هذا القطار ليس متجها إلي المدينة التي يريدون الذهاب إليها ،، ولما نزلا من القطار كانت محطة القطار مزدحمة للغاية وقد أفلتت عائشة من يد أخيها لتضيع منه وسط الزحام ،، أخذ ينادي أشرف على أخته بصوت مرتفع : عائشة عائشة وبعد نصف ساعة كان هناك أحد اللصوص الذين يختطفون الأطفال الضائعين من ذويهم سمع أشرف وهو ينادي على أخته واقترب من الولد ليقول له هل تبحث عن أختك " عائشة "
أشرف: نعم ، هل تعرف مكانها ؟
اللص : نعم تريد أن تذهب إليها؟
أشرف : بالطبع .
اللص : هيا ، اركب معي سيارتي لنصل إليها لأني أريد مساعدتك للوصول إلي أختك وأنا على عجلة من أمري .
أشرف : سأركب معك وجزاك الله خيرا . يركب أشرف السيارة ليجد شخصا آخر وتبدو عليهما علامات مريبة .
وعائشة تبكي جوار المحطة وتنادي على أخيها ، ليقابلها رجل عطوف اسمه " الحاج عثمان " الذي رق لحالها وسألها على من تنادي يا ابنتي .
عائشة : أنادي على أخي " أشرف "
الحاج عثمان : وأين هو ؟
عائشة : كنت ممسكة بيده منذ ساعة تقريبا وقد أفلت منه وأنا أنتظره
الحاج عثمان : سأبحث عنه معك وإن لم نجده تعودين معي إلى بيتي مع زوجتي وبنتي .
يسير أشرف مع الرجلين ويشعر بالريبة في أمرهم ويتظاهر بالنعاس ليسمعهم وهم يخططون للسرقة ويعرف من كلامهم أنهم يختطفون الأطفال .
يبتهل أشرف في سره لله أن يخلصه منهم وأنه لا يريد أن يكون لصا معهم .
يظل الحاج عثمان يبحث مع عائشة عن أخيها أشرف لكنهما يئسا من العثور عليه ليعود بها إلى أهله ويدخل بها على زوجته وابنته ويخبر زوجته بنت " عائشة " بنت يتيمة وقد ضاعت من أخيها وأنها منذ اليوم ابنتنا الثانية ووعد " عائشة " أنه سيجتهد في البحث عن أخيها .
ظل أشرف يدعو ربه حتى استجاب الله دعاءه وأخذت السائق سنة ليصطدم في السيارة التي أمامه ليلقى حتفه هو والذي بجواره ويصاب أشرف بجروح وكدمات ويمر " محجوب" سائق التاكسي ليرى السيارة محطمة ويسمع حراكا للصبي فيأخذه على الفور وينقله إلى المستشفى ، وهناك أخبروه أن إصابة الطفل بسيطة وسطحية . ويأخذه ويعود به إلى بيته
تندهش زوجة محجوب " ثريا " من الطفل الذي عاد به زوجها ليخبرها أنه وجده في سيارة متحطمة ويطلب منها إعداد الطعام للطفل وأن تجهز له مكانا يبيت فيه ، وفي الصباح يفتح " أشرف " عينيه ويتساءل أين أنا ؟
أخبره محجوب بأنه وجده في السيارة عندئذ تذكر " أشرف " ما حدث وسأله محجوب أهم أهلك اللذين كانا في السيارة ؟
أشرف : لا ليسوا أهلي
محجوب : إذن لماذا كنت معهم
أشرف : قالوا لي سيذهبون بي إلي أختي فقد ضاعت مني عند محطة القطار .
محجوب : استرح الآن ومنذ اليوم أنت مني كأولادي ،،في أي مرحلة دراسية ؟
أشرف : في الصف السادس
محجوب : ما شاء الله إذن أنت في نفس الصف الدراسي لولدي " سعيد " سأسعى جاهدا لتكون في مدرسته .
انتظم أشرف في الدراسة وقلبه يقطر دما من فقد أخته ،،
أما عائشة فقد استقبلها " الحاج عثمان " وضمها إلى عياله وأحسن إليها .مع ابنته " سارة "
نشأ أشرف في بيت " محجوب " وظل يجتهد ويتفوق حتى حصل على الثانوية العامة بمستوى ممتاز وشعر " محجوب " بسعادة غامرة وسأل " أشرف " أي كلية ستدرس ؟
قال له " أشرف " كلية الحقوق"
محجوب مندهشا : كلية الحقوق ؟؟؟؟ معدلك يمكنك من دخول كلية الطب ، فلماذا تدرس في كلية الحقوق ؟
أشرف : لكي أنتصف للمظلومين ،، وأكون عونا للمحتاجين .
محجوب : بارك الله فيك ونفع بك ووفقك لما يحب ويرضى ،
أما " جابر " بن عم أشرف ،،،،فقد صار عاكفا على اللهو ولعب القمار وكلما نصحه أبوه أو أمه صاح في وجههما وتعلل بأنه لم يعد طفلا ولا يحتاج نصائح من أحد وصار يجبر أباه وأمه على توفير الأموال التي يحتاج غليها لكي يحصل على م يحتاج إليه . أصبح يتعدى عليهما بالضرب المبرح وأجبر أباه على أن يعد له توكيلا يمكنه من التعامل البنكي والبيع والشراء وجعل يبيع قطعا من الأراضي والبساتين دون علم أبيه .
ألتحق "أشرف" بكلية الحقوق ظل يدرس بجدية منقطعة النظير في عامه الأول حصل على تقدير الامتياز وكذلك في العام الثاني واستلم مكافأة مالية كبيرة .
وذات يوم أراد " محجوب " وزوجته "ثريا " أن يزورا ولديهما الذي ربياه في مقر دراسته وجاءاه بهيأتهم الرثة وكان أشرف جالسا في الحديقة وقد تحلق حوله زملاؤه حوله ليشرح لهم ما استشكل عليهم لما رأى أصحابه " محجوب وزوجته " سخروا من هذه الهيئة الزرية وهم لا يعلمون من هذين الشخصين ،،
لكن " أشرف " قام إليهما فقب يديهما وأعطاهما المبلغ المالي الذي حصل عليه كمكافأة لأجل أن يذهبا لأداء العمرة عرفانا بجميلهما وحسن صنيعهما .. فرح الأبوان كثيرا بما قدمه " أشرف " لهما وقد أوصاهما أن يدعوا له في الأماكن المقدسة أن يجمع الله بينه وبين أخته " عائشة " وبالفعل ذهب " محجوب " وزوجته الى البيت الحرام واجتهدا في الدعاء أن يجمع الله بين " أشرف " و" عائشة " وقد استجاب الله لهما ...
مات " الحاج عثمان " الذي كانت تعيش " عائشة " عنده وماتت زوجته وجاءت ابنته " سارة إلى عائشة وقالت لها لماذا تجلسين إلى الآن إن الرجل الذي أتى بك إلى هنا قد مات وكذلك أمي قد ماتت ولا مكان لك هنا !!!!
أريد أن أستقل ببيت أبي وأنت اذهبي إلى حيث تشائين .
عائشة : وأين أذهب وليس لي أحد ؟
سارة : لا دخل لي اخرجي من بيتي .
تخرج " أشرف " من كلية الحقوق وكان كما عاهد أباه " محجوب " نصيرا للفقراء المظلومين وأصبح محاميا مشهورا وذاع صيته كثيرا وأوقف نفسه لنصرة المظلومين
ظلت "عائشة" تتوسل لسارة لكنها أبت الا أن تطردها ،، خرجت " عائشة " ودموعها تنزل على وجنتيها بغزارة وقالت سأبحث عن عمل كي أعف نفسي عن ذل السؤال .
وذهبت لتعمل كعاملة نظافة في إحدى المستشفيات بعد أن انتقلت الى المدينة التي يعيش فيها " أشرف " وظلت تعمل " عائشة " تعمل في المستشفى حتى كادت لها إحدى عاملات النظافة مكيدة عندما سرقت بعض الدواء وضعته في الدولاب الخاص " بعائشة " ،،، فإذا جاء التفتيش عثروا على الدواء في أغراض " عائشة " فتدخل السجن بعد الفصل من العمل،،،،
بالفعل جاءت مشرفة العملات لتفتش الدواليب جميعها فوجدت الدواء المسروق في دولاب عائشة وقد استدعوا الشرطة ... وأخذوا عائشة وبعد يومين شعرت العاملة بتأنيب الضمير من مكيدتها وذهبت إلى المشرفة لتخبرها بما فعلت لتوبخها على فعلتها وأن هناك فتاة ستدخل السجن وهي مظلومة .
ظلوا يفكروا ماذا يفعلوا إذا بالمشرفة تتحدث عن محامي ذاع صيته أنه نصير المظلومين لابد أن نذهب إليه ونخبره ليرى كيف يمكن أني يجد وخرجا لهذه الكارثة .. بالفعل ذهبت العاملة والمشرفة إلى متب الأستاذ " أشرف " سألوا السكرتير عن الأستاذ أشرف أخبرهم أنه سيأتي قريبا انتظروه على أحر من الجمر ....
جاء الأستاذ " أشرف " ليجد المرأتين تنتظراه على أحر من الجمر، يندهش " أشرف " من هاتين المرأتين اللتين تنتظراه وهو لا يعرفهما قالتا إنهما يريدانه في مسألة حياة أو موت وأنها مسألة سجن امرأة بريئة مظلومة وقد عرفنا أنك نصير المظلومين ظل ينظر اليهما باستغراب ثم قال أين بيانات تلك المرأة فقالت المشرفة هذا ملفها كامل به أوراقها ، لما رأى " أشرف "اسمها ثلاثيا جعل يقلب باقي الورق بنهم شديد ويقول هل هذا معقولا ؟ هل يمكن أن يحدث هذا ؟ المرأتان مندهشتان من رد فعله وقد طلب منهما أن يحضرا له شهادة ميلادها فهي ليست موجودة بالملف ... ذهبت المشرفة إلى مكتبها وأحضرت شهادة الميلاد وعندما أعطتها لأشرف جعل ينظر في بياناتها وعيناه تزرفان الدموع بغزارة وهو يقول رباه كم أنت رحيم بي ،، رباه ما ألطفك ! وما أجمل تدبيرك ! ظلت المشرفة والعاملة كل منهما تنظر للأخرى وهما لا يفهمان شيئا ... حتى قال لهما ماذا حدث بالضبط ؟ أخبرته المشرفة . فقال لها سوف أحضر معها عرض النيابة وأسوي الأمر إن شاء الله فالأمر بسيط من الناحية القانونية .
ظل "أشرف" يحترق شوقا يكاد قلبه يذوب من الانتظار لكي يصل إلى أخته التي طال شوقه إليها، وفي الصباح الباكر ذهب "أشرف " ليحضر مع أخته "عائشة " التي لم تتعرف عليه في عرض النيابة . وعندما دخل ورأى أخته أجهش بالبكاء وسط اندهاش الجميع بما فيهم " عائشة" وطلب من وكيل النيابة الانفراد بالمتهمة ووافق وكيل النيابة على الفور وتتعجب عائشة من بكاء المحامي الذي يخبرها أنه أخوها لم تصدق " عائشة " ما ألقى على مسامعها حتى أخرج " أشرف " إثبات شخصيته لتنظر في الاسم كاملا والبيانات وتبكي "عائشة " وتنتحب وتختلط عندها مشاعر الفرحة العارمة بحزنها على ظلمها وقهرها في هذه القضية فها هي ذي تلتقي بأخيها بعد أكثر من عشرين سنة ويحتضنها أخوها احتضان السوار بالمعصم ويشكران الله عز وجل على توفيقه لهما باللقاء الذي كان على غير موعد ويهدئ "أشرف " من روع أخته ويمازحها لا تقلقي يا عائشة فالعاملة التي كادت لك ستشهد بالحقيقة مع أنها تستحق مكافأة كبرى ،،
عائشة : تستحق مكافأة كبرى !!!!
أشرف : بالطبع فهي سبب رئيس في أن نلتقي ، ولولم تفعل لما التقينا ،، ابتسمت عائشة وهي تقول أشعر أني في حلم جميل بأن منً الله علينا بالتلاقي فيقول لها أشرف : إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا....
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج
وبعد شهادة العاملة يكمل "أشرف " إجراءات خروج " عائشة " من أروقة النيابة ليعود بها إلى بيته الجديد .
وبينما "أشرف " يحرز النجاحات المتكررة نجاح إثر نجاح فها هو ذا يحصل على الدكتوراه بجدارة إذا "بجابر" بن عمه "حسين" قد أهدر كل ما يمتلكه أبوه في القمار مستغلا التوكيل العامل الذي حصل عليه من أبيه ليصبح هو وأبوه وأمه في حالة يرثى لها لتبيع أمه ما تبقى لديها من حلي لاستئجار شقة صغيرة يعيشون فيها .وأصبحت حالهم يرثى له .
حاول " جابر" البحث عن عمل عله يستطيع أن يكسب قوت يومه لكن سمعته السيئة حالت دونه وأي عمل فمن يأتمن هذا المنحل ليعمل عنده ؟؟؟
استدان " جابر " من أحد قرنائه مبلغا ليبدأ في تجارة الفاكهة حتى يستطيع النفقة على نفسه ووالديه. وبدأ بالفعل يتاجر إلا أن قطاع الطرق قاموا بالاستلاء على الشاحنة التي كان " جابر" عائدا بها وببضاعته ،، سرقت الفاكهة واعتدى قطاع الطرق على " جابر " وأصابوه إصابات بالغة نقل على إثرها إلى المستشفى وهو فاقد الوعي، ليفيق بعد يومين فيجد نفسه طريح الفراش وقد ضاعت أمواله التي استدان إياها من زميله ، يأتيه زميله بعد عدة أسابيع مطالبا إياه بالمال ولما قال له جابر إن اللصوص قد هاجموه وأخذوا ماله ،، قال له صديقه لا شأن لي بما تقوله أمامك شهر مهلة وإلا سأقدم الإيصال الذي وقعته لي للشرطة ولم يكن هذا الصديق مازحا فبعد شهر بالضبط تقدم بشكوى ضد صديقه " جابر " وقد ألقت الشرطة القبض على " جابر " وتم تحديد موعد للقضية .
وفي أحد الأيام يقول " أشرف" لأخته "عائشة " ما رأيك أن نصل من قطعنا ؟
عائشة : لم أفهم ،، ماذا تقصد ؟
أشرف : هيا نعود في زيارة عاجلة إلى مسقط رأسنا فمنذ ذلك اليوم الذي خرجنا هاربين من بطش عمنا " حسين " وظلمه لنا لم نعرف شيئا عن بلدنا ،،، ونتفقد أهلنا ونزور أبانا وأمنا في قبريهما ،،،
عائشة : لماذا يا أخي ؟ لا تنكأ جرحا نتمنى أن يندمل .
أشرف : لابد من زيارة بلدنا وصلة رحمنا حتى وإن كانوا قاطعين
عائشة : كما ترى يا أخي .
أشرف : إذن ننطلق في الصباح بإذن الله تعالى .
ينطلق "أشرف " وأخته في الصباح متجهين إلى مسقط رأسهما وكلما اقتربت المسافة استنشق أشرف الهواء بشدة ويوق لقد استوحشت هواء بلدنا العليل يا " عائشة "
ويذهبا حتى يصلا إلى بيتهما تنزل العبرات من عينيهما فور وصولهم للبيت ،، فسرعان ما تذكرا أباهما وأمهما وظلم عمهما لكنها طرقا الباب فإذا بشخص غريب يفتح الباب فيسال أشرف أين جابر؟ أين عمي حسين؟ هل هما بخير ؟ يجيبه الرجل يا هذا أنت مخطئ ،،، أشرف وتبدو على قسمات وجهه علامات الاستنكار مخطئ!!!! الرجل بالطبع فقد ابتعت هذا البيت من جابر منذ عامين،، يبدو أنك غريب ..
" أشرف " وأين ذهب جابر وأبوه ؟؟؟
الرجل : أما جابر ففي السجن وأما أبوه وأمه فهما في شقة صغيرة قام جابر باستئجارها لهم قبل دخوله السجن
" أشرف" : وما سبب دخول جابر السجن ؟
الرجل : ولماذا تسأل عنه ؟ وما رأيت أحدا يهتم بهذا الشخص الغير سوي
أشرف : أجبني أرجوك
الرجل : لا عليك ، لقد استدان مبلغا من أحد أصدقائه ليعمل في التجارة وهجم عليه اللصوص فسرقوا البضاعة وأوسعوه ضربا .
أشرف : هل تعرف من الذي استدان منه جابر المال ؟
الرجل : إنه "إبراهيم " صديقه
تنظر " عائشة " بدهشة إلى " أشرف" ثم تقول له : ماذا ستفعل ؟
أشرف: وهل هذا أمر يحتاج إلى سؤال ؟ سأذهب إلى إبراهيم وأعطيه المال لكي يخرج " جابر " ونعود إلى عمنا " حسين"
عائشة : تسد دين جابر بعد الذي كان من حرماننا من مال أبينا وتشريدنا وضربنا
أشرف :أعظم الصلة هي صلة القريب الكاشح ، وأفضل العفو العفو عند المقدرة
ينطلق " أشرف " إلى " إبراهيم " ويعطيه المال ويطلب منه على الفور الذهاب معه لسحب الشكوى التي قدمها ضد " جابر " ابن عمه ..
يدخل العسكري لينادي على " جابر " هيا اخرج .
جابر : أخرج !!!!
العسكري : هل تحب البقاء في السجن ؟
جابر : لا لا ولكني مندهش فلم يسد أبي ديني فأنا أعلم أنه لا يملك شيئا وإبراهيم لن يتنازل إلا بعد سداد الدين .
العسكري : هناك محام جاء مع إبراهيم وسدد الدين وقد أنهى إجراءات خروجك .
جابر وهو غير مصدق لما يسمع محام !! أي محام ؟
يخرج جابر فيجد " أشرف " وعائشة في انتظاره ويخبره " العسكري أن الشخص الواقف
هو من سد الدين وظل " جابر " يحملق في " أشرف " و" عائشة " وأنهى حالة الصمت قول " أشرف " كيف حالك يا " جابر " وكيف حال والدك؟ ووالدتك ؟ أهما بخير ؟
جابر: بخير ولكن من أنت ؟ ملامحك ليست غريبة عني ؟
أشرف : أنا رفيق الصبا ،، ألا تذكر ؟
جابر : لا لست صديقي ،، أصدقائي منذ الصغر أعرفهم جيدا ....
أشرف : أنا ابن عمك "ياسين " وهذه " عائشة " أختي
جابر : ابن عمي "ياسين "!!!!!! أنت أشرف !!!!!!!!!!! وتأتي إلي وتخرجني من السجن بعد الذي فعله أبي بكم !!!!!
أشرف : دعك من هذا الآن وهيا بني أريد أن أرى عمي .
فكلي شوق للقائه ... يأخذ "جابر " أشرف" و" عائشة " إلى شقة قديمة ويطرق الباب ليخرج رجل كبير السن شاب رأسه واحدودب ظهره وقد سقط حاجباه على عينيه ولا يكاد يصدق أن ابنه " جابر أمامه يعانق والده باكيا " الحمد لله لكن كيف خرجت ؟ وأنا لم أجد من يساعدنا في سد الدين ؟ ينتبه " حسين " لوجود رجل وامرأة معه " جابر " يطلب " جابر " منهما الدخول ...
جابر : أتعرف من هذان يا أبي ؟
الأب : لا يا بني ،، من هما ؟
جابر : هذا الأستاذ " أشرف " الذي قام بسداد ديني ... ويحملق أشرف في عمه متعجبا من تأثير الدهر على وجه عمه .
الأب : لا أعرف كيف أشكرك يا ولدي ؟
جابر : أتعرف من هو يا أبي ؟
الأب : لا ،، لا أعرفه .
جابر : إنه "أشرف " ابن عمي " ياسين "
الأب : مصدوما " أشرف " ؟؟؟؟؟؟؟
جابر : نعم يا أبي أشرف الذي طالما ظلمناه وأخذنا إرثه وإرث أخته " عائشة " هذه الجالسة هي " عائشة " بنت عمي
يبكي الأب بكاء مريرا ويعلو نشيجه وانتحابه ويجثو على ركبتيه طالبا من أبناء أخيه أن يسامحاه يقوم " أشرف " من مكانه وينهض عمه ويقبل رأسه ثم يحتضنه ويقول له لا يا عماه فمكانتك من مكانة أبي فإن كنت خفرت ذمة أبي فينا فإني سأحفظها فيك وأنا منك بمثابة ولدك " جابر " ألح العم حسين على أبناء أخيه كي يسامحوه ووعدوه بأنهم نسوا ما حدث وأن ما فات من نزغ الشيطان لا نريد أن نتذكره ،،
عرض "أشرف " على عمه وابن عمه " جابر " أن يعودوا معه في المدينة التي يقيم فيها حيث بيته الفسيح وكتبه المشهور لكن عمه رفض وقال لا يا ابن أخي يكفي ما نالك مني .
ينظر " أشرف إلى الحالة الرثة التي يعيشها عمه وإلى جابر الذي لا يوجد لديه عمل ليقترح عليه أن يعطيه مبلغا من المال لاستئجار مزرعة فواكه كي يعيشوا من ثمن ثمارها فهذا هو العمل الذي يتقنه " جابر " يبكي العم " حسين " من صنيع ابن أخيه معه ،، لكن " أشرف " يقبل جبين عمه ويستأذنه ليعود مع أخته إلى بيته وعمله ويعده بأن يزوره وابن عمه " جابر " بين الفينة والأخرى ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
- أمير منطقة حائل يستقبل وزير السياحة
- إدارة تعليم المذنب تحتفي باليوم العالمي للطفل
- حرس الحدود بجازان ينقذ مواطنين تعطلت واسطتهما البحرية في عرض البحر
- تنفيذ حكم القتل تعزيراً بعدد من الجناة لارتكابهم جرائم إرهابية
- النيابة العامة تعلن عن تدشين “غرفة الاستنطاق المخصصة للأطفال”
- «الحياة الفطرية» تطلق 26 كائناً مهدداً بالانقراض في متنزه السودة
- تستمرّ للثلاثاء المقبل معلنة دخولَ الشتاء.. جولة مطرية جديدة يصحبها انخفاض بدرجات الحرارة بمعظم المناطق
- لاستبدال 250,000 مكيف.. “موان” يعلن إطلاق ثالث مراحل مبادرة “استبدال”
- «الجنائية الدولية» تصدر مذكرتي اعتقال لنتنياهو وغالانت
- “حساب المواطن” يعلن صدور نتائج الأهلية للدورة 85 لشهر ديسمبر القادم
- من مخاطر داخل المنزل تهددهم.. “المدني” يؤكد أهمية المحافظة على سلامة الأطفال
- “الهيئة العامة”: كود الطرق وضع معايير وشروط لتصميم وتركيب مطبات السرعة
- بوضعية خارج الرحم.. “سعود الطبية” تنقذ جنينًا بحالة حمل نادرة في الأسبوع الـ26
- «الطيران المدني» يُصدر تصنيف مقدِّمي خدمات النقل الجوي والمطارات لشهر أكتوبر الماضي
- الزكاة والضريبة والجمارك تدعو وسطاء الشحن إلى الاستفادة من الخدمات الجمركية المقدمة في المنافذ البحرية
محمد محمود يوسف الحماد
“الأخوان”.. قصة مؤثرة
07/04/2022 12:00 ص
محمد محمود يوسف الحماد
0
262438
(0)(1)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3497792/